صحيفة اليوم

مبارك بوبشيت

(يهبل/ يجنن/ رهيب) كلمات تلوكها أفواه نسائنا في هذا العصر تعبيرا عن الدهشة والانبهار لجودة الصنعة الفائقة وفخامتها اذا اشترين شيئا جيدا.فاذا ارادت احدى (حريمنا) التعبير عن جودة الصنعة في قماش او قرط ذهبي او مكياج فرنسي او ... قالت احدى تلك الكلمات الثلاث.هذا داخل الحدود, اما خارج الحدود - ولا خارج الآن فالفضائيات جعلت الخارج على بعد ريموت كنترول - أقول : اما خارج الحدود - مجازا - فان تلك الكلمات لها مرادفات فما اختلف لفظه واتفق معناه بالاضافة الى كلمات حريمنا..هناك لفظة (بيعأد) اي بيعقد.. ولفظة (بيهوس) وكل ذلك يعني : ممتاز او جيد جدا او جيد او زين.ولو دخلنا قليلا في فضاءات تلك المفردات (الحريمية) لعجبنا من معانيها.انا قلت : انها مصطلحات حريمية نعم ماعدا كلمة (رهيب) فهي مشتركة بين الحريم والذكور الشباب (المشخص).نعود لبعض معاني تلك الكلمات.اولا (يهبل) والهبل بفتح الهاء والباء معناه : فقدان العقل والتمييز. اي ان الشيء الذي يهبل يفقد المرء او المرأة العقل والتمييز.ثانيا (يجنن) .. أي يحدث الجنون.. والجنون معروف وليس بعيدا عن الهبل.ثالثا (رهيب) والرهبة هي الخوف الشديد، فكيف نمدح شيئا نتمناه لنا، ويسعدنا اقتناؤه، بأنه رهيب مخيف.. كيف ذلك؟!اذن، استخدام حريمنا - الاميات منهن والمتعلمات - لهذه الالفاظ للتعبير عن الجودة والروعة والفخامة والانس بها غير صحيح، فكفاهن الله شر الهبل، والجنون، والرهبة، التي ترتعد منها الفرائص.ولو تركن هذه الالفاظ خوفا منها لكان افضل, لان البلاء موكل بالمنطق.فلتقل هذه المعجبة خيرا او لتصمت واللغة العربية لم تعجز عن البديل.. فكلمة (زين/ جميل/ ممتاز/ جيد/ رائع) كل هذه بدائل، أما انها هذه كلمات انتهى تاريخها الافتراضي ولتقبع في ظلمة القواميس غير مأسوف عليها.ولنستعمل تلك الكلمات الفصيحة في غير محلها لتخلع ثوبها العربي الفصيح فتصير عامية!!دعونا من كلام حريمنا.. ولنلق نظرة سريعة على حريم خارج الحدود.. فهن بالاضافة الى الكلمات السابقة هناك مفردات لهن خاصة على سبيل المثال لا الحصر هاتان الكلمتان (بيعأد/ بيعقد وبيهوس).الكلمة الاولى من العقدة النفسية.. يقول فرويد عن كلمة عقدة انها اكتسبت شعبية كبيرة مع سوء في الاستعمال - وليته عاش لهذا الوقت وشاهد الفضائيات - والعقدة في علم النفس عبارة عن مشاعر واحاسيس مركبة تلازم الفرد الذي يحس نقصا عاما في شخصيته سواء كان جسميا او عقليا او نفسيا هذا رأي علم النفس في (العقدة) فما علاقة الجميل والجيد والممتاز من المشتريات بالعقد النفسية الا اذا / واذا فقط.. اذا اشترتها المرأة لتنافس بها وتثير زوابع الغيرة عند بنات جنسها .. وهذا وارد.أخيرا (بيهوس) والهوس - اجارنا الله واياكم منه - هو عبارة عن مرض عقلي.يقول عنه معجم علم النفس:إن الهوس - شأنه شأن الاكتئاب - حالة مرضية تبدو اوضح ما تكون في الجانب الانفعالي للشخص. والشخص في حالة الهوس يكون مناقضا تماما لحالة الاكتئاب، ويكون نشاطه الحركي وايضا الفكري سريعا ومتعجلا. ويصرف انتباهه ويحوله من موضوع لموضوع بسرعة, حتى ان الموضوعات التي بدأها يتحول عنها بسرعة دون ان يتمها. وعادة ينقص نشاط التحكم والضبط، ويكثر ضحكه والقاؤه للنكت حتى البذيء منها دون تحرج.وكثيرا ما يتعرض المهووس للهلاوس والافكار الهذائية التي توحي بامتيازه وبعظمته والآن.. وبعد ان طفنا قليلا حول معاني تلك الكلمات الحريمية - واصر على انها حريمية رغم انها مخيفة ومرعبة - اذكر قارئي العزيز بذلك العربي الذي سمى اولاده (حجر ونسر وذئب) وسمى عبيده (جوهر ومسرور وغيث) وعندما سئل عن ذلك قال : ابنائي لاعدائي.. وعبيدي لي واحسب ان هذه الالفاظ الوحشية تستعملها المرأة لاعدائها من بنات جنسها - لتكيد الحساد - فالغيرة في المرأة من المرأة - أظن انه امر غريزي وغالب ما تقتنيه المرأة لتهوس به الآخريات وتهبلهن وتجننهن وتعقدهن وترهبهن.. أليس صادقا من قال : لا يمكن لامرأتين جميلتين ان تكونا صديقتين فهما اشبه بتاجرين يبيعان نفس السلعة. فليس من المعقول بعد ذلك ان تكونا صديقتين؟؟!!