حاوره - سعد السبيعي

صاحب الـ 103 أعوام فتح قلبه لـ«الميدان» قبل النهائي الكبير اليوم

يعد حامد عبدالرحمن أحمد العبيدلي ابن المائة وثلاثة اعوام، الذي ولد على ضفاف البحر الاحمر بجدة وهو اللاعب السعودي الوحيد، الذي نال شرف استلام كأس من يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بعام 1947م بصفته كابتن لفريقه اتحاد الظهران، في المباراة التي اقيمت بمناسبة حضور الملك عبدالعزيز للظهران. عاش العبيدلي مع كرة القدم كثيرا من شبابه الى مشيبه، كيف لا وهو مَنْ لعب كرة القدم بكل ما يملك وساهم في ادخال هذه اللعبة بالشرقية من خلال تأسيسه لعدد من الفرق آنذاك، اتحاد الظهران وفريق التوفيق ولعب «ملك الباص» اللقب الذي عرف به العبيدلي لاتحاد جدة في بداياته الكروية وبعدما توقف عن الركض كلاعب لم تتوقف الرياضة من التحرك بجسده فاتجه الى التحكيم.. اليوم التقت العم حامد العبيدلي وخرجت معه بهذا الحوار..

* كيف تشرفت بالسلام على الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-؟

- تشرفت بالسلام ولقاء المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في المباراة، التي اقيمت بين فريقنا اتحاد الظهران امام فريق الجالية الصومالية بالظهران عام 1947م الموافق 1366هـ، التي انتهت بفوزنا بهدفين لهدف وتسلمت الكأس من يده الكريمة وخلال هذا التوقيت طلبت من رئيسي المباشر الامريكي وليام سون ان يصورني بكاميرتي الخاصة مع الملك خلال استلام الكأس ولكن للأسف، فقدت الصورة بعد ذلك، وحقيقة اعتبر لقاء المؤسس الملك عبدالعزيز واستلام الكأس من يده الكريمة هو اعظم الانجازات، التي تحققت خلال فترة لعبي لكرة القدم وخلال حياتي كلها، وبالتأكيد الكثير من المواطنين يتمنى مثل هذه اللحظات تحصل له، خاصة لاعبي كرة القدم من خلال التواجد في منصات التتويج والتشرف بالسلام على قادة دولتنا الغالية.

* لكنك قابلت الملك سعود بن عبدالعزيز أيضا؟

- بعد ان اعتزلت كرة القدم وبعد تمثيل عدد من الفرق قررت الاتجاه للتحكيم وبالفعل كان ذلك، وكانت اهم مباراة حكمتها هي لفريقي الشعلة «القادسية» حاليا امام الاتفاق وفاز فيها الاتفاق وكانت المباراة برعاية الملك سعود -رحمه الله- وكنت محظوظا جدا بعد ان تشرفت بمقابلة الملك المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ان احظى بشرف مقابلة الملك سعود -رحمه الله- ولو لم اخرج من الرياضة الا بهاتين المقابلتين لكان ذلك كافيا.

* مَنْ أطلق عليك لقب ملك الباص؟

- بدأت مشواري الرياضي بنادي الاتحاد بجدة وتعلمت داخله كيف أمرر الكرة الى ان لقبت «ملك الباص» ولعبت ايضا تحت رئاسة حمزة فتيحي، الذي كان رئيسا ولاعبا بنفس الوقت وهو مَنْ اطلق لقب «ملك الباص» عليّ،

ثم انتقلت وعائلتي من جدة الى الظهران بعد سنوات قضيتها داخل اسوار نادي الاتحاد وانتقالي لم يكن لاحتراف الكرة، بل كان بمثابة تغيير المهنة لالتحاقي انذاك بأرامكو، التي كانت تستقطب السعوديين للعمل فيها في بداية التنقيب عن النفط واستمررت بعملي في ارامكو لسنوات طويلة، ومع ذلك وبعد الانتقال لارامكو الا أن الشيء الجميل هو أنني مارست كرة القدم ولم أتركها.

