تقرير – محمد الخباز

«السماوي» خالف التوقعات وأصبح أيقونة التضحيات

الباطن، خالف كل التوقعات، وأصبح أيقونة خاصة، تحمل عنوان التضحيات، تشع جمالا، وترسم مسارا واضحا، لما يمكن أن تصنعه «الروح»، المشبعة بالإخلاص للأرض التي ترعرعت فيها.

وبعد موسم عصيب، حقق أبناء حفر الباطن المراد، وأعلنوا بقاءهم لموسم اخر في دوري المحترفين، لكن دون أن يرفعوا من سقف الطموحات، كونهم يعلمون تماما مدى الصعوبات التي قد تواجههم، والحاجة الماسة إلى اكتساب المزيد من الخبرات في دوري الأضواء.

هدوء تام

إدارة الباطن برئاسة ناصر الهويدي، عملت بهدوء تام، ووفق الامكانيات المتاحة لديها، لبناء فريق يمكن له التواجد في مراكز الهدوء، بعيدا كل البعد عن خطر الهبوط، لكن المفاجأة تمثلت في أن الباطن ضرب بكل قوة، وتصدر جدول الترتيب العام في الجولات الأولى في الموسم المنصرم، قبل أن يتراجع بعد ذلك، بسبب بعض الظروف التي ألمت بالفريق، ولعل أشهرها قضية هروب هداف الفريق البرازيلي جورجي سيلفا، قبل أن يعود بعد ذلك، ويشارك فيما تبقى من مباريات الموسم الرياضي مع الباطن، ليساهم في احتلاله المركز الحادي عشر بالدوري السعودي للمحترفين، ووصوله إلى الدور نصف النهائي من كأس خادم الحرمين الشريفين.

العمل بصمت

كديدنها الدائم في العمل بصمت، وبعيدا كل البعد عن الأضواء، بدأت ادارة نادي الباطن في التحضير للموسم الجديد، واضعة الأهداف الكبيرة، والتصورات العريضة للموسم الجديد، والذي اختلفت فيه الطموحات، عقب الدعم الكبير الذي تحصل عليه النادي من قبل القيادة الرشيدة، ومن معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة.

دماء جديدة

عقب عامين من التواجد في الدوري السعودي للمحترفين، كان التغيير والتجديد مطلبا من خلال ادخال دماء جديدة للفريق السماوي، ولذلك قررت ادارة الباطن تعيين كل من محمد الهديرس كمدير للفريق الأول، ومطر الظفيري كإداري للفريق الأول.

الجانب الاستثماري

كانت إدارة نادي الباطن قد حرصت على تفعيل الجانب الاستثماري في النادي، من خلال جلب عقود رعاية جديدة، وتجديد البعض الآخر منها، وذلك من أجل رفع سقف الطموحات، خاصة وأن الباطن يعتبر أحد أقل الأندية المتواجدة في الدوري السعودي للمحترفين، من ناحية الامكانيات المادية.

مدرب جديد

بعد دراسات مستضيفة فيما يتعلق بالجهاز الفني، الذي سيشرف على تدريب الفريق الأول لكرة القدم بالباطن، قررت ادارة السماوي التعاقد مع المدرب البلجيكي فرانك فركاوترن، الذي يمتلك سجلا تدريبيا متميزا، حيث سبق له وأن حقق بطولة الدوري البلجيكي رفقة فريق اندرلخت لموسمين متتاليين، كما نجح في احراز لقب كأس السوبر البلجيكي مع نفس الفريق، قبل أن يحقق بطولة الدوري وكأس السوبر البلجيكي مرة اخرى مع فريق جينك، ليدرب المنتخب البلجيكي بعد ذلك لموسم واحد.

فركاوترن خاض تجربة سابقة في دول الخليج العربي، حينما أشرف على تدريب فريق الجزيرة الاماراتي، قبل أن يتولى تدريب فريق سبورتنج لشبونة البرتغالي في الموسم (2014)م، ويعقبها بتجربة في الدوري الروسي مع فريق كريليا سوفيتوف الروسي، نجح من خلالها في تحقيق لقب الدوري الروسي.

مغادرة المحليين

مع بداية الاعداد للموسم الجديد، قررت إدارة الباطن توجيه شكرها لـ (9) من نجوم الفريق المحليين، وهم: نايف عيسى، خالد الدخيل، عبدالله الجوعي، سهو مطلق، بندر محمد، مصعب العتيبي، ناصر المهيني، معن الخضري، وجمال محمد، متمنية لهم التوفيق في مشوارهم القادم.

أسماء شابة

في اطار سعيها لتقديم موسم مغاير في منافسات الدوري السعودي للمحترفين، سارعت ادارة نادي الباطن في الحفاظ على نجوم الفريق، الذين يملكون القدرة على تقديم الاضافة اللازمة للفريق خلال منافسات الموسم الحالي، فجددت عقدها مع المدافع سلطان مسرحي لمدة موسم واحد، وكذلك مع اللاعب ماجد كنبه، فيما تم استقطاب اسماء محلية شابة، ليكتمل هيكل الفريق، حيث تمت استعارة لاعب النصر عبدالرحمن الظفيري لمدة موسم واحد، كما تمت استعارة مهاجم القادسية فهد الجهني لمدة موسم واحد ايضا.

