يحيى الحجيري، الوكالات - عواصم

بغداد تتحرر من قيود الملالي.. والبديل عمقها العربي

كشف وزير الكهرباء العراقي قاسم الفهداوي أمس، عن استعداد السعودية لمد بلاده بالكهرباء، بعد إجراء اتصالات مع حكومة المملكة، والتي أبدت استعدادها الكامل لتوفيرالدعم الممكن.

وقال الوزير في تصريح خاص لـ «اليوم»: إن الإستعدادات تجري الآن لتنفيذ هذا الأمر عبر وفد فني عراقي سيطلع على الطرق الأسرع لعملية نقل الكهرباء من السعودية.

دعم سعودي

وأكد وزير الكهرباء العراقي خلال اتصال هاتفي أن آلية الدعم السعودي ستكون من خلال تقديم وقود الغاز، لافتا إلى أن الحكومة العراقية ستسعى للحصول على بارجات للتوليد من المملكة في الموانئ العراقية، لتعويض الخط الإيراني الذي انقطع إضافة الى مولدات احتياطية لأنه لا توجد خطوط مباشرة مرتبطة بين السعودية والعراق.

ابتزاز إيراني

من جهة أخرى وصف مسؤول عراقي أمس، إقدام إيران مؤخرا على قطع الكهرباء المستوردة عن مدن جنوبي العراق بأنه «ابتزاز سياسي»، يهدف للضغط على الحكومة العراقية.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «إن ما فعلته طهران يندرج ضمن الابتزاز السياسي الذي تمارسه إيران على العراق».

وأضاف المسؤول نقلاً عن «سكاي نيوز»: إن الأعذار التي ساقتها إيران لتبرير قطع الكهرباء المستوردة عن مناطق عراقية «غير صحيحة». وكانت إيران قد قالت: إنها أقدمت على هذا الإجراء لتلبية احتياجاتها الداخلية من الكهرباء، لكن المسؤول العراقي كشف أن حاجة إيران الفعلية للاستهلاك المحلي من الكهرباء تبلغ 42 ألف ميغا واط، في حين أن إيران تنتج 58 ألف ميغا واط..

موجة الاحتجاجات

وأشعل انقطاع الكهرباء عن مدن جنوبي العراق موجة احتجاجات في الشوارع على مدار الأسبوعين الماضيين، حاولت إيران استغلالها للضغط على القادة العراقيين من أجل تشكيل حكومة موالية لطهران.

وبعد قطع إيران الماء والكهرباء عن محافظات في الجنوب العراقي، لا سيما البصرة، تعمل الحكومة العراقية على توفير بدائل انطلاقا من العمق العربي للعراق.

زيارة جدة

ويبحث وفد وزاري عراقي رفيع المستوى في جدة، عددا من القضايا والملفات مع المسؤولين بالمملكة، على رأسها ملف الطاقة، الذي يشمل الكهرباء والوقود.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، مصعب المدرس: إن الوزارة تسعى إلى إيجاد بدائل عن الكهرباء الإيرانية المستوردة.

وأضاف: إن العراق يسعى إلى ربط شبكته الكهربائية بمنظومة الكهرباء الخليجية، معربا في الوقت نفسه عن أمله في أن تتحقق نتائج إيجابية من زيارة الوفد العراقي إلى المملكة.

احتواء التظاهرات

وتسعى الحكومة العراقية إلى احتواء الاحتجاجات المستمرة منذ الثامن من يوليو في جنوب البلاد، وذلك على وقع ارتفاع عدد الضحايا الذين سقطوا خلالها، ووصل العدد إلى 8 قتلى، و60 مصابا.

وبحسب وزارة الصحة العراقية، خلفت الاحتجاجات قتلى وجرحى بسبب أعمال شغب شابت التظاهرات واعتبرت السلطات العراقية أن المظاهرات مفتعلة.

ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى تسريع عملية تشكيل الحكومة لتوفير الخدمات التي يطالب بها المتظاهرون.

حفاظ وتأمين

واعتبر الناطق الرسمي باسم الداخلية العراقية العميد يحيى رسول، أن القوات العراقية تعمل بكافة إمكانياتها للحفاظ على أرواح المواطنين، وتأمين التظاهرات، والحفاظ على المال العام والخاص.

وتحدثت معلومات عن اعتزام الحكومة إقالة مسؤولين بارزين في وزارات عراقية ترددت أسماؤهم في المظاهرات، وإحالتهم إلى المحاكمة.

وأعلنت مصادر صحفية أن الإصلاحات التي تتطلع الحكومة العراقية لتنفيذها تشمل أيضا تحديد مخصصات لمحافظات الجنوب والوسط، وإلزام شركات النفط والغاز الأجنبية بأن تكون اليد العاملة العراقية بمعدل نصف كوادرها.