الشاعر صفي الدين الحلي (1277-1349م) كان من أشهر الشعراء في زمانه ومكانه، وقد أخذت ألوان العلم العراقي على شكل بيته:
بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
هذا الشاعر وقف موقف أبي نؤاس القديم من التطور اللغوي، وقف ساخرا من غلظة بعض المفردات، فقال:
إنما الحيزبون والدردبيس
والطخا والنقاخ والعطلبيس
لغة تنفر المسامع منها
حين تروى وتشمئز النفوس
أعتقد أن الوعي حين يزداد نضجا في مجتمع معين فترة من التاريخ تتغير نظرته للحياة، ويتغير سلم الأولويات والقيم والقناعات.. عندها بالضرورة تتغير طريقة التعبير ومفرداته ونسقه، بل إن كاتبا معاصرا هو العفيف الأخضر يعتبر (اللحن والدخيل سر تطور اللغة).
أما الشاعران الكبيران أبو نؤاس والحلي فهما أدركا ظاهرة تطور اللغة، ولكن زمن كل منهما لم يتح له معرفة سر التطور اللغوي، وأن اللغة شجرة تتلازم أوراقها مع نضج الوعي فإذا تغير الوعي تغيرت أوراق الشجرة.
السؤال الأهم هو: لماذا تتفاوت اللغات ظهورا وانتشارا؟ قوة وضعفا؟ الإجابة سهلة.. فمنذ أن عرف اللغوي البارز ابن جني (322-392هـ) اللغة بـ «انها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم» ترى: ما الأغراض أو الأهداف التي يقصدها ابن جني؟ إنها أغراض تواصلية، ونفسية، ووجدانية وعلمية وفلسفية.. أي كل ما تطبقه وتسعى إليه رغائب المجتمع وطاقاته. وهذه كلها هي السلم الذي تصعد عليه وبه اللغة أو تهبط. وهذا معنى ارتباط شجرة اللغة بالوعي الفردي ثم الاجتماعي.
المتنبي شاعر شاهق، وسيبقى شاهقا، ولكن ما رأيك لو جاء شاعر في قمة الحداثة الشعرية مثل علي الدميني وقال:
من الجآذر في زي الأعاريب
حمر الحلى والمطايا والجلابيب؟
إن كنت تسأل شكا في مرابعها
فمن بلاك بتسهيد وتعذيب؟
نعم لو جاء الدميني وقال هذا هل نشعل له أيدينا تصفيقا وإعجابا أم نجعل أصابعنا في آذاننا؟!
بيض صنائعنا سود وقائعنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا
هذا الشاعر وقف موقف أبي نؤاس القديم من التطور اللغوي، وقف ساخرا من غلظة بعض المفردات، فقال:
إنما الحيزبون والدردبيس
والطخا والنقاخ والعطلبيس
لغة تنفر المسامع منها
حين تروى وتشمئز النفوس
أعتقد أن الوعي حين يزداد نضجا في مجتمع معين فترة من التاريخ تتغير نظرته للحياة، ويتغير سلم الأولويات والقيم والقناعات.. عندها بالضرورة تتغير طريقة التعبير ومفرداته ونسقه، بل إن كاتبا معاصرا هو العفيف الأخضر يعتبر (اللحن والدخيل سر تطور اللغة).
أما الشاعران الكبيران أبو نؤاس والحلي فهما أدركا ظاهرة تطور اللغة، ولكن زمن كل منهما لم يتح له معرفة سر التطور اللغوي، وأن اللغة شجرة تتلازم أوراقها مع نضج الوعي فإذا تغير الوعي تغيرت أوراق الشجرة.
السؤال الأهم هو: لماذا تتفاوت اللغات ظهورا وانتشارا؟ قوة وضعفا؟ الإجابة سهلة.. فمنذ أن عرف اللغوي البارز ابن جني (322-392هـ) اللغة بـ «انها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم» ترى: ما الأغراض أو الأهداف التي يقصدها ابن جني؟ إنها أغراض تواصلية، ونفسية، ووجدانية وعلمية وفلسفية.. أي كل ما تطبقه وتسعى إليه رغائب المجتمع وطاقاته. وهذه كلها هي السلم الذي تصعد عليه وبه اللغة أو تهبط. وهذا معنى ارتباط شجرة اللغة بالوعي الفردي ثم الاجتماعي.
المتنبي شاعر شاهق، وسيبقى شاهقا، ولكن ما رأيك لو جاء شاعر في قمة الحداثة الشعرية مثل علي الدميني وقال:
من الجآذر في زي الأعاريب
حمر الحلى والمطايا والجلابيب؟
إن كنت تسأل شكا في مرابعها
فمن بلاك بتسهيد وتعذيب؟
نعم لو جاء الدميني وقال هذا هل نشعل له أيدينا تصفيقا وإعجابا أم نجعل أصابعنا في آذاننا؟!