احتار أنثروبولوجيا الأخلاق البشرية: هل نحن طيبون بالأصل؟ أم نحن كارهون بالأصل؟ أي هل نميل للكراهية طوعًا وغريزة؟ أم نميل للحب غريزة وطوعًا؟ أم هو شيء بين بين، نسميه عاطفة الضرورة؟ فالإنسان يكره ضرورةً لا غريزة، ويحب ضرورةً لا غريزة - طبعا هذا خارج دائرة حب العائلة والأبناء الأقرب للغريزة الطبيعية بنا جميعا.
تاريخ الكراهية دمر العالم، وليس بالضرورة أيضا أن المحبة عمّرت العالم، كلاهما أسهم في التدمير والإعمار بطرق متداخلة ومعقدة مثل مغزل بيد امرأة شاخت وهي تداخل الخيوط وتشدها لتشكل نسيجًا كل خيط فيه يحتمل حبًا ويحتمل كراهية.
هل عندما كره هتلر اليهود يكون بالنسبة لنا طيبًا؟ وهل اليهود الذين عذبهم وطردهم هتلر وهم مواطنون ألمان مدنيون بالنسبة لنا ضحايا فوجب علينا بالتلقائية الإنسانية أن نعطف عليهم؟ وهل نكون أطيب أم أكثر شرًا عندما نصرخ ونقول: «إيه أحسن خل هتلر يحرقهم حرق، ـــ وإن شاء الله ـــ يخرج هتلر جديد يحرقهم كلهم». عندما نقول هذا هل نكون من الطيبين. الأوضح هو كره الأفعال وحب الأفعال لا الأشخاص، وهنا يكون الأمر أقرب للعدالة المنطقية الحقانية، فيمكنني أن أقول وأنا محق وأظن نفسي طيبًا إني أكره كل صهيوني متعصب، وأحب أن أكره كل ديكتاتور يفني شعبه ببراميل الكيمياء المحرقة، كما أكره الداعشي الذي يذبح أيا كان من وريده للوريد. هل معنى ذلك أن هناك كراهية تسكنني كما تسكن كل شخص، أم هي محبة تجعلني أكره كل عمل شرير، سؤال معقد سيكولوجيا وأخلاقيا بحتا، وأميل أن من يكره العمل الشرير فهو طيب، والعكس صحيح، من أي مكان أتى، ومن أي شخص قام بالفعل.. بلا استثناء.
المهم أن الحب والكراهية عاملان متداخلان بالنفس الإنسانية والإنسان المتفوق من يضعهما في المكان الصحيح بالظرف الصحيح.
najeebalzamil0@gmail.com
تاريخ الكراهية دمر العالم، وليس بالضرورة أيضا أن المحبة عمّرت العالم، كلاهما أسهم في التدمير والإعمار بطرق متداخلة ومعقدة مثل مغزل بيد امرأة شاخت وهي تداخل الخيوط وتشدها لتشكل نسيجًا كل خيط فيه يحتمل حبًا ويحتمل كراهية.
هل عندما كره هتلر اليهود يكون بالنسبة لنا طيبًا؟ وهل اليهود الذين عذبهم وطردهم هتلر وهم مواطنون ألمان مدنيون بالنسبة لنا ضحايا فوجب علينا بالتلقائية الإنسانية أن نعطف عليهم؟ وهل نكون أطيب أم أكثر شرًا عندما نصرخ ونقول: «إيه أحسن خل هتلر يحرقهم حرق، ـــ وإن شاء الله ـــ يخرج هتلر جديد يحرقهم كلهم». عندما نقول هذا هل نكون من الطيبين. الأوضح هو كره الأفعال وحب الأفعال لا الأشخاص، وهنا يكون الأمر أقرب للعدالة المنطقية الحقانية، فيمكنني أن أقول وأنا محق وأظن نفسي طيبًا إني أكره كل صهيوني متعصب، وأحب أن أكره كل ديكتاتور يفني شعبه ببراميل الكيمياء المحرقة، كما أكره الداعشي الذي يذبح أيا كان من وريده للوريد. هل معنى ذلك أن هناك كراهية تسكنني كما تسكن كل شخص، أم هي محبة تجعلني أكره كل عمل شرير، سؤال معقد سيكولوجيا وأخلاقيا بحتا، وأميل أن من يكره العمل الشرير فهو طيب، والعكس صحيح، من أي مكان أتى، ومن أي شخص قام بالفعل.. بلا استثناء.
المهم أن الحب والكراهية عاملان متداخلان بالنفس الإنسانية والإنسان المتفوق من يضعهما في المكان الصحيح بالظرف الصحيح.
najeebalzamil0@gmail.com