محمد الغامدي، رويترز - الدمام، لندن

اقتصاديون لـ'اليوم': دعم «أوبك» لخفض الإنتاج والأحداث الجيوسياسية أسهما في الارتفاع

سجلت أسعار النفط أمس، أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات ونصف السنة، بدعم من شح المعروض وعقوبات أمريكية مزمعة ضد إيران من المرجح أن تعطل صادرات النفط الخام من أحد أكبر المنتجين في الشرق الأوسط.

وبلغ خام القياس العالمي برنت 79.02 دولار للبرميل، مرتفعًا 79 سنتًا، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر تشرين الثاني 2014.

وبحلول الساعة 09:55 بتوقيت جرينتش ارتفع برنت 70 سنتًا إلى 78.93 دولار للبرميل، وارتفع الخام الأمريكي الخفيف 40 سنتًا إلى 71.36 دولار للبرميل، وهو أيضا قرب أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2014.

دعم «أوبك»

وعزا محللون اقتصاديون لـ«اليوم» سبب ارتفاع أسعار النفط العالمية أكثر من 70% على مدى العام المنصرم إلى الزيادة الحادة في الطلب وتخفيضات الإنتاج التي تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة السعودية مع منتجين رئيسيين آخرين من بينهم روسيا.

ووضعت منظمة أوبك هدفًا لنفسها بخفض المخزونات في الدول الصناعية إلى متوسط خمس سنوات. وقال مسؤولون في أوبك: إن المنظمة بحاجة إلى تحديد حجم المخزون المستهدف في يونيو المقبل لتقيس مدى نجاح الاتفاق.

وقال عضو جمعية الاقتصاد السعودي وليد بن غيث، ان سبب ارتفاع النفط يعود إلى دعم منظمة أوبك باتفاق لخط الانتاج ما أسهم في خفض الفائض إلى حد جيد، ولكن لم يصل إلى الحد المستهدف الذي أدى في نهاية المطاف إلى تماسك الأسعار، إضافة إلى التطورات والأحداث الجيوسياسية في منطقة الخليج العربي، وأبرزها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وهو ما انعكس تطورًا إيجابيًا على أسعار النفط العالمية.

وأضاف بن غيث «انه من الصعوبة بمكان التنبؤ أو التوقع بارتفاع النفط مستقبلا، والمرجو أن يكون الارتفاع ثابتًا لمدة طويلة لينعش أسواق الدول المصدرة، كما أن إمكانية استمرار صعود النفط تُعد ضعيفة ومحدودة بسبب وفرة الإنتاج من خارج منظمة أوبك وخصوصا الخام والإنتاج الأمريكي».

من جهته أوضح المحلل الاقتصادي د. عبدالله باعشن، أن التزام أعضاء منظمة أوبك بتخفيضات الإنتاج عامل رئيس في دعم السعر في اللحظة الحالية، بالإضافة إلى احتمال انخفاض الإنتاج الإيراني نتيجة للعقوبات المرتقبة ضدها من قبل الولايات المتحدة بسبب برنامجها النووي مما زاد المخاوف من أن تواجه الأسواق نقصًا في وقت لاحق هذا العام عندما تدخل القيود التجارية حيز التنفيذ، ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب العالمي بشكل حاد.

مخزونات النفط

وأظهرت بيانات أمس،

ارتفاع معدلات تشغيل مصافي التكرير في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، 12 بالمائة في أبريل مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، إلى 12.06 مليون برميل يوميا في ثاني أعلى مستوى مسجل على أساس يومي.

وأنهى شح المعروض في الأسواق تراكم الإمدادات العالمية التي خفضت أسعار النفط بين نهاية 2014 وبداية 2017.

وأظهرت بيانات لأوبك نشرت يوم الإثنين أن مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفضت في مارس إلى

تسعة ملايين برميل يوميا فوق متوسط خمس سنوات، انخفاضًا من 340 مليونًا فوق ذلك المتوسط في يناير 2017.

وأسعار الخام الأمريكي منخفضة بشكل حاد عن برنت بسبب الارتفاع الكبير في إنتاج النفط بالولايات المتحدة إلى 10.7 مليون برميل يوميا ما يجعل السوق الأمريكية تتلقى إمدادات جيدة. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الإثنين إن من المتوقع أن يرتفع انتاج النفط الصخري الأمريكي حوالي 145 ألف برميل يوميًا إلى 7.18 مليون برميل في يونيو.

ومن المتوقع أن يرتفع انتاج حوض برميان، أكبر رقعة نفط أمريكية، بمقدار 78 ألف برميل يوميًا إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 3.28 مليون برميل يوميًا.