محمد الخباز - الدمام

انحسار «نجم» البرازيليين وحضور الأرجنتينيين.. والغلبة للأوروبيين

** عناوين

* العالمي جيسوس يبحث عن المجد مع الهلال

* النصر يعيد مدربه المفضل الأورجوياني كارينيو

* التكتيكي دياز يعود من بوابة «النمور»

* الأهلي يتفادى أخطاء بالماضي بجلب جويدي

* الاتفاق يخسر الشهري ويجد ضالته في راموس

* القادسية يستعين بفكر أوروبا الشرقية

* «السماوي» بنسخة جديدة مع فركاوترن

* الجبال يحمل آمال «الأفارقة» مع «النموذجي»

* الفيحاء والرائد يحافظان على جوستافو واليتش

----------------------------

** مقدمة

«الإثارة والتشويق»، هو العنوان الأكثر ملائمة لكل ما يتعلق بتحضيرات أندية الدوري السعودي للمحترفين لبداية الموسم الجديد، وخصوصا تلك التفاصيل التي تتعلق أحداثها بالتعاقد مع المحترفين الأجانب والمدربين.

--------------------------------

شد وجذب، اتهامات ومشادات، كانت تشهدها أجواء الكرة السعودية، حينما يحاول ناديان الظفر بنفس اللاعب، وبالتحديد إذا ما كان نجما من الطراز الرفيع.

** دعم هيئة الرياضة

لكن وعلى الرغم من حضور العديد من المدربين الأجانب المتميزين، بل والعالميين، لم يحفل تاريخ الكرة السعودية بالكثير من الإثارة فيما يتعلق بالتعاقد مع الأسماء التدريبية، كما حدث من تشويق خلال الموسم الحالي، الذي شهد تنافسا كبيرا بين الأندية الـ(16) على استقطاب الأسماء التدريبية المتميزة، بفضل الدعم الكبير الذي تحصلت عليه من قبل المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة.

المثير في الأمر، أنه ورغم كل التعاقدات التدريبية المتميزة لأندية الدوري السعودي للمحترفين، والتي جذبت الإعلام الرياضي نحوها، إلا أن أي ناد لم ينافس الآخر على الظفر باسم تدريبي معين، بل كانت قوة الأسماء التدريبية هي كلمة السر في كل ما حدث من إثارة وتشويق، تفاعل معها حتى الإعلام الخليجي والعربي، بل والعالمي في بعض من تلك التعاقدات.

** تنوع المدارس

تنوعت تعاقدات الأندية الـ(16) ما بين القارتين الأوروبية والأمريكية الجنوبية، التي كان التنافس مثيرا بينهما، بواقع (8) تعاقدات للأولى، و(7) تعاقدات للثانية.

القارة الأفريقية حضرت هي الأخرى في قائمة المدربين الأجانب بالدوري السعودي، لكن بمقعد وحيد فقط، كان من نصيب المدرب العربي التونسي فتحي الجبال، الذي يعد أحد أبرز المدربين على مستوى منافسات الدوري السعودي، بل وأكثرهم خبرة، حيث يتواجد في أجوائه منذ ما يقارب الـ(9) أعوام.

وبالإضافة للتونسي الجبال، الذي يشرف على تدريب فريق الفتح، ويوصف المدرب بالمحبوب من قبل عشاقه، والعارف بخفايا الأمور، فقد حافظ فريقا الفيحاء والرائد على مدربيهما الأرجنتيني جوستافو كوستاس، والصربي الكسندر اليتش، المدربين اللذين نجحا في تغيير شكل فريقيهما عقب أن أشرفا عليهما بدلا من المدربين المقالين في الموسم الماضي.

كما أعاد النصر المدرب الأورجوياني دانيال كارينيو، الذي قضى فترة مميزة جدا رفقة النصر وحقق معه لقب الدوري السعودي للمحترفين وكأس ولي العهد، ليصبح بذلك معشوق جماهير الشمس، التي طالبت كثيرا بعودته، رغم عدم نجاح تجربته الأخيرة مع الشباب.

** تعاقدات متباينة

وشهد الموسم الجديد تعاقد الأندية مع (11) مدربا، يتواجدون للمرة الأولى في الأراضي السعودية، فقد تعاقد الهلال مع المدرب البرتغالي العالمي جورجي جيسوس، الذي نجح في تحقيق بطولات الدوري البرتغالي والكأس والسوبر مع فرق مختلفة، وكان التنافس كبيرا بين الهلال وبين بعض الأندية الأوروبية والعربية على الظفر بخدماته، قبل أن يتمكن الزعيم من خطفه بدعم من رئيس الهيئة العامة للرياضة، في صفقة أشغلت الصحف العالمية والبرتغالية.

أحد خطف الأضواء هو الآخر، وصنع مفاجأة من العيار الثقيل بتعاقده المثير والمميز مع المدرب البارجوياني البارز فرانسيسكو آرسي، الذي اختير كأفضل مدرب في البارجواي، وكان مدربا للمنتخب البارجوياني في وقت سابق.

