كل فرد في أي مجتمع يسعى لأن تكون له مكانة وقيمة اجتماعية بين المقربين منه والمحيطين من حوله سواء كانوا أقرباءه أم أصدقاءه أم زملاءه في العمل، وهناك من يطمع إلى أكثر من ذلك، حيث يرغب أن تكون له مكانة في الدولة التي يستظل بظلها، ولو تتبعنا الهدف من هذا السعي لوجدنا الرغبة في تحقيق قبول الاخرين لنا، حيث لا نستطيع تحقيق هذا القبول إلا من خلال هذه المكانة التي تتربع في قلوب المقربين منا، كذلك لأن صورتنا الذاتية تعتمد على ما يراه الآخرون فينا. لذلك بعضنا يبذل جهدا غير طبيعي لكي يصل إلى هذه المكانة، كأن يسعى إلى الحصول على أعلى الدرجات العلمية أو يسعى لان يتبوأ منصبا كبيرا في الشركة أو الدائرة الحكومية التي يعمل بها أو يسعى لأن يكون من كبار التجار في بضاعة ما، وغيرها من الأنشطة الاجتماعية التي تبرز هذا الفرد أو ذاك، وهذا أمر طبيعي وربما غريزي في البشر، وهو أحد أهم العوامل بين الأفراد للارتقاء بالمجتمع.
إن السعي إلى تحقيق المكانة بين أفراد المجتمع يؤدي بالضرورة إلى التنافس بينهم بشكل إيجابي، وهذا أمر طبيعي كما ذكرنا ولكن غير الطبيعي هو التنافس على السعي إلى تحقيق مكانة زائفة بين المجتمع والصراع من أجلها، تنافس نستطيع أن نطلق عليه أنه تنافس سلبي لأنه لا قيمة تُرتجى منه، ومن أمثلة هذا التنافس التباهي باقتناء أغلى الساعات ذات الماركات الأجنبية الرنانة أو التباهي بشراء أفضل أنواع السيارات، أو مسايرة الجديد في اقتناء آخر ما انتجته مصانع الجوالات، أو ملاحقة آخر موضة في الملابس، يقول آلان دو بوتون في كتابه (قلق السعي إلى المكانة) «وبينما كانت الموضة تظل ثابتة لعشرات الأعوام في جزء كبير من التاريخ المدون، فقد صار من الممكن الآن أن تميز العين طرزاً مميزة لكل عام جديد، في إنجلترا عام 1753م، كان اللون البنفسجي هو الموضة الرائجة لفساتين السيدات، وفي عام 1754م حان دور الكتان الأبيض مع تطريز زهري، وفي عام 1755م كان اللون الرمادي الفاتح هو آخر صيحة». ناهيك عن استشراء زيادة الاستهلاك غير المبررة، لاحظ المحامي والمؤرخ الفرنسي ألكسيس دو توكفيل خلال رحلته إلى الولايات المتحدة في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر «داء غير متوقع، لاحظ أن الأمريكيين كانوا يملكون الكثير ومع ذلك فإن رخاءهم لم يمنعهم من الرغبة في المزيد أو من المعاناة كلما رأوا شخصاً آخر يملك ما لا يملكون».
إن انتشار هذا النوع من التنافس السلبي في المجتمعات الحديثة وليس النوع الآخر وهو التنافس الإيجابي يولّد قيما ضعيفة بين الافراد ويُنشئ مجتمعا سطحيا وغير متماسك ومترابط لا هم له إلا زيادة الاستهلاك وذلك لأنه يعلي من شأن القيم المادية على حساب القيم الأخلاقية النبيلة التي ترتقي بالأمم.
إن السعي إلى تحقيق المكانة بين أفراد المجتمع يؤدي بالضرورة إلى التنافس بينهم بشكل إيجابي، وهذا أمر طبيعي كما ذكرنا ولكن غير الطبيعي هو التنافس على السعي إلى تحقيق مكانة زائفة بين المجتمع والصراع من أجلها، تنافس نستطيع أن نطلق عليه أنه تنافس سلبي لأنه لا قيمة تُرتجى منه، ومن أمثلة هذا التنافس التباهي باقتناء أغلى الساعات ذات الماركات الأجنبية الرنانة أو التباهي بشراء أفضل أنواع السيارات، أو مسايرة الجديد في اقتناء آخر ما انتجته مصانع الجوالات، أو ملاحقة آخر موضة في الملابس، يقول آلان دو بوتون في كتابه (قلق السعي إلى المكانة) «وبينما كانت الموضة تظل ثابتة لعشرات الأعوام في جزء كبير من التاريخ المدون، فقد صار من الممكن الآن أن تميز العين طرزاً مميزة لكل عام جديد، في إنجلترا عام 1753م، كان اللون البنفسجي هو الموضة الرائجة لفساتين السيدات، وفي عام 1754م حان دور الكتان الأبيض مع تطريز زهري، وفي عام 1755م كان اللون الرمادي الفاتح هو آخر صيحة». ناهيك عن استشراء زيادة الاستهلاك غير المبررة، لاحظ المحامي والمؤرخ الفرنسي ألكسيس دو توكفيل خلال رحلته إلى الولايات المتحدة في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر «داء غير متوقع، لاحظ أن الأمريكيين كانوا يملكون الكثير ومع ذلك فإن رخاءهم لم يمنعهم من الرغبة في المزيد أو من المعاناة كلما رأوا شخصاً آخر يملك ما لا يملكون».
إن انتشار هذا النوع من التنافس السلبي في المجتمعات الحديثة وليس النوع الآخر وهو التنافس الإيجابي يولّد قيما ضعيفة بين الافراد ويُنشئ مجتمعا سطحيا وغير متماسك ومترابط لا هم له إلا زيادة الاستهلاك وذلك لأنه يعلي من شأن القيم المادية على حساب القيم الأخلاقية النبيلة التي ترتقي بالأمم.