صحيفة اليوم

هروب مستميت

هدوء النفس ..هدوء لا يوصف احساس بسلام متغلغل في الأعماق.. الدنيا اتسعت آمال رائعة معلقة .. إحساس بأنها تحققت جميعها .. القناعة والرضى .. نفسك تنعم بالسكون وراحة البال .. تشعر بالهدوء الجميل الذي يعم المكان .. الا من أصوات التأفف وكلمات الضجر التي تصدر رغما عنا .. تبتسم روحك لصفاء سيطر على مشاعرك .. سيطرة عجيبة ومحببة الى النفس المتعبة المرهقة من زحام الحياة الذي لا مفر منه .. نتمنى استمرار هذه السيطرة المريحة بهدوء مشاعر .. ووضوح فكر .. روحك تسمو الى أفق عال .. تحلق مع ذلك السرب من الحمام الذي بدا في مجموعة متناغمة ونظام رائع .. تداعب قسمات وجهك .. نسمات هواء عليل .. تمد بصرك الى السماء فيصافح الزرقة الهادئة.. ويعانق اللون العذب .. يغسل همومك وأحزانك .. فيمحوها وتلقيها في مهاوي سحيقة فكرك صاف صاف .. بعد تفكير وفوضى شتات لاحت أصوات حروف تدور في شكل واحد .. زواياه متقاربة مختلفة .. تذكر وعتاب ولوم .. حديث في ماض استدرجه حاضر مماثل .تعود لحظات هدوء المكان لثوان قصيرة .. ثم تعلو أصوات الخطوات .. صاحها يتردد خائفا .. على مستقبل قريب بعيد مفتاحه عن الأيدي .. عودة الى نفس المضمون تحسر وندم وعتاب جديد ومستقبل لم تتضح معالمه ووصف لحل واقعي صعب .. ولوم المقصر الغائب... يعود هدوء مع ضجيج داخلي لتعود الى الصفاء الذي كان ... هل يعود بعد ثوان هدوء فضجيج .. دموع حبيسة .. الى متى هذا الوضع الخانق .. يسير برتابه .. ملل فظيع .. تسارع وتباطؤ .. سيان .. الا منك أيها القلم .. تواصل النزف .. فيفيض الدمع ويتساقط ... ويختلط بلونك تمتد اليد .. ثم تتذكر لا بأس إنها محاولة للترتيب تمهيدا لصفحات بيضاء نقية صافية .. يستمر ليزين تلك المساحات بدفء الكلمات التي تكاد تحرقها و حرارة مشاعر قد تحولها الى رماد تذوره الرياح .. ثم يتفاعل معها من جديد .. ولكن بسعادة .. برؤيتها .. وقد رجعت من سياحة قصيرة وجولة سريعة .. فصاحبها ما زال مترقبا نورها .. لتعود من جديد .. تنقش رسمها على جدار الزمن املا في ترسيخها معاناة لا تنتهي وهكذا دواليك .. وتقلب المساحة .. وتتعب الأنامل .. والقلب ما يزال جرح لم يندمل.. ليعاود النزيف.. ملل متكرر .. ثرثرة اخذ وأخذ... متابعة .. أنماط معادة .. هاهو الهدوء عاد مكرها .. على عجل .. هذه المرة لمن أجعله يرحل .. لا يعني ذلك أنني مللت منك .. ومعك يا قلمي .. لننهل سويا .. من نبع الصبر ... ماء صافيا .. قدر ما نستطيع .. لعلنا نطيق ونستمر .. فأنا أغبطك على شدة صبرك .. @@ هدى سعد ـ الدمام المحرر:اتعبتني القراءة يا هدى فثمة اقتراب من القصة وابتعاد عنها. الدخول على عالم الخاطرة ومغادرته.. تماما مثل من تتحدثين عنه .. لنحاول التعبير بهدوء وتركيز وبسرد متماسك واهتمام باللغة عندها ندرك ماذا نكتب.