* وكيف مارست كرة القدم وأنت تنقب عن النفط؟

- لم تنسني مشقة التنقيب عن النفط هوايتي وعشقي وهي لعب كرة القدم كما كنت أفعل بجدة في نادي الاتحاد، وبدأت التفكير جديا في كيفية ان أجعل هذا ممكنا، وخرجت فكرة تكوين فريق جديد يلعب الكرة بعد ساعات العمل الطويلة وكان هذا الفريق هو «اتحاد الظهران»، ولكن العقبات كادت تهوي بأحلامي، إلا أن رئيسي الامريكي آنذاك ساهم بتذليل كل العقبات، التي كانت تواجهني وفريقي من خلال ادوات الرياضة التي لم تكن متوافرة ومكلفة، لأواصل مشواري الكروي من خلال اللعب بعد الانتهاء من العمل اليومي، والبقاء في دائرة مزاولة معشوقتي كرة القدم، التي لم اتركها حتى بعد التواجد في شركة كبيرة مثل شركة أرامكو، التي يعرف الجميع حجم العمل المتواصل فيها.

* ولماذا تمت تسمية فريقكم باتحاد الظهران؟

- حب الاتحاد كان متمكنا مني الى درجة جعلتني اسمي فريقي الجديد اتحاد الظهران نسبة الى اتحاد جدة، وانطلق اتحاد الظهران في خوض المباريات الودية مع فرق الجاليات، التي كانت تمارس لعب كرة القدم في أوقات فراغها، لا سيما ان بعضهم كانت اللعبة معروفة لديهم قبل مجيئهم للمملكة، الأمر الذي ساهم في نشر اللعبة من خلالهم وتشجيعنا على التميز في الأداء والحق يقال إن تواجد الجاليات ساهم كثيرا في الرفع من مستوى اللعب لدى الكثير مع تشجيعهم لنا.

وكانت كرتنا قبل 80 سنة مختلفة عن كرة اليوم، فهي كانت محاطة بخيوط تربطها من كل الاتجاهات وكنا حينما نحتاج الى تعبئتها نعبئها من فتحة التيوب المتواجدة بالكرة، كما ان ملاعبنا الترابية كانت غير صالحة لكرة القدم لكثرة الاحجار، التي تساهم بتمزيق الكرة ما ان تصطدم بها، الأمر الذي جعل تواجد كرة لمزاولة اللعبة أمرا صعبا، خاصة مع الحاجة الى تغييرها بعد فترة أو ايجاد بديل لها مع صناعتها، التي هي مغايرة لما هي عليه في الوقت الحاضر.

* ما هي أطرف المواقف، التي حصلت لك؟

- من المواقف الطريفة، التي حصلت لي خلال لعبي لكرة القدم كانت امام فريق احدى الشركات البريطانية تقدموا علينا بخمسة اهداف ومن شدة وقع النتيجة عليّ قررت ان اخلع حذائي لأجل ان اغير اي شيء وبالفعل تمكنت من تسجيل ثلاثة اهداف وكانت بالنسبة لنا افضل من ان نخسر بخمسة مقابل لا شيء، ومثل هذا الموقف مازال عالقا في ذاكرتي وذاكرة مَنْ عاش مثل هذه الحادثة، وكذلك اللعب بدون حذاء في ذلك الوقت في مثل تلك الملاعب يعد أمرا صعبا على اللاعب من الناحية الصحية، وكذلك جودة الأداء لكنني تغلبت على كل تلك الظروف في سبيل تميز فريقي والحمد لله وفقت في ذلك رغم أننا لم نحقق الفوز في تلك المباراة.

* وما هي قصة تسمية فريق التوفيق بهذا الاسم؟

- بعد اتحاد الظهران قررت ان انشئ فريقا جديدا وهو فريق «التوفيق» نسبة الى مدير شرطة الظهران انذاك غالب توفيق، ويأتي تسميتنا للنادي باسمه لتجنب الاحراجات والمضايقات، التي كانت موجودة في ذلك الوقت لعدم تقبل المجتمع لكرة القدم ونظرتهم غير الجيدة لمَنْ يمارس اللعبة وكان اختيارا موفقا لنا، من خلال تسمية الفريق بذلك الاسم اضافة الى ان الناس بدأوا يتأقلمون مع ممارسة اللعبة وشيئا فشيئا صارت ممارسة لعبة كرة القدم من الامور الاعتيادية في كل مكان لدينا وكثرت الفرق والمنافسة بين المشاركين.

كابشن

كنت محظوظا جدا بعد ان تشرفت بمقابلة الملك المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ان احظى بشرف مقابلة الملك سعود -رحمه الله- ولو لم اخرج من الرياضة الا بهاتين المقابلتين لكان ذلك كافيا.