د.عبدالله الطويرقي
ولعلي لا اختلف في مسؤولية المجتمع بمؤسساته عندما يحدث للانترنت في الوقت الذي تتسيد فيه الشبلة العنكبوتية اليوم العديد من الانشطة التجارية والمالية وعلاقات السوق بين منتجين ومستهلكين في الدول التي تعرف بالسبع الكبار, يبدو انها لم تتجاوز فكرة اللهو والترفيه ان صح التعبير في محيطنا العربي هنا لاسباب قد تبدو مجهولة وتحتاج لدراسات مسوحية تكشف عن مبررات هذه النظرة للانترنت الآخذة في فرض وجوده في مرحلة العولمة.. بل نسبت بعض الاحصائيات لطبيعة واستخدامات الانترنت في المملكة والامارات ولبنان ومصر مامفاده ان معظم مستخدمي الانترنت هم من فئة الشباب واستخداماتهم لاتخرج عن الترفيه والعلاقات وغرض الدردشة ومنتديات الحوار السياسية.. طيب ان نحن اخذنا هذه الاحصائيات مأخذ الجد, فلا غرابة ان تنحصر الاستخدامات في الشريحة الشبابية والتي بحكم العمر تعتبر الاكثر نشاطا وبحثا عن الجديد في اي مجتمع.. وكون استخدامات الشباب لاتخرج عن الجوانب الترفيهية والتعارف والحوار في امور حياتية اجتماعية تبقى مقبولة وطبيعية في حالة من هم في العشرينيات والثلاثينيات من العمر لانها مرحلة بحث عن الذات وعن التعبير عن الرأي.. اقول فعلا نحن بحاجة لدراسات جادة لشبكة الانترنت والاستخدامات الرائجة لها في مجتمعاتنا وطبيعة ما يجده الجمهور في المواقع العربية او المعربة والمشكلات والعقبات التي تحول دون وجود انشطة اقتصادية وتجارية ومؤسسية عامة وخاصة تهيئ لانتقال مجتمعاتنا لمرحلة المجتمعات الالكترونية في اقصر وقت ممكن..والمؤكد ان بدايات اي وسيلة اعلامية في اي مجتمع غالبا ما يلتفت للجوانب الترفيهية فيها, ونحتاج لبعض الوقت لكن يتعرف الجمهور على ابعادها وانشطتها الجادة وكيفية استثمارها في الحياة بشكل اكثر انتاجا وايجابية.. نحن هنا كمجتمع لانزال نتعاطى مع الانترنت كلعبة وتزجية للوقت واستغلالها في تجاوز حواجز المجتمع الاخلاقية في التواصل بين الجنسين او التعبير عن الرأي السياسي والاجتماعي.. وفي هذه المرحلة المجتمع بحاجة لقطاعات المال والاعمال ومؤسسات الانتاج كالشركات والبنوك بتكريس البعد الجاد للانترنت وتحويل خدمات تفاعلية مع جمهورها بتعريفهم بالجوانب المنتجة للانترنت من حيث توفير الوقت وسرعة الخدمة ورفاهية الجمهور..وغدا نكمل