دأبت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن منذ نشأتها على تخريج كفاءات قيادية أحدثت أثراً مشهوداً في التنمية الوطنية بمستويات عالية من الجودة والتميز، إضافة إلى إسهام الجامعة النوعي في البحوث والدراسات الوطنية والخدمة المجتمعية. وقد تمكّنت الجامعة من تحقيق هذه الإنجازات بفضل الله ثم بفضل الدعم المادي والمعنوي الكبيـرين اللذين تلقاهما من حكومتنا الرشيدة. كما ساعد على ذلك عدد من العوامل والممكّنات التي تبنتها الجامعة.
وامتداداً لدور الجامعة واهتمامها، فمن الجدير بالذكر أن الاهتمام بتعليم الطالبات ليس جديداً على الجامعة. فقد عُنيت منذ سنوات بدراسة موضوع فتح المجال للطالبات حيث كلّف مدير الجامعة في عام 2011 م لجنة مختصة من قياديي الجامعة والتي أشارت آنذاك إلى أهمية الاستمرار بدراسة الموضوع باستفاضة لضمان فرص العمل للخريجات والتأكد من تحقيق الأهداف والتطلعات المرجوة بصورة متوائمة مع معايير الجودة التي تلتزم بها الجامعة. ونظراً لتجدد الحاجة إلى كفاءات قيادية نسائية في قطاعات تنموية متعددة وتوفر الوظائف المناسبة لهن، فقد كلف مدير الجامعة خلال العام المنصرم لجنة عليا لدراسة الوضع الحالي للجامعة وتقييم استعدادها للمشاركة في مجال تعليم الطالبات وأعدت مقترحاً حول مناسبة البدء في برامج الدراسات العليا للطالبات في الجامعة.
وكما اعتادت الجامعة في تنفيذ جميع مبادراتها وبرامجها من خلال خطة واضحة وبصورة مدروسة وموضوعية، وبناءً على التوصيات التي توصلت إليها اللجان التي شكلت لهذا الموضوع، فقد وافق مجلس الجامعة في جلسته السادسة للعام الدراسي 1438-1439هـ المنعقدة يوم الثلاثاء 7 رمضان 1439هـ على إتاحة المجال للطالبات للالتحاق ببرامج الدراسات العليا في تخصصات محددة كمرحلة أولى مثل: ماجستير ودكتوراه في الرياضيات، وماجستير في الإحصاء، وماجستير ودكتوراه في هندسة الحاسب الآلي، وماجستير ودكتوراه في علوم الحاسب الآلي، وماجستير إدارة الأعمال، وماجستير في الإدارة الهندسية. على أن يكون البدء في الدراسة في بداية العام الأكاديمي 1440/1441ه الموافق 2019/2020م.
وقد صرح مدير الجامعة د. خالد بن صالح السلطان أن الجامعة متطلعة بهذا التوجه، كعادتها في دعم الاحتياجات التنموية، القيام بدور متميز في إعداد قيادات نسائية مؤهلة لخدمة متطلبات رؤية المملكة 2030 التي تمكّن المرأة في قطاعات مهمة. هذا بالإضافة الى الإسهام في البحوث العلمية وتعزيز منظومة الابتكار وتطوير التقنية في الجامعة و على مستوى المملكة. وأشار معاليه أن هذا القرار من شأنه أن يدعم توجه الجامعة في التحول إلى جامعة بحثية وما يتطلبه ذلك من كفاءات بشرية مختصة في البحث العلمي والابتكار. بالإضافة إلى الإسهام في تزويد المؤسسات التعليمية والبحثية في الجامعات السعودية بهيئة تدريس وباحثات متميزات.
وأضاف معاليه بأن إدارة الجامعة تأمل أن يحقق هذا القرار الأهداف المرجوة منه، ويلبي تطلعات حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله، وأن يواكب ما يولونه التعليم في المملكة بصورة عامة والجامعة بصورة خاصة من دعم كبير ومتواصل. كما أن الاهتمام والحرص الكبير الذي تلقاه الجامعة من سمو الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه الأمير الأمير أحمد بن فهد بن سلمان يعزز استمرار دورها ومبادراتها. كما تشكر الجامعة معالي الدكتور أحمد بن محمد العيسى وزير التعليم على متابعته ودعمه المستمر للجامعة. وسوف تستمر الجامعة بإذن الله في تقديم مبادراتها وتعزيز دروها المجتمعي وإسهامها في خدمة الوطن وارتقاء المواطنين بصورة مشرفة قائمة على نهج التميز والريادة.
والجدير ذكره أن الجامعة تقوم منذ عدة سنوات بدور مميز ونوعي في مهمات متعددة تخدم المرأة السعودية، فعلى سبيل المثال؛ أسهمت الجامعة من خلال مركز القيادة الأكاديمية في تدريب أكثر من أربعة آلاف من القيادات الأكاديمية في الجامعات السعودية. كما قامت الجامعة بتدريب الطالبات وتوعيتهم وتأهيل المعلمات لتبسيط العلوم للنشء وتعزيز معرفتهم بأهميتها من خلال مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك)، وأنشأت مكتباً للعلوم يعنى بالتدريب على استراتيجيات تعليم الرياضيات والفيزياء والكيمياء في مدارس التعليم العام حيث تم تدريب عدد كبير من المعلمات. ومن جانب آخر تمكّنت عمادة التعليم المستمر في الجامعة من تدريب آلاف الطالبات وتعليمهن اللغة الإنجليزية والمهارات الأساسية من خلال برامج الدورات القصيرة والطويلة. وأسهمت الجامعة من خلال مراكز البحث والتطوير في الشركات المقيمة في وادي الظهران للتقنية من توظيف الباحثات والمختصات في العلوم والحاسب الآلي وغيرها. ودعمت الجامعة الباحثات السعوديات ضمن برنامج إبن خلدون الذي يأتي كجزء من التعاون البحثي بين الجامعة وجامعة إم آي تي، كما استحدثت الجامعة برنامجاً لتدريب القيادات النسائية في أكاديمية الفوزان لتأهيل قيادات المؤسسات غير الربحية.