ترجمة - موسى علي

يواجه وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت تحديا دبلوماسيا هائلا لإقناع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المتشككة بفرض المزيد من العقوبات على روسيا.

ونقلت صحيفة «الغارديان» قول تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية: انها تريد من الاتحاد الاوروبي اتباع نهج الولايات المتحدة وتمديد العقوبات على المسؤولين الروس ذوي الصلة باستخدام الاسلحة الكيماوية، مضيفة: ان ذلك الأمر وافقت عليه الكتلة من حيث المبدأ.

واعلنت الشرطة البريطانية والمدعون العامون: ان ألكسندر بتروف وروسلان بوشهيروف يحملان جوازات سفر روسية ووصلا لبريطانيا على متن رحلة لطيران ايروفلوت قبل ايام من الهجوم بغاز الاعصاب، في محاولة قتل العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته، وقالت دائرة الادعاء الملكية: ان هناك أدلة كافية لتوجيه الاتهام لها.

وبالصدفة أعلن الاتحاد الأوروبي يوم الاربعاء الماضي تمديد العقوبات الحالية المفروضة على روسيا؛ بسبب غزوها لأوكرانيا، لمدة ستة أشهر أخرى، وتستهدف 150 شخصا وحوالي 50 شركة روسية.

كما دعت ماي الى فرض عقوبات جديدة على المسؤولين عن الهجمات السيبرانية، وانتهاكات حقوق الإنسان، وقد أطلعت المملكة المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وتدرك بريطانيا أنها تخاطر بإجراء هذه الدعوة وهي فى سبيل مغادرتها للاتحاد الأوروبي، لأنه من الممكن ان يكون لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووكالة الاستخبارات العسكرية هدف استراتيجي أوسع من تسمم سكريبال، ومن المحتمل ان يختبروا مدى وحدة اوروبا وسط اضطرابات «البريكست».

ويعتقد وزراء الحكومة البريطانية جودة الأدلة التي تشير الى مسئولية الاستخبارات الروسية لدرجة أنها تبرر إعادة سلوك روسيا من قبل الدول التى ما زالت متشككة و«تنكر» ان موسكو عازمة حقا على إضعاف الغرب.

وفي أول خطاب له كوزير للخارجية ألقاه في الولايات المتحدة، أشار هانت الى ان الاتحاد الأوروبي بحاجة الى الوقوف جنبا إلى جنب مع واشنطن واتخاذ المزيد من الإجراءات.

وكان هانت على علم بالادلة الدامغة التي جمعتها وكالات الاستخبارات البريطاينة عندما أدلى بتصريحاته.

وقدمت العقوبات الامريكية الإضافية المتفق عليها في أول اغسطس من قبل وزارة الخارجية على أساس ان روسيا متورطة في استخدام الاسلحة الكيماوية الفتاكة في انتهاك القانون الدولي، واستخدام هذه الاسلحة ضد مواطني بريطانيا.

والاثار المحتملة لهذه العقوبات ليست مفهومة على نطاق واسع، ويرجع ذلك الى الإشارات المتضاربة تماما التى ارسلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو روسيا.

وستفرض الدفعة الثانية من العقوبات المتعلقة بقضية التسمم بعد 90 يوما إذا لم تسمح روسيا لمفتشي منظمة حظر الاسلحة الكيماوية للتحقق من أنها لم تعد تمتلكها.

ومن المستبعد ان توافق روسيا على ذلك، لذلك في أقل من 90 يوما قد تواجه روسيا اشد العقوبات الامريكية قسوة في تاريخها.

كانت اوروبا منقسمة ايديولوجيا منذ فترة طويلة حول روسيا، فدول شرق وجنوب اوربا متحمسة للاحتفاظ بالعلاقات التجارية مع موسكو، ولا ترى الاحزاب الشعبوية اليسارية واليمينية أي فضيلة في تجدد الحرب الباردة، وطردت 18 دولة فقط دبلوماسيين روسا من دول الاتحاد الاوروبي.

وعادة ما يتم سرد المانيا وإيطاليا والنمسا على أنها الدول الاكثر ترددا في مواجهة موسكو، وما يوضح ذلك بدء انشاء خط غاز «نورد ستريم 2» من روسيا الى المانيا وهو ما يكشف موقف برلين الحقيقي تجاه موسكو كما يقول النقاد.

حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون اشار في خطاب القاه امام دبلوماسيي خارجيته في الشهر الماضي، الى نهاية الحرب الباردة، والحاجة الى حوار جديد مع روسيا حول الأمن السيبراني والاسلحة الكيماوية والتقليدية والصراعات الاقليمية وأمن الفضاء وحماية المناطق القطبية.

وأكد وزير الخارجية جان إيف لودريان هذا الاسبوع مدى حاجة الغرب وروسيا للتعاون من أجل تسوية الحرب في سوريا وتفادي كارثة إنسانية في إدلب.

واصدرت السفارة الروسية بيانا مطولا يوم الثلاثاء الماضي تشكو فيه من حرمان روسيا من حقها القانوني بسبب رفض بريطانيا السماح بدخول دبلوماسييها لمقابلة سكريبال.