نخشى من عمليات انتحاريه لسفن عراقية داخل الخليج
يظل القلق الوحيد مع انتهاء الحروب الذي يسيطر على العالم هو قلق بيئي حيث أن الوضع الذي تنتجه الحروب ليس على مستوي اليومي فقط ولكنه على مستوى المستقبل وقد تظل المنطقة تعاني من اثر الحرب على مدى السنوات المقبلة .. تلوثات في البيئة الصحراوية والبحرية وكذلك على مستوى التلوث في الطقس و الهواء .. ولعلنا نسمع على أجهزة التلفاز بشكل يومي عن مدى هذه الأضرار القادمة خصوصا وأن هناك تخوفات من استخدام قنابل تحمل إشعاعات وهذه النوع من الاسلحة تجعل المنطقة عرضة للإصابة بأمراض خطره وازديادها. وفي حوار لـ(اليوم) مع الدكتور محمد الصرعاوي رئيس مجلس الأدارة والمدير العام للهيئة العامة للبيئة في دولة الكويت أبدى تخوفه وقلق جميع علماء البيئة في المنطقة من هذه الحرب التي ستؤثر على الأنسان والمناخ كما أبدى تخوفه من قيام النظام العراقي بوضع ناقلات نفط في مياه الخليج كقنابل موقوتة يستخدمها في حالة نشوب حرب تدمر البيئة البحرية.وعن الاستعدادات في الكويت ودول الخليج لهذه الحرب المحتملة والتأثير على البيئة البحرية وكان لنا معه هذا الحوار.@ بعد حرب تحرير الكويت زادة نسبة الأمراض الخطيرة وأخطرها أمراض السرطان وعزا المحللون هذا الازدياد إلى نوعية الأسلحة الخطرة التي استخدمت في ذلك الوقت وها نحن اليوم على أبواب حرب أخري سيستخدم فيها عدد من الأسلحة الخطرة كما نقرأ عن قنابل نووية صغيرة .... ما تأثير ذلك على البيئة ومن ثم على صحة الأنسان ؟ وماذا عملتم حيال ذلك؟ @ لا شك أن الأثار المدمرة التي لحقت البيئة الكويتية بعد الغزو العراقي الغاشم في التسعينات أنها كبيرة وما زالت موجودة شاهد عيان ومنها على سبيل المثال وليس الحصر عندنا أهم نقطة هي البرك النفطية ومازالت موجودة أكثر من 270 بركة نفطية إلى 300 بركة نفطية وهذه توجد فيها كمية هائلة من النفط وقد وصلت إلى أكثر من 60 مليون برميل وشاهدناها على الطبيعة خلال الفترة الماضية وقد أتت فرق فنية من خارج الكويت لإعادة تأهيل البرك النفطية ووجدنا أن المرحلة الأولية لتقديرات التكلفة بلغت بليون دولار لمعالجة البرك النفطية وعملنا دراسات طويلة المدى مع أكثر من فريق عمل وبالذات مع الفريق الياباني على أساس الاستفادة من البرك النفطية ومعالجتها وتأهيل المواقع ولكن الذي حدث خلال السنوات السبع الماضية من دراسات وأبحاث على البرك لكون الكميات النفطية كبيرة وقد طرأت على الحكومة الكويتية فكرة بأحالة إعادة التأهيل لبرنامج الأمم المتحدة للتعويض وهناك الأن فرق أجنبية تدرس تأثيرات البرك النفطية على البيئة المحيطة وتم رصد بعض البرك التي تؤثر على المياه الجوفية وخصوصا في المواقع الشمالية للكويت وتم أغلاق هذه الأبار الأرتوازية من المياه مما جعلنا نخسر خسارة كبيرة. ويضيف الدكتور الصرعاوي بأن جميع هذه الأبحاث والدراسات مسجلة في مؤتمرات عالمية ومنشورة في دوريات محكمة وتم إختيار أكثر من 1200 عينة تم تزويدها بفلاتر وأجهزة مع المواطنين أثناء عملة أطفاء آبار النفط وكانت هذه الأجهزة مع المواطن في جميع تحركاته وكانت تعاد هذه الفلاتر لمجلس حماية البيئة كل أسبوعين ومن خلالها تم رصد كميات هائلة من الملوثات الكيميائية وبعض هذه الفلاتر تبين أن هؤلاء المواطنين تعرضوا لأضرار صحية .