كلمة اليوم
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 حيث تعرضت الولايات المتحدة لأعمال ارهابية لم تكن في الحسبان انتهزت الحركة الصهيونية هذه الفرصة السانحة للانقضاض على الاسلام والمسلمين، وبما أن من دبر تلك الاعتداءات الاجرامية ينتمون الى العقيدة الاسلامية اسما، ويحملون قبل سحب هوياتهم وطردهم من المملكة جنسيات سعودية، فان تلك الحركة وجدت ضالتها المنشودة فيما حدث ، فأخذت عبر آلاتها الاعلامية المؤثرة في الرأي العام الغربي بشكل عام وفي الرأي العام الأمريكي على وجه الخصوص بايجاد علاقات وهمية من نسج خيالات تلك الحركة بين الارهاب والمملكة، وأخذت تدندن على منغومة تلك العلاقات، وتمكن اعلامها النافذ من غسل عقول صدقت أن تلك العلاقات قائمة بالفعل، وأن المملكة تشجع على ممارسة الارهاب وتصديره الى العالم، وبين الفينة والأخرى يقوم الصهاينة بنشر مؤلفات لتضليل الرأي العام وحشو أدمغته بمعلومات مغلوطة وخاطئة عن علاقة المملكة بظاهرة الارهاب والارهابيين، وأن لهذه الظاهرة جذورها المتمكنة في النهج الاسلامي، رغم علم أرباب تلك الحركة وأبواقها ومؤلفيها أن العقيدة الاسلامية تحارب الظلم والبغي والفساد في الأرض وقتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق، غير أن صناع تلك الحركة يأبون الا تضليل العالم واختراع تلك العلاقة الوهمية بين المملكة والارهابيين، وأن العقيدة الاسلامية السمحة هي عقيدة تقوم على التزمت والتشدد وعدم التسامح وقد أدت الى ايجاد بيئة تخرج منها المتطرفون والارهابيون، وتلك ادعاءات سواء صدرت عن أجهزة اعلامية تحركها رموز الصهيونية العالمية أوجاءت على شكل كتب ودراسات ملفقة فان المتأثرين بها هم من أولئك الغافلين الذين لايشعرون بما تمارسه اسرائيل من تطرف ضد شعب فلسطين وسائر الشعوب العربية، وما تمارسه من ظلم وعدوان وبطش وقهر تمثل بوضوح ارهاب دولة تريد القفز على حقوق مشروعة، وتريد القفز على الشرعية الدولية واقامة الدولة العبرية الكبرى التي لاتغيب عنها الشمس ، ورغم أن بعض العقول الغافلة صدقت وماتزال تصدق تأثرا باعلام تلك الحركة الظالمة ان ثمة علاقة وهمية بين المملكة وظاهرة الارهاب، الا أن العقول الراجحة والمنصفة في العالم ترى أن الحقائق الواضحة كوضوح أشعة الشمس في رابعة النهار لايمكن أن تطمس بالسهولة التي تتخيلها اسرائيل، ويتخيلها رموز الحركة الصهيونية، فتلك العقول تدرك أن المملكة منذ تأسيسها وهي تضرب بيد من حديد على كل مارق وفاسد ومخرب يمثلون تلك الظاهرة، يدفعها الى ذلك مبادئ عقيدة اسلامية تحث على نشر الأمن والاستقرار والطمأنينة بين صفوف المجتمعات البشرية، وتنبذ أساليب الظلم والقهر والاستعباد والتخريب وقتل الأبرياء، ولايجهل أولئك الأدعياء من رموز الحركة الصهيونية أن المملكة هي أول دولة في العالم دعت الى عقد مؤتمر دولي لوضع الاستراتيجية الدولية المناسبة لمكافحة ظاهرة الارهاب وتقليم أظافر الارهابيين واحتوائهم.