باريس ـ اف ب

العالم ينتقل إلى عام 2003 وسط إجراءات أمنية مشددة

رغم الاجراءات الامنية الكبيرة التي اتخذت خشية وقوع اعتداءات ارهابية تمكن العالم من الانتقال الى عام 2003 في اجواء احتفالية تخللتها العروض واطلاق الاسهم النارية والحفلات الموسيقية.ففي باريس تجمع نحو 450 الف شخص منتصف الليل الماضي في جادة شانزيليزيه وخمسون ألفا آخرون في مناطق اخرى من العاصمة الفرنسية ولا سيما في ساحة تروكاديرو قرب برج ايفل. وسهرت اعداد كبيرة من عناصر الشرطة على ضمان امن الاحتفالات في اجمل جادة في العالم كما يطلق على شانزيليزيه التي استقطبت العديد من الاجانب وتولى 5500 شرطي وعسكري مراقبة العاصمة الفرنسية.اما في برلين، فقد شارك مئات الآلاف من الاشخاص في حفلة ضخمة في وسط المدينة التاريخي رغم البرد القارس اذ تدنت الحرارة الى ثماني درجات مئوية تحت الصفر. وبالمناسبة نشر 1400 عنصر من فرق الطوارئ اي ضعف العدد العادي. وبلغت الاحتفالات ذروتها بعيد منتصف الليل مع اطلاق الاسهم النارية التقليدية عند بوابة براندبورج رمز مدينة برلين التي أعيد توحيدها حيث اطلق 1800 سهم في غضون عشر دقائق.وفي العاصمة البريطانية حيث الخوف من وقوع اعتداءات كان مسيطرا بسبب تحالف لندن مع واشنطن في الاستعدادات لحرب محتملة على العراق نشر الفا شرطي ووضعت شرطة (سكوتلاند يارد) في مستوى التأهب الاحمر.وشهددت موسكو حفلات موسيقية في الهواء الطلق ومسابقات شعرية واطلاق الاسهم النارية. وقد استقطبت هذه الاحتفالات جماهير غفيرة في الشوارع رغم البرد القارس. وقد نشر تسعة آلاف شرطي في العاصمة الروسية وربع مليون عنصر في كافة انحاء البلاد.وقبل الاوروبيين كان الاستراليون من اوائل المحتفلين بالعام الجديد رغم تحذيرات الحكومة من مخاطر وقوع اعتداء بعد اكثر من شهرين على اعتداء بالي (اندونيسيا) الذي اسفر عن سقوط 190 قتيلا نصفهم تقريبا من الاستراليين. وفي سيدني حيث قامت الشرطة بدوريات مكثفة تجمع نحو مليون شخص في مرفأ المدينة لمشاهدة الاسهم النارية.وفي اندونيسيا حيث نشر 180 الف شرطي للحؤول دون وقوع اعتداءات اعطت رئيسة البلاد ميجاواتي سوكارنوبوتري شارة بدء الاحتفال بالعام الجديد في بالي امام اكثر من خمسة آلاف شخص تجمعوا على شاطئ كوتا قرب المرقص الذي استهدف في اعتداء 12 اكتوبر. وفي كوريا الجنوبية نشرت تعزيزات للشرطة بسبب المشاعر المعادية للامريكيين والتوتر الناتج عن طموحات الشمال النووية. وقد نزل الى الشوارع عشرات الآلاف من الاشخاص رغم درجات الحرارة المتدنية.وفي الدول الافريقية اعتمدت اجراءات امنية لتجنب وقوع اعمال تخريب وجرائم خصوصا.ففي جوهانسبورج اقامت الشرطة حواجز في محيط حي هيلبرو المعروف باعمال العنف ليلة رأس السنة. وكانت الشرطة تخشى وقوع اعتداءات يرتكبها اليمين المتطرف.وفي نيجيريا عززت الاجراءات الامنية في لاجوس العاصمة الاقتصادية وابوجا العاصمة السياسية في محاولة للسيطرة على الجرائم خلال الاحتفالات.وفي ساحل العاج التي تشهد حركة تمرد رفع حظر التجول المعمول به في ابيدجان منذ 19 سبتمبر استثنائيا حتى منتصف الليل.وبعد آسيا واوربا وافريقيا احتفلت القارة الامريكية بدورها بالعام الجديد. ففي نيويورك تجمع نحو نصف مليون شخص في تايمز سكوير مركز الاحتفالات برأس السنة في نيويورك حيث اتخذت اجراءات امنية استثنائية. ونشر قناصة وعناصر من الشرطة باللباس المدني وعناصر من سلاح المشاة خصوصا. وقد ساعد الممثل المقعد كريستوفر ريف في الضغط على الزر الذي يؤدي الى نزول الكرة البلورية التقليدية التي ترمز الى الانتقال الى العام الجديد.واقامت القوى الامنية مناطق تفتيش ولم يسمح للمشاركين في الاحتفالات بحمل اي حقائب او اكياس. وكل الذين دخلوا الى منطقة الاحتفالات لم يسمح لهم بالمغادرة قبل منتصف الليل.وفي فنزويلا حيث التوتر لا يزال شديدا بين انصار الرئيس هوجو شافيز وخصومه في المعارضة اليمنية، جرت الاحتفالات في كراكاس بطرق متباينة. فقد احتفلت المعارضة بالانتقال الى العام الجديد باطلاق اسهم نارية وحفلة غنائية وموسيقية ضخمة في حين شارك انصار شافيز في حفلة شعبية بسيطة. ولم يسجل اي حادث بعد ساعة على الانتقال الى العام الجديدة في الوقت الذي يشل فيه اضراب عام بدأ في الثاني من ديسمبر البلاد.
معبد الاكروبوليس في اثينا يتلألأ تحت الألعاب النارية