لندن ـ اليوم

ضربات جوية مكثفة لشل أجهزة التحكم العراقية

تميزت حرب تحرير الكويت بحملة قصف جوي طويلة تبعتها عملية هجوم سريعة استمرت لأيام قلائل.. غير ان الحرب المقبلة ستكون مختلفة حسبما يقول القادة الأميركيون. فقد شدد رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال ريتشارد مايرز على أهمية عنصري السرعة والحسم في الحرب القادمة بهدف ان يفقد النظام العراقي توازنه وينهار بأقصى سرعة ممكنة. وتشمل الحملة الأميركية المرتقبة ثلاثة عناصر: ضربات جوية مكثفة، وحرب نفسية تهدف لاقناع القوات العراقية بعدم جدوى المقاومة، وهجوم بري للسيطرة على بغداد. ويأمل القادة الأميركيون في تحويل الجيش العراقي الى وحدات صغيرة معزولة بلا روح معنوية، الأمر الذي يعني استسلامها بسرعة.. وربما يؤدي استخدام الأسلحة الكيماوية الى إعاقة تقدم القوات الأميركية والبريطانية، الا ان هذه القوات مجهزة جيدا للتعامل مع الخطر الكيماوي. عملية هجوم معقدةوربما تبدأ المرحلة الأولى للحرب بشكل مشابه لما تم عام 1991 وذلك بتوجيه ضربات جوية لأجهزة الرادار والدفاعات الأرضية لتدميرها وفرض سيادة جوية كاملة للقوات الأميركية والبريطانية. ويتوقع استخدام نوع جديد من القنابل تسمى القنابل الإلكترونية لتدمير أنظمة التحكم العراقية وذلك بهدف منع صدام حسين وكبار مساعديه من توجيه الأوامر لجنودهم. وبخلاف ماكان الوضع عليه في عام 1991، فان عمليتي الهجوم البري والجوي ستكونان اكثر تداخلا. وربما تتحرك القوات البرية بشكل مبكر في هذه الحملة. واذا كانت مقاومة الجيش العراقي ضعيفة، فان القوات البرية ستندفع بسرعة اكبر لإنهاء الحرب. وينتظر ان يتم استبدال الأسلحة الموجهة بالليزر بأسلحة موجهة بالأقمار الصناعية نظرا لانها اكثر دقة واقل تكلفة. الا أنها مثل غيرها من الأسلحة قد تخطئ في إصابة أهدافها، وسيكون ثمن الخطأ سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين كما حدث من قبل في أفغانستان. ويؤكد القادة الأميركيون والبريطانيون انهم يسعون الى تخفيض الإصابات بين المدنيين الى أدنى حد ممكن. ويعتمد طول مدة الضربات الجوية المنتظرة على درجة مقاومة الجيش العراقي، وهذا بدوره يعتمد على عنصر بالغ الأهمية، وهو الحرب النفسية. والهدف منها هو تشجيع الجنود العراقيين على الاستسلام، وتشجيع القادة على عدم استخدام ما لديهم من أسلحة كيماوية وبيولوجية. ولتحقيق هذا الهدف سيلقي الأميركيون بمنشورات تدعو الجنود لالقاء السلاح، كما يعدون لإذاعة تخاطبهم بنفس الهدف. ولن يعرف مدى فاعليتها حتى تبدأ الحرب بالفعل. ومن المنتظر خلال أيام ان تنطلق القوات الأميركية والبريطانية الى العراق، خاصة من الجبهة الجنوبية التي تتركز القوات بها، إلا أن وجود حواجز مائية يشكل عائقا أمام سرعة تقدمها. وفي حالة التقدم بسرعة داخل الأراضي العراقية، فان القوات الأميركية والبريطانية ستواجه مشكلة الحفاظ على خطوط الإمداد. كما انها ستسعى الى الانطلاق بسرعة الى شمال العراق لتأمين حقول النفط وللحفاظ على استقرار الأوضاع بالمناطق الكردية. والأمر المؤكد انه لا يوجد ما يضمن تسلسل الأحداث بالشكل المخطط لها، فقد تسير الأمور حسب الخطط الموضوعة، وقد تختلف تماما عن توقعات القادة. لكن ما لاشك فيه ان الهدف النهائي للحرب، وهو إسقاط صدام حسين، سيتحقق. ويبقى السؤال هو: كم سيستغرق ذلك من الوقت؟ وكم سيتكلف من الأموال؟ وكم من الضحايا سيسقطون من الجانبين؟ والإجابات تتوقف أساسا على مدى مقاومة القوات العراقية.