@ ماذا عن نوعية الأسلحة التي استخدمت وخصوصا بأنكم أزلتم أحد المجسمات (دبابة) تعرضت للقصف أتضح أنها تحمل مواد مشعة ؟ وما مدى تأثيرها ؟@ المواد المشعة والمواد النووية خطرة ولها أثار بعيدة المدى ويظل تأثير هذه الأسلحة الفتاكة لفترة طويلة في التربة خصوصا أذا كانت التربة تحتوي على خزانات المياه الجوفية أصبح متلوث أن سطح الأرض تلوث بالأضافة إلى الغازات وأبخرة تتطاير من البرك النفطية وتصل بطرق غير مباشرة للمناطق السكنية وتم رصد كميات هائلة من المواد الكيماوية التي تنجرف مع التربة الملوثة في الهواء الجوي كما تم رصد مجموعة من المواد الكيميائية التي قد تصل إلى المناطق السكنية. أما ما يتعلق بالأمراض فلا شك بأن كمية الأمراض تزداد بشكل غير طبيعي وتحتفظ وزارة الصحة بأرقام ورصد لتلك الأمراض التي نتجت من هذه الأسلحة التي أثرت على الأجهاض والولادات المشوهة والأمراض الجلدية وزيادات أمراض السرطان التي تم تسجيلها بعد تحرير الكويت وجميع هذه مؤشرات خطيرة لأنها أمراض فتاكة ومزمنة وحديثة الأنتشار في دولة الكويت وكذلك دول الخليج المجاورة وذلك بعد التحرير التي كانت متأثرة بالأسلحة الفتاكة. وبعد تحرير الكويت تم حصر كافة الدبابات وكافة الأسلحة الثقيلة التي وجد فيها أثر للمواد المشعة أو المواد النووية في بعض المواقع خارج الكويت وقد تم التعامل معها بصورة دقيقة جدا وتم نقلها بعد التحرير (بفترة زمنية ) خارج الكويت وتفيد البيانات التي لدينا الآن بأن الكويت لا يوجد بها أي آثار للمواد النووية أو المشعة.وأضاف الدكتور الصرعاوي بأن جامعة الكويت تجري بحثا ممولا من الهيئة العامة للبيئة على أساس النظر في أي مخلفات لمواد مشعة في المنطقة الكويتية أيضا هناك أتفاقية بين الكويت وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وأيضا الوكالة العالمية للتعامل مع المواد المشعة كما أنشأت إدارة خاصة للتعامل مع المواد المشعة في المراقبة الواقية من الأشعاع في وزارة الصحة وهي الجهة المسؤولة عن البيانات وفي آخر زيارة للفريق المختص بالمواد المشعة برئاسة محمد البرادعي قبل ستة شهور وتم رفع عينات من كافة مناطق الكويت المتأثرة وحتى الآن لم نستلم التقرير الفني بهذا الصدد لكن قيل لنا أنه لا يوجد في الكويت أي مواد خطرة أو مشعة.@ ما مدي أضرار البيئة من جراء الحرب بشكل عام؟@ نحن نأمل بأن لا تكون هناك حرب في المنطقة بشكل عام ولا شك إذا كان هناك حروب فالبيئة تتضرر لوجود أي أسلحة أو أي مواد خطرة على البيئة بشكل عام سواء في عمود الهواء أو في التربة أو في المياه لأن هذه المواد الكيماوية نتيجة للحروب وما يستخدم فيها من أسلحة تنتقل بصورة سهلة جدا وبسرعة فائق الإنسان ما يقدرها نتيجة لحركة الرياح والأمواج والتيارات البحرية وتصل بأسرع وقت إلى المناطق غير المتضررة فيها ولهذا دولة الكويت بعد التحرير وقفنا على حجم الدمار البيئي الذي لحق بها على كافة مناخ الحياة سواء البيئة