هذا الرأي الشخصي يخص الديمقراطيات العربية التي مضى عليها الآن ما يقرب من نصف قرن وهي لا تزال تحمل نفس الاسم: (التجربة الديمقراطية). أي أن هذه العقود الخمسة وما يزيد عليها لم تنقل هذه الديمقراطيات من التجربة إلى البلوغ والرشد كما حدث في ديمقراطيات غربية وشرقية. تجري انتخابات ويتزاحم الناس للتصويت ثم تنتهي المسألة إلى نفس الطاحونة: الفساد المالي والإداري مستمر، والتعليم والصحة في تراجع، والوضع الاقتصادي من سيئ إلى أسوأ، والوظائف شحيحة، والمواطنون يهاجرون بمئات الآلاف بحثاً عن أرزاقهم وأرزاق عيالهم.
أي أن الوضع -أكرر هذا رأي شخصي- مجرد منظر أو شكل حديث يُخرج فيه المترشحون للمجالس النيابية أفضل ما في خزانات ملابسهم؛ وأفضل ما على ألسنتهم، ويطلقون الوعود التي يبلطون فيها البحر ثم يلحس الليل مايكروفونات النهار. وتعود الأمور، بعد الانتخابات والصناديق والفرز وإعلان النتائج، إلى المربع الأول. لا جديد تحت شمس هذه الانتخابات ولا أي انتخابات قبلها. ولا حتى محاسبة لأي نائب تم انتخابه ونسي منطقته وناخبيه ومَنْ سماهم، طوال حملته الانتخابية، إخوانه وأخواته وأحباءه.
بل إن بعض البرلمانات العربية لم يقتصر ضررها على ما بين المرشح والناخب وإنما تعدى هذا الضرر ليصيب الدولة وحركتها وتنميتها في أكثر من مقتل. والسبب هو أن المنطلقات ليست عملية وطنية مخلصة وإنما هي منطلقات فئوية وشخصانية تزايد فيها كل فئة على الأخرى وكل شخص على الآخر لتضيع في النهاية طاسة الوطن بأكملها.
الدول والشعوب العربية لم تتعلم من ماضيها الديمقراطي والانتخابي شيئاً؛ ولا يبدو أنها قابلة للتعلم إلى الآن ما دام أن دروساً لخمسين أو ستين سنة لم تنفع وذهبت هباء. هناك طبع عربي صامد: المسؤول أو المتنفذ غير قابل للمحاسبة أو المساءلة أو الاستقالة حتى لو جاء بانتخاب الشعب له. وهذا من أبسط ما يتعارض مع قيم الديمقراطية التي لا تزال وستظل في الدول العربية مجرد مسرحية أو فيلم رديء!
ma_alosaimi@
أي أن الوضع -أكرر هذا رأي شخصي- مجرد منظر أو شكل حديث يُخرج فيه المترشحون للمجالس النيابية أفضل ما في خزانات ملابسهم؛ وأفضل ما على ألسنتهم، ويطلقون الوعود التي يبلطون فيها البحر ثم يلحس الليل مايكروفونات النهار. وتعود الأمور، بعد الانتخابات والصناديق والفرز وإعلان النتائج، إلى المربع الأول. لا جديد تحت شمس هذه الانتخابات ولا أي انتخابات قبلها. ولا حتى محاسبة لأي نائب تم انتخابه ونسي منطقته وناخبيه ومَنْ سماهم، طوال حملته الانتخابية، إخوانه وأخواته وأحباءه.
بل إن بعض البرلمانات العربية لم يقتصر ضررها على ما بين المرشح والناخب وإنما تعدى هذا الضرر ليصيب الدولة وحركتها وتنميتها في أكثر من مقتل. والسبب هو أن المنطلقات ليست عملية وطنية مخلصة وإنما هي منطلقات فئوية وشخصانية تزايد فيها كل فئة على الأخرى وكل شخص على الآخر لتضيع في النهاية طاسة الوطن بأكملها.
الدول والشعوب العربية لم تتعلم من ماضيها الديمقراطي والانتخابي شيئاً؛ ولا يبدو أنها قابلة للتعلم إلى الآن ما دام أن دروساً لخمسين أو ستين سنة لم تنفع وذهبت هباء. هناك طبع عربي صامد: المسؤول أو المتنفذ غير قابل للمحاسبة أو المساءلة أو الاستقالة حتى لو جاء بانتخاب الشعب له. وهذا من أبسط ما يتعارض مع قيم الديمقراطية التي لا تزال وستظل في الدول العربية مجرد مسرحية أو فيلم رديء!
ma_alosaimi@