خوجة لـاليوم : لا مبادرة سعودية لاستقالة حكومة السنيورة
اجرى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة سلسلة اتصالات امس مع بعض القيادات اللبنانية. ودعا السفير خوجة مختلف الأطراف اللبنانية الى التهدئة والعودة الى لغة الحوار والتلاقي بين مختلف اللبنانيين للخروج من الأزمة الراهنة . و أوضح لـ(اليوم) أن السفارة تعمل على إجلاء المواطنين السعوديين في لبنان والذين حضروا إلى السفارة منذ يوم أمس الأول والذين تعدى عددهم 2000 سعودي . واشار الى أن السفارة قد تفاجأت بأعداد السعوديين الذين تخطوا الألفي مواطن سعودي (حسب قوله) ولم يأخذوا بالتنبيه الذي أصدرته المملكة وتحذيرها مواطنيها من السفر إلى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية السيئة، مضيفاً أن السفارة تعمل بالتنسيق مع السلطات اللبنانية لإجلاء السعوديين وذلك عبر الطريق البري مع سوريا .لا مصابين بين صفوف السعوديين ونفى السفير عبد العزيز خوجة وجود أي مصابين بين السعوديين في لبنان، مؤكداً أنه لم يصل للسفارة أي بلاغ بحجز السلطات اللبنانية لسعوديين أو إدخالهم للمستشفى .وقال ان السفارة مفتوحة طوال الأربع والعشرين ساعة لاستقبال المواطنين السعوديين وترتيب سكنهم بفنادق قريبة من السفارة ومن ثم ترحيلهم إلى المملكة عن طريق سوريا، مضيفاً أن السفارة تستقبل اتصالات عديدة من المملكة وذلك من أهالي السعوديين في لبنان وطمأنتهم عليهم . لا مبادرة سعوديةوحول أنباء تناقلتها مصادر إعلامية حول مبادرة سعودية لاستقالة حكومة السنيورة، أكد خوجة أن هذا لم يحدث بتاتاً، مشيراً إلى أن الموقف السعودي واضح ويقف على خطى متساوية بين الأطراف اللبنانية كافةً، مضيفاً أن المملكة دعت الفرقاء اللبنانيين للجلوس على طاولة الحوار لحل خلافاتهم .وكانت لبنان قد شهدت اضطرابات أمنية كبيرة خلال اليومين الماضيين أدت إلى اشتباكات عسكرية بين أطراف لبنانية وإقفال المطار الدولي وقطع طرق رئيسية في لبنان . المبادرة العربية ورأى السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة أن عدم تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية يعني استمرار الانقسام، وفي «الانقسام خطورة أكيدة» على الوضع اللبناني.وقال إذا لم يتم تنفيذ المبادرة العربية فشيء طبيعي أن يبقى الانقسام مستمرا، وأي انقسام في أي بلد بهذه الصورة غير صحي وغير مستحسن وفيه خطورة أكيدة .وأضاف أن في الانقسام «خطورة أمنية واقتصادية ومن كل النواحي»، معربا عن أمله في أن تنفذ المبادرة العربية في أقرب وقت ممكن .كما أعرب عن أمله في أن عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى لبنان «أن يجمع الفرقاء على طاولة واحدة ويكونوا أكثر واقعية ويلتفتوا إلى مصالحة بلدهم».ويمثل السعوديون الفئة الأكبر من عدد السياح الإجمالي في لبنان . وتشير تقديرات غير رسمية إلى أنهم يشكلون 30 في المائة من السياح العرب. لكن نسبتهم في الصيف الماضي ومرحلة الأعياد التي تلت لم تصل إلى 10 في المائة مما كانت في الأحوال العادية . انخفاض الاستثمارات وأثرت الأوضاع الأمنية والتوترات في لبنان وإن بطريقة غير مباشرة في حجم الاستثمارات السعودية في لبنان، التي «كان يمكن أن تتضاعف عشرات المرات» على ما صرح السفير خوجة، في حين أشارت إحصاءات غير رسمية، إلى أن المستثمرين السعوديين «تعرضوا لخسائر تجاوزت 7.5 بليون ريال في حرب تموز 2006، ما دفع عدداً منهم الى سحب استثماراته من لبنان» . ويُقدّر حجم استثمارات السعوديين في لبنان بنحو 16 بليون ريال، صنّفها مجلس الغرف السعودي بثلاث فئات : عقارية وتجارية وخدمات. ويُعتبر الاستثمار السعودي في المجال العقاري الأكبر، وحجمه 300 مليون دولار، منها 85 في المائة استثمارات في الأراضي، و15 في المائة مستثمرة في مبان سكنية، علماً أن الطلب السعودي على العقارات في لبنان انخفض كثيراً بسبب التطورات السياسية والأمنية . وفي 17 من الشهر الماضي أفاد رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي - اللبناني عبد المحسن الحكير أن مستثمري بلاده سحبوا استثمارات سعودية تجاوزت قيمتها 18 مليار ريال (ما يعادل 4,8 مليار دولار) من لبنان خلال العامين الماضيين. وعزا هذا الإجراء إلى اهتزاز ثقة المستثمر السعودي بأجواء الاستثمار في ظل تدهور الحالة الأمنية وحدة الأزمة السياسية. وأضاف أن الكثير من الاستثمارات المملوكة لسعوديين وخليجيين وحتى للبنانيين يقيمون في المهجر، بدأت تنسحب من السوق اللبناني.
خوجة في لقاء مع الجميل (ارشيفية)
خوجة في لقاء مع الجميل (ارشيفية)