المملكة والصين تسعيان الى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية
يصل نائب الرئيس الصيني السيد شي جين بينغ إلى المنطقة الشرقية مساء اليوم ، حيث يستقبله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية وسيقام على شرفة حفل عشاء الليلة في قصر الخليج، وذلك ضمن زيارة بدأها أمس إلى المملكة، ومن المتوقع أن يلتقي بينغ بوفد من رجال أعمال المنطقة كما سيزور شركة أرامكو السعودية وبعض الجهات الصناعية سيلتقي برجال أعمال صينيين شركاء لمصانع سعودية بالشرقية .علاقات طموحةمن جهته رحب سفير المملكة بالعاصمة الصينية بكين المهندس يحيى بن عبد الكريم آل زيد بعمق العلاقات بين البلدين الصديقين والتي تنامت في الفترة الأخيرة لتحقق طموحات القيادتين لما فيه صالح شعبيهما كما أن المساعدات السعودية الإغاثية والغذائية والتي تعتبر الأكبر على المستوى الدولي والتي قدمت لمتضرري زلزال الصين القاتل كان لها كبير الأثر على جميع المستويات وحققت ما عجزت عنه الدبلوماسية وذلك بفضل من الله تعالى ثم بحنكة وبعد نظر خادم الحرمين الشريفين ومبادرته الإنسانية بتقديم 50مليون دولار مساعدة نقدية و 22مليون دولار مساعدات اغاثية تمثلت في تأمين 17ألف خيمة وبناء خمس مخيمات لإيواء اللاجئين في المناطق المتضررة إضافة إلى دراسة تأمين متطلبات المتضررين من خلال ممثلي وزارة المالية والحكومة الصينية وسفارة خادم الحرمين الشريفين في بكين. النظرة الثاقبة للمليكوقال آل زيد: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حريص على تطوير العلاقات مع الصين وهو صاحب نظرة ثاقبة وبعيدة المدى لما ينفع بلادنا ويصب في مصلحة الوطن ومواطنيه، مشيراً إلى أنه يسعى إلى توطيد تلك العلاقات في جميع المجالات الثقافية والإعلامية والاقتصادية والسياحية وتبادل الخبرات وعلى رأسها الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، فمن الناحية الاقتصادية تحريك الاستثمار من قبل مؤسسات ربحية وتحفيز ذلك بخلق الجو لرجال الأعمال كونهم المحركين للنشاط الاقتصادي، ونسعى لتبادل الخبرات في الجانب الثقافي بالتعاون بين الجامعات وخلق توأمة بين جامعات البلدين وكذا المدارس الثانوية وإقامة المنتديات الثقافية المتعددة والمعارض التي تظهر التراث السعودي ،وهناك 350طالباً مبتعثاً للدراسة في الصين وستتم مضاعفة الابتعاث للجامعات الصينية. وأوضح السفير آل زيد :إن زيارة خادم الحرمين الشريفين للصين بعد توليه تقاليد الحكم كان لها أكبر الأثر في نفوس الشعب الصيني وعلى جميع المستويات وزادت من أواصر الصداقة بين بلدينا لتأتي مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز بالوقفة الصادقة مع الشعب الصيني في محنة الزلزال القاتل لتنقل العلاقات وعلى جميع الأصعدة ولتجعل للمملكة سمعة كبيرة وتحول الشارع الصيني للحديث عن أهمية تنمية العلاقات مع السعودية واعتبارها الصديق وقت الضيق الذي ساند الصين في محنته ومبادرة لا تنسى تنم عن صدق مملكة الإنسانية في وقوفها مع جميع المتضررين وبدون شروط أو مصالح وهذا ما يميز العلاقات السعودية ويجعل من شفافيتها قبولاً لدى الجميع. وفد صناعي وتجاري ويرافق بينغ وفدا تجاريا وصناعيا يضم أكثر من 80شركة صينية مختصة في الطاقة والإنشاءات والصناعة والغذاء والاتصالات والالكترونيات والتجارة والاستيراد ومواد البناء والبتروكيماويات والتعدين والحديد. ويلتقي بينغ بكبار الوفد التجاري الرفيع برجال الأعمال السعوديين وسيزور شركة أرامكوا السعودية، ويرافق فخامته خلال زيارته وفد صحفي كبير يقارب 50إعلامياً لتغطية الزيارة نظراً لأهميتها من الجانب الصيني .