الانسانية أو الحيوانية أو النباتية والمشيدة والمنقولة كلها تأثرت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وقد حرصت الكويت أن تجعل يوم السادس من نوفمبر من كل عام يوم يعترف به العالم ويفكرون جليا بعدم استخدام البيئة بالصراعات الحربية خصوصا ما يتعلق بحرق الأبار أوبتلويث المياه أو تجفيف المواقع أو نقل التربة من مكان إلى آخر جميعها تؤثر بلا شك بطريقة غير مباشرة لذلك حرصنا أن لا يكون هناك أي دمار للبيئة ولكن فيما لو قامت الحر لا شك بأن الآثار ستكون مدمرة.@ مازالت البيئة البحرية متأثرة من جراء حرب تحرير الكويت ما مدى هذا التأثير بعد كل هذه السنوات وهل هناك أي ضرر على المنتوج البحري من أسماك وروبيان وشعب مرجانية والحيوانات البحرية؟@ أن أي تلوث في عمود المياه يغير من طبيعة المياه ومن كيميائياتها وبيلوجيتها وحيويتها وسيؤثر على المخزون السمكي وعلى أي مواد طبيعية في المياه ولذلك حدث أثناء أندحار الغازي للكويت قام بسكب مالا يقل عن 11 مليون برميل خلال 4 شهور في المياه البحرية ووصلت هذه النفوط إلى دولة قطر والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ولوثت المنطقة بالكامل ولا زلنا نرصد متغيرات هائلة وبالذات عناصر الزئبق والبنيديا والنيكن في البيئة البحرية بسبب هذه الملوثات والإشكالية أن الملوثات النفطية تظل فترة طويلة من الزمن في البيئة البحرية وحين تتلاطم بها الأمواج تخرجها مرة أخرى للسطح وتنتقل إلى المسطحات الطينية ومن ثم ننتقل إلى المياه العميقة وتؤثر على كل مناخ الحياة والشعب المرجانية وبعد تحليل كمية كبيرة من النفوط على سطح هذه الشعب المرجانية وجدنا بأنها تتجدد وتصبح أحياء جديدة.@ هل هناك مؤشرات وأحصائيات عن وضع الأسماك في الخليج طبعا الآن الحياة الطبيعة تعتاد دورتها الطبيعية مع مرور الوقت وخلال السنوات الثلاث الماضية لم نجد مؤثرات على الثروة السمكية التي بدأت تستعيد عافيتها وبدأت تتنشط من جديد وتتغير إلى الأفضل.@ إذا ما أسباب نفوق الأسماك التي شهدناها قبل عام ونيف على شواطئ الكويت.@ ظاهرة نفوق الأسماك من الظواهر غير المألوفة في المنطقة والأن أصبحت تهدد السعودية ووصلت إلى عمان وإلى قطر والبحرين وشاهدنا في السنوات الثلاث ظواهر غريبة لأول مرة نشاهدها ومنها ظاهرة المد الأحمر وظاهرة البكيتر في عمود المياه وهذه جميعها مؤشرات تؤكد بأن هناك تغيرات لا حصر لها في عمود المياه. وتعتبر هذه التغيرات الأوكلوجية الحيوية ونطلق عليها مسمى الكتلة الحيوية للحياة بدأت تتأثر من هذه المتغيرات وبالتالي نحن كعلماء يجب أن نتكاتف ونضع بعض النقاط الرئيسية للحد من هذه المتغيرات وبدأت الآن تتغذى على النفوط وتؤثر على حيوية الشعب المرجانية التي بدأت تتقلص من حيث الأنتشار . ولا شك أن البيئة البحرية في شمال الكويت بيئة حضارة أسماك وبيئة فريدة من نوعها وتكثر بها مصائد الأسماك من المخزون السمكي وقلة الأمواج وضحالة المياة وكلها يساعد على بيئة فريدة من نوعها في العالم الذي قد أثر تأثيرا مباشرا على الأحياء البحرية وقلل من المخزون السمكي حتى الآن في المنطقة الشرقية من المملكة