أنيسة الشريف مكي

الكلمة لي

كيف نحمي اولادنا من المواقع الضارة في شبكة الانترنت هذا الاختراع، وهذه التقنية المثيرة غير المكبوحة بالرغم من كثرة وجود وسائل حجب وترشيح المواقع الاباحية وثبوت فعاليتها، ولكن الذي يقف حجر عثرة امام نجاح هذه الوسائل، ويعرقل جهودها هو كثرة دخول مواقع جديدة مما يجعل السيطرة عليها وحجبها امرا غاية في الصعوبة. لا ننكر ان الانترنت من افضل الوسائل التي تقدم افضل الخدمات، والمعلومات العالمية في كافة العلوم والمجالات التي تثري حياة مستخدميها. عالم بلا حدود، ولكن للاسف حجم مخاطره يساوي حجم فوائده خاصة للصغار، والمراهقين ، فالصور الاباحية مثلا، والمواقع الاباحية الدخول اليها امر سهل وليس بالمتعذر، وفي الغالب يحدث عن طريق الصدفة، ودون قصد، ومجال هذه المواقع لاتحكمه قيود، ولا تربطه ضوابط ، ولا احكام. ومن حسن الحظ ان اكثر البرامج غير المرغوب فيها في الانترنت باللغة الانجليزية، وايضا لسوء الحظ البرامج المفيدة اكثر وايضا باللغة الانجليزية، والصغار الذين يتقنون هذه اللغة يستفيدون من هذه المعلومات الوافدة من مختلف انحاء العالم، والعكس صحيح عند وقوعهم تحت سلبيات الجانب الثاني المدمر للقيم كالتخريب، والتهديد ، (والهكرز) وغيرها من الاضرار هذا الغزو الثقافي الذي يهدد الخصوصيات من الثقافات، والتقاليد، وامن المجتمعات لما له من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، لعدم وجود جهة مسئولة عن هذه المواقع. مواقع (لامركزية) لاتخضع للقيود.بالرغم من كثرة وسائل الحجب النشطة.فلو نظرنا للمحاسن الكثيرة كالاثراء بالمعلومات القيمة بالعربية وغير العربية، وكيف انها تنمي القدرة الابداعية لدى الابناء، وتجعل الصغير يعبر عما لديه من هوايات، ومواهب، وتعطيه الثقة بالنفس وتشعره بأهميته في المجتمع، كما ان في الاتصال بالاصدقاء والاهل، والحوار الحضاري البناء، ومشاهدة الافلام المحببة وغيرها من البرامج الايجابية جميعها مفيد، وهادف، ومسل لكن تصاحبه الكثير من المشاكل الواقعية. وبما اننا لانستطيع كبح جماح تدفق هذه المواقع غير المرغوبة ، ودخول ابنائنا اليها بمحض الصدفة، او بغيرها، فما علينا الا ان نكرس كافة جهودنا في تربية وتقويم سلوك ابنائنا بالتوعية، والتوجيه الصالح، وغرس العقيدة في نفوسهم، وتدريبهم على الآداب الاجتماعية التي وردت في القرآن، والسنة، وتنمية قواهم الدينية، والفكرية، والخلقية تنمية متوازنة يطبق فيها المنهج الاسلامي الذي يتميز بالشمول، والتوازن، والواقعية، كما ان توجيههم عن كيفية اختيار الصحبة الصالحة فيه حماية لهم من الوقوع في آفات المجتمع ما دمنا نقف عاجزين أمام تيارات وتأثيرات المواقع غير المرغوبة في عالم الانترنت المليء بالعجائب.. اذن ليس امامنا سوى هذا الحل التربية الصالحة لانها الاساس المتين لبناء الفرد الصالح للمجتمع الصالح، والامة الصالحة العظيمة. وفي غياب التربية الصالحة والرقابة الابوية والاسرية يزداد حجم المخاوف الناجمة عن هذه التقنية الحضارية (اللا مركزية) المخيفة الضارة، والنافعة، في آن واحد، فعسى ان نثرى حياة ابنائنا بفوائدها، وان نستطيع حمايتهم من اضرارها.