مفتشو الأسلحة يزورون مزيدا من المواقع ويتفحصون شركات للمرة الثانية
واصل المفتشون الدوليون أمس عملهم الروتيني بزيارة وتفتيش المواقع العراقية بحثا عن أدلة لوجود أسلحة دمار شامل فقد قام فريق من الخبراء البالستيين بزيارة شركة الرشيد العامة المتخصصة بالصواريخ والواقعة على بعد 15 كلم جنوب بغداد، كما زار فريق كيميائي شركة الباسل شرق العاصمة.وقام فريق ثالث من اختصاصات مختلفة بزيارة مدينة الرمادي، كما تحرك فريق بيولوجي باتجاه البصرة (550 كلم جنوب شرق بغداد) وكانت فرق التفتيش قد وصلت إلى بغداد في الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي وباشرت عملها بعد يومين. ومن المتوقع أن يضع المفتشون تقريرا حول نتائج عملهم في السابع والعشرين من يناير الجاري على ان يرفع إلى مجلس الأمن.كما من المتوقع ان يتوجه كبير المفتشين هانس بليكس إلى بغداد في الأسبوع الثالث من الشهر الحالي حسب ما اعلن اللواء أمين ايضا.من جهة اخرى أتهم اللواء حسام محمد أمين مدير عام دائرة الرقابة الوطنية العراقية المفتشين الدوليين بأنهم مارسوا خلال زيارتهم للمواقع العراقية أعمالا غير مقبولة تمس المشاعر العراقية من بينها الركض في الموقع وأخذ عينات من منتجات المعامل والعبث بالوثائق والتدقيق في النشاطات التجارية لهذه المواقع مما يستفز العاملين في هذه المواقع . وكان محمد حسين مدير معمل الصمود للصواريخ التابع لشركة الكرامة العامة قد وصف عملية دخول 25 مفتشا دوليا مصنعه في الثلاثين من الشهر الماضي بأنها أشبه بأسلوب عمل العصابات . وردا على سؤال حول ما إذا كان تصريح الرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش يمثل تغييرا في موقف واشنطن تجاه العراق، أعرب أمين وهو المسئول عن التنسيق مع المفتشين الدوليين عن أمله في أن تعود ما وصفهما بـ الحكمة والعدل إلى أمريكا وأن يتم إيجاد حل سلمي لهذه الأزمة، مؤكدا استعداد بلاده لمواجهة كل الاحتمالات . كما أعرب عن أمله في ان يعمل المفتشون بمهنية عالية وان يتم التركيز على أسلحة الدمار الشامل وليس أي شيء آخر . وحول زيارة كبير المفتشين هانز بليكس المرتقبة للعراق خلال الشهر الحالي، قال أمين نحن نعتبر الزيارة التي من المقرر أن تتم في الأسبوع الثالث من الشهر الحالي مؤشرا إيجابيا على طريق تنفيذ القرار 1441 وان هدفها هو بحث الطريقة المثلى لتطبيق قرار مجلس الامن المذكور فضلا عن بحث القضايا العالقة في مجال التسلح خلال الفترة الماضية . وبخصوص مقابلات استجواب العلماء العراقيين، أكد أمين أن لجنة الرصد والتحقق والتفتيش (أنموفيك) والوكالة الدولة للطاقة الذرية يريدان أن تتم هذه المقابلات مع العالم العراقي بدون حضور طرف ثالث وهذا ما يرفضه العلماء العراقيون. وقال إن هذا هو ما حصل مؤخرا، في إشارة إلى المقابلتين اللتين أجراهما المفتشون الدوليون مع العالم صباح عبد النور وكاظم مجبل. ونفى أمين وجود أية مقترحات محددة من أشخاص أو دول حول احتمال استجواب العلماء خارج البلاد، مشيرا إلى أن بليكس ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي كانا يعارضان استجواب العلماء في الخارج قبل وبعد صدور قرار مجلس الامن 1441 ونحن نرى ان لا ضرورة لذلك . وشدد على خلو بلاده من أية أسلحة محظورة منذ عام 1991 وقال إن المفتشين لم يعثروا حتى الان على شيء محظور ونحن نعرف جيدا إننا لا نملك شيئا محظورا منذ عام 1991 . وكشف النقاب عن قيام بلاده بالطلب من المفتشين الدوليين التحقيق حول الاثار السلبية الناتجة عن استخدام القوات الامريكية مادة اليورانيوم المنضب إبان العمليات العسكرية عام 1991، مشيرا إلى أن المفتشين اعتذروا عن تلبية هذا الطلب مؤكدين أن وجودهم في العراق يتعلق فقط بتطبيق القرار 1441 والبحث عن أسلحة العراق المحظورة. وردا على سؤال حول زيارات المفتشين للمنطقة الكردية شمال العراق والتي لا تخضع لسلطة الحكومة المركزية في بغداد منذ عام 1991، أكد أن عمليات التفتيش لن تشمل إلا المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة المركزية في بغداد . وقال أمين إن عدد المفتشين والمساعدين والفنيين والاداريين الدوليين العاملين في إطار لجنة الانموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق بلغ حتى الان 188 شخصا. أما عدد المواقع التي تمت زيارتها من قبل هؤلاء المفتشين فقد بلغت 230 موقعا منها 37 موقعا غير خاضع للرقابة، موضحا أن قسما غير قليل من هذه المواقع تم تفتيشها عدة مرات وخلال فواصل زمنية قصيرة من بينها موقع مركز أبحاث ابن يونس ومصنع الصمود للصواريخ . وبخصوص الطائرات المروحية التي كان من المقرر أن يستخدمها المفتشون اعتبارا من الأسبوع الحالي فقد أعلن المسئول العراقي أن العمل بهذه الطائرات وعددها ست طائرات منها ثلاث أمريكية الصنع من نوع بيل 212 وثلاث روسية من نوع ام-8 قد تأخر لاسباب وصفها فنية، مشيرا إلى أن هذه الطائرات قد تم تركيبها وهي جاهزة للطيران والاستخدام في أعمال المفتشين . ونوه إلى أن لجنة الانموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد افتتحا مقرا إقليميا لهما في مدينة الموصل في فندق قصر نينوي قرب الجامعة وسيكون جاهزا للعمل اعتبارا من السبت المقبل.