وأرتفاع الأمواج والتيارات تزداد لتنكشف طبقة لها إحدى عشرة سنة مغمورة إذا تحت سطح البحر وتحتاج إلى مئات السنين من أجل أن تتخلص منها التربة وأفضل طريقة لتخليص التربة هو كشف هذه الملوثات للأمواج وزيادة حركة العنصر الديناميكي لزيادة طاقة الأمواج لتنظيف التربة على مستوي دول مجلس التعاون بإعداد فرق فنية متخصصة مع التعاون مع دول العالم على تأكيد هذه الظاهرة على مستوى برنامج الأمم المتحدة للبيئة وعلى برنامج أتحاد دولي لشؤون الطبيعة لكي تعيد النظر في أمكانية تأهيل هذه المناطق.@ هل هناك أي أضرار في الأسماك الموجودة بالأسواق ممكن أن تنعكس على صحة الأنسان حين يتناولها؟@ لا الأسماك الآن معافاة ولا يوجد بها أي ضرر وهي أسماك حسب علمنا في جميع الإجتماعات التي تمت على مستوي دول المجلس بأن هذه الظواهر تظهر في فترات زمنية تجعل الأسماك تتأثر وهناك بعض الأسماك لا تتأثر بهذه الظواهر والسمك المقصود هو (الميد) الذي يتأثر بأي متغيرات في عمود المياه وتقوم وزارة الصحة بالكشف عن أي أمراض بالأسماك وتقوم مراكز دراسات الأسماك بدراسة المتغيرات.@ في أي شهر تظهر هذه الظواهر ؟@ تبدأ في الشهر الرابع والخامس من السنة الميلادية وفي هذه الفترة يكون فيها التغيرات الفصلية من الشتاء إلى الصيف وبين الشهر الرابع والخامس تعلو درجات الحرارة حيث تصل الدرجة في المياه إلى 36 درجة مئوية وفي الشهر التاسع والعاشر هو تغيير الصيف ودخول الشتاء.@ ماذا عن التلوث في الجو وفي العمود الهوائي؟@ لدينا أجهزة دقيقة في رصد كل أنوع المتلوثات في الهواء وهي محطات مخصصة وما يؤثر على عمود الهواء هي محطات الطاقة الكهربائية ومحطات تحلية المياه التي تقلقنا أكثر من مصافي النفط لأن المصافي عليها رقابة وتشديد لحماية البيئة. وقد وضعت الهيئة بالتنسيق مع وزارة البترول الكويتيه رقابة صارمة كي نستطيع من التقليل بنسبة الملوثات ولعل عوادم السيارات تعتبر المصدر الثالث في التلوث.@ هل تتوقع بأن البيئة في الخليج هي بيئة صحية ؟@ لا توجد أي نوع من المشاكل في البيئة الخليجية (في الوقت الحالي) لأن التيارات البحرية في الخليج تتجدد وتتغير وما نخاف منه هو أن تتسبب هذه الحرب بإلقاء كميات من النفط في مياه الخليج برغبة التلوث ونخاف أيضا من وضع ناقلات عملاقة داخل الخليج كقنابل ممكن أن يستخدمها النظام العراقي في هذه الحرب كقنابل متحركة في البحر. ونحن نتابع هذا الأحتمال وقد قمنا مؤخرا برصد تجربة رائدة في الاستنباطات والمحاكات لجميع البقع الزيتيه في المنطقة وكيفية تحركاتها نتيجة للتيارات البحرية والرياح السائدة وهناك مرصد تابع للمنظمة الإقليمية في الجابرية بالكويت يقوم بإستقبال صور من الأقمار الصناعية كل دقيقة وممكن أن ترصد أي باخرة في الخليج العربي ويوجد مكتب في مملكة البحرين برئاسة عبدالمنعم جناحي يقدم بيانات أول بأول وهناك فريق عمل شكل من قبل المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية وهذا الفريق هو المسؤول مباشرة من دول المجلس بمتابعة حركة البقع النفطية فيما لو حدث أي طارئ بالخليج .
محمد الصرعاوي مع المحرر
محمد الصرعاوي مع المحرر