العلاقات السعودية ـ الصينيةوشهدت العلاقات السعودية الصينية تطورا سريعا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والصحية، وتجلى انتعاش هذه العلاقات في تبادل الزيارات بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الصينى السيد هو جين تاو منذ بداية عام 2006م، مما أعطى دفعة قوية للعلاقة الثنائية بين البلدين . و جاء التطور السريع في العلاقات بفضل الجهود التي تبذلها القيادات من كلا البلدين، حيث قام الملك عبد الله بن عبد العزيز بزيارة للصين في يناير من عام 2006م، وهي وكانت أول زيارة يقوم بها ملك المملكة العربية السعودية إلى الصين منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1990، كما تعد الأولى للملك عبد الله بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد، ما يدل على الاهتمام السعودي بالعلاقات الثنائية بين المملكة والصين. وقد عقد الملك عبد الله خلال زيارته لبكين محادثات مع كل من الرئيس الصيني السيد هو جين تاو ورئيس البرلمان الصيني السيد وو بانغ قوه ورئيس مجلس الدولة ون جيا باو، كما حضر الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الصيني حفل توقيع وثائق التعاون الثنائي في العديد من المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والطاقة والصحة والتعليم. زيارات متبادلةوبعد ذلك جاءت زيارة الرئيس الصيني السيد هو جين تاو إلى المملكة العربية السعودية بعد ثلاثة أشهر من زيارة العاهل السعودي للصين، تلبية لدعوة كريمة تلقاها من لدن الملك عبد الله بن عبد العزيز، فيما تعد تبادل الزيارات هذا هو الاول من نوعه على مستوى العلاقات الدولية بين البلدين. وخلال اجتماع الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس الصيني، أكد الرئيس الصيني عدم وجود نزاعات في المجال السياسي بين بلاده والمملكة، كما أكد تطابق أو تقارب مواقف الصين والسعودية تجاه القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وأن الجانبين يحافظان على التنسيق والتشاور المكثف حول هذه القضايا المهمة في المنطقة. وأشار الرئيس الصيني إلى أن الجانبين يتبادلان التفاهم والتأييد في الشئون المتعلقة بالمصالح ذات الأهمية الكبرى، والقى الرئيس الصيني خلال هذه الزيارة خطابا تحت عنوان «تدعيم السلام في الشرق الأوسط وبناء عالم منسجم» أمام مجلس الشورى السعودية . تبادل المنفعةوأرجع الرئيس الصيني السيد هو جين خلال الاجتماع الذي جمعه مع الملك عبد الله بن عبد العزيز التطور السليم للعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مبدأ تبادل المنفعة والتكافؤ والتعاون العلمي، محددا المجالات الرئيسية الخمسة للتعاون في المرحلة الحالية والتي تتمثل في : توسيع الاستثمارات والتعاون بين الشركات في البلدين، وتعميق التعاون في مجال الطاقة، وتوسيع التجارة الثنائية بين البلدين، وتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بين البلدين، إضافة إلى الوصول بآليات التعاون الثنائي إلى درجة الكمال. وتمخضت زيارات الزعيمين المتبادلة عن تكثيف كافة التبادلات الحكومية والشعبية بين البلدين يوما بعد يوم خاصة في مجال التجارة، حيث زادت تأشيرات الدخول الصادرة من قبل الشركات الصينية للسعودية إلى أربعة أضعاف خلال هذا العام، بالإضافة إلى إقامة معرضين للمنتجات الصينية في الرياض وجدة بمشاركة المئات من الشركات الصينية. المملكة أكبر شريك تجاري وعلى الصعيد الاقتصادي، تعد المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، حيث من المتوقع أن يصل التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الجاري إلى أكثر من 25 مليار دولار أمريكي. وأفادت أحدث الاحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية بأن حجم التجارة الصينية- السعودية خلال العام الماضي 2007م وصلت حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين إلى أكثر من 71 مليار ريال كما وصل حجم المشاريع الاستثمارية السعودية الصينية المشتركة لأكثر من 510 ملايين دولار في عدد من المجالات الصناعية والخدمية أما على صعيد العلاقات التجارية مع هونج كونج فقد بلغ حجم التبادل التجاري حوالي 2.248مليار ريال وتؤكد هذه الأرقام للنمو الكبير في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.