اسماعيل الناظر المحامي
ليس عبثا ان (الشرعية) الدولية تشبه كلمة (الشريعة) الاسلامية ذلك ان كلا من الشرعية الدولية والشريعة الاسلامية تتناول الحرب والسلام والمبادىء التي يجب التمسك بها واحترامها في وقت الحرب ووقت السلم.فهناك فرق شاسع بين الحرب دفاعا والاعتداء او العدوان فما كل حرب مباحة او ممنوعة ولا كل سلام مستساغ اذا كان استسلاما للظلم والبغي واكل حق الشعوب والامم.وفي تاريخنا المعاصر مثلان على محاولات لتقنين قواعد الحرب وقواعد السلام، اولهما (عصبة الامم ) التي اعقبت جفاف الدماء التي أراقتها الحرب العالمية الاولى (1914 - 1918) وثانيهما منظمة الامم المتحدة التي برزت قبيل جفاف الدماء التي اراقتها الحرب العالمية الثانية.فلماذا فشلت عصبة الامم ولماذا يخشى ان يكون مصير الامم المتحدة مثل مصير سلفها، لا قدر الله مع ان كلا من عصبة الامم وهيئة الامم كان مفروضا ان تسير على مبادىء القانون الدولي او الشرعية الدولية، وهذه المبادىء تحرم العدوان وتحمي المدنيين وتوجب التعويض للمعتدى عليه ورفع الظلم عنه.والفرق الاساسي بين المنظمتين هو ان عصبة الامم كانت لخدمة الدول المستعمرة او الامبراطوريات القائمة آنذاك، وكان معظم تلك الامبراطوريات دولا غربية عظمى ارادت اقتسام الغنائم التي كانت بين المانيا والخلافة العثمانية وخرجت بريطانيا وفرنسا بحصة الاسد اما امريكا فلم تكن في ذلك الحين دولة استعمارية ولم ينجح الرئيس الامريكي في انضمام الولايات المتحدة الى تلك العصبة بل واجه (ودرو ويلسون) صاحب المبادىء الاربعة عشر، واهم تلك المبادىء حق الشعوب في تقرير مصيرها، عدم رضا اوروبا آنذاك ولا امريكا.اما منظمة الامم المتحدة فقد برزت فيها قوتان فقط، وهما المعسكر الامريكي والمعسكر السوفيتي..وبسبب هذا التنافس الجديد بين المعسكرين ظهرت كلمة اسمها (الفيتو) وهي كلمة لاتينية تعني (انا اعترض) وكل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي شجع هذه الكلمة حتى يكبح جماح منافسه ويعرقل مساعيه لكسب اصوات اتباعه, ومن قبيل المجاملة أعطي هذا الحق لكل من الصين وبريطانيا وفرنسا وتاريخ الفيتو ليس تاريخا دائما يخدم الحق والعدل اللذين انشئت الامم من اجلهما وقد استفادت اسرائيل من حق الفيتو الامريكي كما لم تستفد منه اية دولة اخرى، وكأنها فوق الشرعية الدولية او في كوكب آخر، كما قال معالي وزير الاعلام السعودي مؤخرا في مؤتمر الاعلام العربي المعقود مؤخرا في القاهرة.