اليوم - الدمام

احرصوا على المصلين وتأكدوا من راحتهم

التقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية في مجلس «الإثنينية» الأسبوعي بديوان الإمارة أمس الأول مع أئمة وخطباء المساجد بالمنطقة الشرقية، وأكد سموه خلال اللقاء على عدم امتهان القرآن قائلا: «يخطئ البعض في كثير من الأحيان ويرفع الصوت فيسمع القرآن في أماكن لا يجوز أن يسمع فيها فهناك من يكون -أكرمكم الله- يقضي حاجة أو أن يكون طفلا يريد أن ينام أو رجلا كبيرا عاجزا ويزعجه هذا الصوت فاحرصوا على ضبط الصوت بشكل دقيق، فهذا اجتهاد تشكرون عليه، ولكن عندما يصل إلى أن يمتهن القرآن فأنتم من ستكونون عرضتم القرآن الكريم إلى الامتهان».

منهج وشريعة

واضاف سموه: إن بلادنا ولله الحمد اتخذت القرآن منهجا وشريعة، تحكم بما أنزل الله وكل أمورها ترجع إلى كتاب الله وترجع إلى سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وترجع إلى ما سار عليه السلف الصالح في كل أمر، وهذه نعمة من رب العالمين، ونعمة أخرى يجب أن ندركها بأن هناك مليار ونصف المليار مسلم كلهم يتجهون خمس مرات باليوم إلى هذه البلاد التي شرفت بأن تحتضن بيت الله وهذا شرف لا يضاهيه شرف.

مضيفا سموه: «إن ولي أمر هذه البلاد عندما اختار لقب خادم الحرمين الشريفين فهذا لقب يقدم على أي لقب في العالم، وإن كان ولي أمرنا في هذه البلاد هو ملك ولكنه لا يرغب إلا أن يسمى بخادم الحرمين الشريفين، فنحن جميعا خدام للحرمين الشريفين وكلنا نعمل لخدمة هذا الدين العظيم ونحن نعمل بجد واجتهاد لتحقيق العدالة بين الناس، مستمدين ذلك من كتاب الله في كل أمورنا ولا نغفل لحظة من أن نضعها بين أعيننا في كل وقت وفي كل زمان».

العلم والطاعة

وقال سموه ممتدحا الدور الذي يقوم به الأئمة والخطباء بأنهم جمعوا بين العلم والطاعة وهم من يقتدي بهم أغلب أهل هذه البلاد.

مضيفا سموه، «نحن مقبلون بإذن الله على شهر عظيم أوله رحمه وأوسطه مغفره وآخره عتق من النار، وتكثر فيه الحسنات وتتضاعف وتقل فيه السيئات وتمحى ويصبح المسجد عامرا بالرواد وهو عامر بمشيئة الله بكل وقت».

موجها سموه رسالة للجميع ونحن مقبلون على شهر رمضان المبارك «نحتاج منكم الحرص كل الحرص على المصلين وعلى تفقدهم وعلى التأكد من راحتهم والتأكد من الحضور إلى مساجدكم، فالعبادة في هذه البلاد ولله الحمد خصوصا في مكة والمدينة متاحة لكم في كل وقت ولكن نلاحظ في بعض الأحيان من بعض الأئمة من يترك مسجده ويذهب إلى مكة أو المدينة، والأولى به أن يبقى في مسجده وأن لا يترك فضل خدمة هذا المسجد وأن ينفع الله به من يؤم بالمسلمين في هذا الشهر الفضيل، وهو قادر بحول الله وقوته أن يزور وأن يعتمر في أي وقت شاء، ولكن الحرص على تواجدكم وإشرافكم على ما يكون في المساجد هو الأصل في هذا الأمر».

عدة آلاف

وقال سموه: «الحمد لله الذي جعلنا في هذه البلاد مساجدنا بالآلاف وليست بالعشرات، والمنطقة الشرقية يوجد فيها عدة آلاف من المساجد، وهذه منطقة واحدة من 13 منطقة، فنعلم مدى تسابق هذه البلاد دولة ورجالا على بناء بيوت الله، فلا تكاد أن تمر في حي من الأحياء دون أن تجد مسجدا أو مسجدين أو ثلاثة فهذه نعمة من رب العالمين، ولذلك فإن قرب المساجد من بعضها لبعض عند رفع الصوت في الصلوات الجهرية قد يؤثر على البعض، وبالتالي قد يركع أحد المتأخرين بالصفوف مع أمام آخر أو يسجد مع إمام آخر، فآمل من إخواني أن يحرصوا أن يُسمع من هم معه في مسجده، وإن كان هناك مسجد قريب أن يحرص أن ينسق مع زميله في درجات الصوت بحيث لا يتأثر أحد منهم.

ودعا سموه الله عز وجل أن يوفق الجميع وأن يبلغهم شهر رمضان، وأن يعينهم على صيامه وقيامه وعلى أداء واجباتهم».

مراعاة الظروف

وجرى خلال اللقاء مداخلة عضو هيئة الإفتاء المشرف على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة الشرقية الشيخ علي المري وأثنى خلالها على الدور الكبير الذي يقوم به الأئمة والخطباء في المجتمع، مؤكدا على ضرورة مراعاة ظروف المصلين خلال شهر رمضان المبارك وتفعيل دور المسجد في العبادة.