الضمير الحيّ
أخيرا .. وقعت (الواقعة) التي طالما كنا نخشاها ولا نتمناها.. ونحذر منها..بدأت نذر الحرب التي نعتقد أنها لم تكن وليدة اليوم ، إنما تعود جذورها إلى أكثر من 12 عاما ..للأسف، لم يكن التوقيت عربيا ودوليا إلا ضربة في الصميم لكل المبادئ والأعراف .. وللأسف لم يدفع الثمن سوى العراق أرضا ووطنا وشعبا وجيلا بأكمله .. يحصد اليوم ثمن أخطاء تقترب من الخطايا ، وندفع معه نحن العرب فاتورة باهظة لبضاعة لم نشتريها.العراق هو الضحية ..والمملكة طيلة فترات الأزمة كانت تعبر عن الضمير الحي الباقي في الوطن العربي .. الضمير الرافض للعدوان بداية على الكويت وانتهاء بالعدوان على العراق أو أي دولة عربية أو إسلامية أو في أي بقعة في طرف ناء في العالم.خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز كان شديد الوضوح في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه سمو ولي العهد حين أكد أن المملكة ترفض بشدة ضرب العراق أو استخدام أراضيها لتوجيه أي قذيفة تسقط على أبناء الشعب العراقي الشقيق.المملكة ، حيت ترى الوضع يصل إلى هذه الدرجة ، تحس بالأسف العميق على أن يصل الأمر بالعلاقات الدولية إلى هذا الحد ، وأن يصل الانفراد بالقرار الدولي بمعزل عن الهيئة الوحيدة المخولة بإقرار السلام في العالم ، ورغم كل المؤشرات الساعية نحو اللجوء لعمل عسكري ، فإننا كنا ـ كما قال الأمير سعود الفيصل ـ نأمل في "حل دراماتيكي" يبعد ربما في اللحظة الأخيرة شبح التهديد والحرب عن شعب العراق.الشعوب دائما تدفع أخطاء لا ناقة لها ولا جمل فيها ..والشعوب دائما تدفع ثمن الكراهية حين لا يتورع ساستها عن الالتزام بأي وازع .. والشعب الأمريكي الذي خرج ضد الحرب لايجب أن يدفع ثمن حرب فرضت بشكل ما ، حرب لن يكسب فيها أحد..فحكمة التاريخ تؤكد أن المنتصر في أي حرب هو أكبر الخاسرين..جثث القتلى الأبرياء .. دماؤهم ، ونظرات الانكسار في عيون الجرحى والمصابين والضحايا ، أبلغ دليل !!اليوم