* * تفادي الأخطاء

الأهلي حرص على تفادي الخطأ الكبير الذي وقع فيه خلال الموسم الماضي، وجلب المدرب الأرجنتيني بابلو جويدي، صاحب الشخصية المتميزة، والذي حقق عدة نجاحات على مستوى المنافسات الأرجنتينية والتشيلية.

وفضل الاتحاد التعاقد مع مدرب خبير وملم بالكرة السعودية، عقب رحيل مدربه التشيلي سييرا، ليقوده خلال مرحلة العودة بعد انتهاء فترتي الإيقاف عن التسجيل، والتي عانى كثيرا منها، رغم عدم غيابه عن تحقيق الألقاب، حيث أتم الاتفاق مع المدرب الأرجنتيني رامون دياز، الذي نجح في قيادة الهلال للتتويج بلقب الدوري السعودي للمحترفين عقب غياب طويل، ووصل معه إلى نهائي البطولة الآسيوية.

** وجوه جديدة

الاتفاق بحث كثيرا عن مدرب يعوض رحيل المدرب الوطني المتميز سعد الشهري، ويحافظ على مكتسباته، ويبدو أنه وجد ضالته في المدرب الأوروجوياني ليوناردو راموس، الذي يتمتع بشخصية قوية، ويمتلك العديد من الحلول التكتيكية، التي قادته لتحقيق لقب الدوري المحلي لعاميين متتاليين مع نادي بينارول الأوروجوياني.

فيما تعاقد الشباب -الذي يسعى لعمل غربلة كبيرة في صفوفه- مع المدرب الروماني ماريوس سوماديكا، الحائز على لقب أفضل مدرب روماني في العام (2016)م.

** البحث عن التميز

نجح القادسية -الساعي لتقديم موسم متميز ومغاير تماما عن سابقه- في الظفر بخدمات المدرب الصربي ألكسندر ستانوجيفتيش، الذي سبق له تحقيق الدوري الصربي، والحصول على جائزة أفضل مدرب في بلاده.

في الوقت الذي حسمت إدارة نادي الباطن مسألة المدير الفني الذي سيتولى الإشراف على فريقها، عقب بعض من التردد، لتضخ روحا جديدة في الفريق بتعاقدها مع البلجيكي فرانك فركاوترن، الذي حقق سابقا لقب الدوريين البلجيكي والروسي وأشرف على تدريب المنتخب البلجيكي.

** المدرسة البرتغالية

وبعد رحيل مدربهم المحبوب جوزيه جوميز، فضل التعاونيون الحفاظ على المدرسة البرتغالية، التي يرى المسؤولون فيه أنها الأنسب لفريقهم، وتعاقدوا مع بيدرو إيمانويل، المدرب الذي سبق له وأن حقق لقب كأس البرتغال وكأس قبرص وكأس السوبر القبرصي.

المدرسة التدريبية البرازيلية شهدت شعبيتها انحسارا كبيرا في أوساط الأندية السعودية، بعدما كانت تتسابق على الظفر بقاماتها التدريبية، حيث يعد نادي الوحدة السبب في المحافظة على تواجدها، من خلال تعاقد وصف بـ«المتميز» مع المدرب البرازيلي فابيو كاريلي، الحاصل على جائزة أفضل مدرب برازيلي في العام (2017)م.

** عناية فائقة

يبدو أن الحزم -الصاعد رفقة الوحدة إلى الدوري السعودي للمحترفين- قد درس خياراته بكل عناية، قبل أن يقرر التعاقد مع مدرب يمتلك خبرات مختلفة، وهو الروماني دانيال ايسايلا، الذي حقق إنجازات متعددة مع فرق رومانية مختلفة، كما سبق له وأن عمل كمساعد مدرب للمنتخب الروماني، وكذلك عمل مدربا للمنتخب الروماني تحت (21) سنة.

** صناعة الفارق

أما الفيصلي فكان آخر الفرق التي تعاقدت مع مدرب أجنبي، حيث تولى المدرب الوطني الحميدي العتيبي مسؤولية تدريب الفريق، عقب رفض المدرب الصربي فوك رازوفيتش الاستمرار مع عنابي سدير رغم تقديمه لموسم غاية في التميز معه.

ولأن إدارة الفيصلي تتميز دائما بقدرتها على التعاقد مع الأسماء التدريبية القادرة على صناعة الفارق، فقد تعاقدت مع المدرب البلجيكي مريشيا ريدنك، الذي خاض العديد من التجارب التدريبية في بلجيكا ورمانيا وروسيا واذربيجان، نجح خلالها في تحقيق لقب الدوري الروماني في مناسبتين، ولقب كأس رومانيا في مناسبتين، بالإضافة للقبين في كأس السوبر الرومانية، ولقب في كأس اذربيجان.

** أمانٍ وأشواق

عشاق كرة القدم السعودية يتمنون أن يكون لهذه الأسماء التدريبية الكبيرة -التي يبلغ متوسط أعمارها الـ(51) عاما، والتي تمتلك خبرات متميزة، وإنجازات رائعة- بصمة واضحة على مسيرة الكرة السعودية، التي باتت طموحاتها تلامس عنان السماء، في ظل الدعم الكبير وغير المسبوق، الذي تحظى به خلال الفترة الحالية.