صحيفة اليوم

المركزية في عصر التكنولوجيا

لله در من أسهم ويسهم في تثقيف عقول البشرية وتوسيع مداركهم ونظرتهم المستقبلية بطريقة سليمة وصادقة.كثير من الأشخاص والكتاب المثقفين في كل مجالات العلم والمعرفة من يسعى إلى تثقيف البشرية ومن أهم المصادر الموجودة والتي نرجع نحن وهؤلاء المثقفون هو كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وبالرجوع إليها وتدبر معانيها نجد أمورا هامة موجودة في الحياة اليومية ولكن للأسف لا نأخذ بها في حياتنا وإنما نحاول الاجتهاد أو بالأصح الاختراع وهي تلقائيا موجودة ومن الأمور المهمة والتي مازالت موجودة لدينا هي المركزية التي نجدها في داخل البعض منا سواء في منزله أو عمله أو غيرها..المركزية اعتبرها مرضا خطيرا لدى البعض فتجد بعض جهاتنا الحكومية وبعض الهيئات وبعض الأشخاص المسئولين على مستوى القطاعين العام والخاص مازالوا يعملون بها فتجد هؤلاء يحبون أن يكونوا متسلطين (وبمعنى أصح) فانهم لا يردون صغيرة أو كبيرة إلا وأن يفتوا فيها ويخترعوا لها. علما بأنه حق من حقوق الموظف أو المواطن على السواء أن يناقش أو ان يكون له رأي.وهنا أريد أن أتحدث عن المركزية في مجتمعنا العمراني والبيئي فقد تحدث الدكتور/ جميل أكبر في كتابه (عمارة الأرض في الإسلام) عن المركزية في هذا المجال وقد أوضح فيه قضايا مهمة جدا تهم العمران والبيئة فقد كفى ووفى في هذه الناحية وأحث جميع المهتمين بالرجوع وقراءة هذا الكتاب القيم جدا..ومن أهم القضايا التي نفتقدها في المجتمع العمراني بسبب المركزية من وجهة نظري هي انعدام الناحية الاجتماعية من خلال انعدام الحوار والنقاش والتداخل بين المجتمع فنشاهد الآن وفي وقتنا الحاضر أن الجار لا يعرف جاره لأنه لا يوجد ما يربط بينهم فما بالك بالحي علما بأن رسول الله صلاة الله وسلامه عليه أوصى بسابع جار.من هذا يتبادر لدي تساؤل هل في عصرنا هذا عصر التكنولوجيا وعصر الحكومات الإلكترونية مكان للمركزية؟أتوقع أنهما ضدان فمن أراد عصر التكنولوجيا وعصر الحكومات الإلكترونية فإن الاجدر ألا يكون وهناك وجود للمركزية, المركزية ليست حديثا يقال وإنما فعل في الحياة اليومية ولابد من التخلص منها أو التقليل منها على أضعف الإيمان. أصبح العالم كله يتخاطب مع بعضه البعض عن طريق الشبكة العنكبوتية فنحن الآن في عصر السرعة وليس في عصر المركزية والروتين الممل كم يفعل الكثير.م. علي القرني