وتشير المصادر إلى أن بعض المفاوضات ما زالت قائمة من أجل ضم أكثر من لاعب محلي، ربما يكون أحدها في مركز الحراسة.

أجانب جدد

المشاكل العديدة، التي صادفت السماوي خلال الموسم الماضي، فيما يتعلق باللاعبين الأجانب، قد تكون أحد الأسباب في الاستغناء عن كافة المحترفين، الذين مروا على الفريق خلال الموسم الماضي، بجانب الرؤية الفنية، التي تتطلب محترفين بإمكانيات فنية وتكتيكية مختلفة.

البداية كانت التعاقد مع المدافع المصري عبدالله بكري، الذي انتقل فيما بعد إلى فريق الأهرام المصري، لتتوالى التعاقدات مع اللاعبين الأجانب بالتشاور مع المدير الفني للفريق، حيث تم استقطاب لاعب المحور البرازيلي اندرس براكا، ومن ثم المدافعين البرازيليين لوكاس تاجليا وجواو جبريال.

وفي الوقت الذي كانت جماهير الباطن تترقب البديل، الذي يمكنه سد خانة المهاجم الهداف جورجي سيلفا، أعلنت ادارة الباطن عن ضمها للمهاجم البولندي لوكاس سيزيمون، هداف الفيصلي الأردني، والملقب بـ «الساحر»، نظرا للامكانيات الكبيرة التي يمتلكها.

اتجهت بوصلة السماوي نحو كولومبيا هذه المرة، ليتم التعاقد مع لاعبي الوسط جون رياسكوس وجوهان ارانجو، قبل أن تستعيد نغمة السامبا البرازيلية، بضم الحارس ادريانو فاتشيني.

ومع تبقي خانة واحدة من خانات المحترفين الأجانب، تتجه ادارة الباطن إلى التعاقد مع مهاجم اخر يكون إلى جانب البولندي لوكاس.

انطلاق التحضيرات

وسط روح معنوية عالية، وطموحات كبيرة، انطلقت تدريبات الفريق الأول لكرة القدم بنادي الباطن في الـ (9) من شهر يوليو الماضي، استعدادا لمنافسات الموسم الرياضي الجديد، لترتفع وتيرتها تحت اشراف المدرب البلجيكي فركاوترن، الذي حرص على تنوع التدريبات ما بين اللياقية والتكتيكية.

معسكر القصيم

وبعد حوالي (10) أيام من انطلاق تدريبات السماوي، قرر الجهازان الفني والاداري خوض معسكر داخلي قصير، اقيم بالقصيم خلال الفترة من الـ (19) وحتى الـ (25) من شهر يوليو الماضي، حيث تخلل المعسكر اقامة لقاءين وديين كان الأول أمام التعاون، وخسره بهدف نظيف، فيما خاض اللقاء الثاني أمام الطائي، وتمكن من الانتصار فيه بهدفين نظيفين.

العودة لحفر الباطن

عقب نهاية المعسكر الداخلي الذي امتد لما يقارب الـ (7) أيام، منح المدير الفني اجازة لمدة يومين لكافة اللاعبين، قبل أن يعاود الفريق تدريباته في حفر الباطن، استعدادا للمغادرة لخوض المعسكر الخارجي.

المعسكر الخارجي

غادر الفريق الأول لكرة القدم بنادي الباطن مساء الثلاثاء الماضي، حفر الباطن متجها للرياض، ومنها إلى معسكر توبيز ببلجيكا، والذي سيحتضن الفريق حتى الـ (18) من شهر أغسطس الحالي.

وستخلل معسكر الفريق في بلجيكا، خوض (4) لقاءات ودية، حيث ستكون البداية في مساء الثلاثاء الموافق الـ (7) من شهر أغسطس الحالي، حينما يلتقي بفريق يونيون البلجيكي، قبل أن يتقابل بعد ذلك بثلاثة أيام مع فريق رودا جي سي الهولندي، لتعقبها بأربعة أيام مواجهة تجمع الباطن بفريق لانس الفرنسي، ويختتم مبارياته الودية بعد ذلك بيوم واحد، في مواجهة هي الأقوى تجمعه بفريق اندرلخت البلجيكي.

المعسكر الخارجي جاء في وقت متأخر نوعا ما، وعن ذلك تحدث مبارك الظفيري نائب رئيس نادي الباطن لـ «اليوم»، قائلا: «كانت هناك مشاورات عديدة بين ادارة نادي الباطن والجهازين الفني والاداري، وتم الاتفاق على موعد ومكان المعسكر، ليتناسب مع تطلعات الجميع، ويتحصل منه على الفوائد الفنية المرجوة».