محمد العصيمي

في جلسة إفطار عائلية (حلوة) فتح الشباب والبنات الجدد تحقيقًا مع الأقدم سنًا عن حقيقة المشاهد والأحداث التي يعرضها مسلسل العاصوف حاليًا، خاصة أنكم، والخطاب موجه لنا نحن الكبار، تصورون ماضيكم على أنه ملائكي بالمطلق.!!

انهالت الأسئلة بلا هوادة: هل صحيح أنه كان في الحارات لقطاء.؟! وهل صحيح أن يحدث ما حدث بين محسن وغزيل.؟! هل صحيح، والسؤال هذه المرة للرجال، أنكم كُنتُم تغازلون من السطوح في مراهقتكم.؟! ومن باب العلم بالشيء طُرحت أسئلة أخرى: هل كُنتُم فعلا تذهبون إلى السينما آنذاك.؟! وماذا عن السوري الذي أهدى ابنته للمطوع.؟! والنساء هل صحيح كن يغطين وجوههن بهذه الطريقة ويجلسن مع أقاربهن بهذه الاعتيادية.؟!

طبعًا كل من وضعوا تحت وهج هذه الأسئلة شرقوا وغربوا لكن النتيجة في النهاية هي الاعتراف من الجميع بأن كل ما عرضه «العاصوف» صحيح، بل إنه، وكانت هذه وجهة نظري، لم يعرض كل حقائق الماضي في مجتمع بشري طبيعي، سواء مما اعتبره الشباب خطايا أو من الممارسات العادية.

كما أنه، وهذه تحسب عليه إلى الآن، لم ينقل كما يجب الصور المبهجة لحارات السبعينيات، حيث كان هناك دفء أسري كبير، وتضامن اجتماعي يرعى الأرامل والأيتام والمطلقات والفقراء، وكان هناك من يطرقون الأبواب في جوف الليل يوزعون صدقاتهم وزكواتهم، وكانت الأعراس بسيطة ومفرحة للصغار والكبار يطبخ فيها الرجال وتأكل فيها النساء.. وكان شباب الحارة يغارون على بناتها إلى درجة أنهم يجلدون يوميًا غريبًا دخل حارتهم وغازل بنتًا من بناتها.. الخ.

وبغض النظر عما يحسب له أو عليه فإن «العاصوف» نجح جزئيًا في نقل صور من الماضي السعودي القريب، ونجح في إثارة الأسئلة و(السواليف) بشأن أحداثه في المجالس، وحين تنتهي حلقاته سيتم الحكم النهائي عليه، وسيمكن وقتها أن نقول إنه فتح الباب لأعمال تلفزيونية سعودية قادمة ومتكاملة من حيث عناصرها الفنية والموضوعية... المهم أننا بهذا المسلسل أمسكنا زمام الدراما.

ma_alosaimi@