وفى السياق ذاته، تحافظ تجارة النفط السعودية مع الصين على نسق جيد للتعاون، حيث استوردت الصين 25 مليون طن من النفط من السعودية عام 2007 لتصبح السعودية أكبر مزود بالنفط للصين، ومن المتوقع أن تستورد الصين 30 مليون برميل من النفط من السعودية بنهاية هذا العام 2008م. آفاق أرحب للتعاونوقال العالم الصيني يانغ قوانغ مدير معهد بحوث غرب آسيا وأفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية إن العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية - السعودية شهدت تطورا ثابتا وسريعا في السنوات الأخيرة، مما سيفتح آفاقا أرحب للتعاون بين البلدين. وأكد يانغ: أن السعودية التي تعتبر دولة نفطية كبيرة ظلت تتمتع بالاستقرار السياسي والاقتصادي والتدفق الغزير لرؤوس الأموال خلال فترة طويلة. علاوة على ذلك، تعد المملكة من أكثر دول الشرق الأوسط تكاملا في النواحي الاقتصادية والتجارية مع الصين الأمر الذي يتيح الفرصة للمؤسسات الصينية لتصبح شريكا استثماريا في السعودية خاصة في مجالات البتروكيماويات والغازات وتحلية مياه البحر ومشاريع البناء. وشهد التبادل التجاري بين المملكة والصين شهد تطورا منتظما خلال الخمس السنوات الأخيرة، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار صادرات و6 مليارات دولار واردات. وقد سجلت الصادرات السعودية غير النفطية للصين ارتفاعا متطورا ما بين عام 2002م وعام 2007م .وتوجد مشاريع استثمارية مشتركة بلغ إجمالي استثماراتها 1799 مليون ريال /حوالي 479.8 مليون دولار أمريكي/ صناعية وغير صناعية، حيث توجد 7 مشروعات صناعية و29 مشروعا غير صناعي بين البلدين. استثمارات متبادلةوحول التعاون في مجال الاستثمارات، فإن الاستثمارات المشتركة والتعاون في مجال المقاولات بين الشركات الصينية والسعودية تتوسع، حيث دخل مشروع مصفاة تكرير البترول التي تم إنشاؤها في مقاطعة فوجيان الصينية مرحلة الإنتاج، فيما تجرى الشركات الصينية في السعودية مشاريع الأسمنت والاتصالات والبنية التحتية التي تبلغ قيمتها عدة مليارات دولار أمريكي . ومع استعراض هذا التعاون، يمكن القول بوجود إمكانية كبيرة للتبادل الاقتصادي بين البلدين، كما توجد آفاق رحبة للتعاون في العديد من المجالات من بينها التجارة والطاقة والمقاولات والاستثمار المتبادل. وبرعاية واهتمام قادة البلدين، وفى ظل الجهود المشتركة من الطرفين حكومة وشعبا، لا شك أن العلاقات السعودية الصينية التي تتميز بالثقة المتبادلة على الصعيد السياسي وتتميز بإمكانية التكامل والمنفعة المشتركة على الصعيد الاقتصادي ستواجه مستقبلا مشرقا في السنوات القادمةزيارة رجال الأعمال للصينوكان مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية قد نظم زيارة لوفد رفيع المستوي من رجال الأعمال السعوديين لجمهورية الصين الصديقة نهاية الشهر الماضي برئاسة عبد الرحمن بن على الجريسي نائب رئيس المجلس ورئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني وضم الوفد نخبة من كبار رجالات الأعمال السعوديين يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية بالمملكة. واستهدفت زيارة الوفد السعودي إلى تدعيم أواصر التعاون وتوطيد العلاقات التجارية والصناعية والاستثمارية بين المملكة والصين والتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة بالدولتين وأوجه التعاون والتبادل التجاري في مختلف المجالات بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز دور القطاعين الخاص السعودي والصيني في الدفع بمستوى التبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين. كما زار الوفد مقاطعة ين تشوان والتقى بعدد من المسئولين ورجال الأعمال المسلمين الصينيين بالمقاطعة وزار كذلك منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية وبعض المعالم الهامة بالمقاطعة، وزار أيضا مقاطعة شنشي حيث عقد لقاء مشترك لرجال الأعمال السعوديين والصينيين وزار مقر غرفة التجارة لمؤسسات المسلمين بمدينة شيان. واختتم الوفد جولته في الصين بزيارة لبنك هونج كونج المركزي للاستماع من المسئولين بالبنك لبعض النصائح في كيفيه ممارسة الأعمال التجارية هناك والتعرف على خدمات البنك للقطاع التجاري والاستثماري.مطالب رجال الأعمالوكان لقاء عقد مع رجال الأعمال السعوديين والسفير السعودي يحيى آل زيد ناقش مرئيات رجال الأعمال كمستثمرين وكمجلس أعمال سعودي صينيي، وبوصفهم مستثمرين بجمهورية الصين الشعبية نقلوا للسفير رغبتهم والمتمثلة بإنشاء قنصليتين في مدينتي شنغهاي وجينداو لما لهاتين المدينتين من قيمة اقتصادية كبيرة ،حيث ينشط العديد من رجال الأعمال السعوديين وتتعطل مصالحهم التجارية لعدم وجود قنصليات تخدمهم، ودعو إلى إنشاء خط طيران مباشر مع شانغهاى .
نائب الرئيس الصيني شي بينغ
نائب الرئيس الصيني شي بينغ