تقرير – محمد الخباز

المدرب الصربي بدأ العمل المكثف.. فيما سعت إدارة النادي لتوفير كافة سبل النجاح له



وسط هدوء تام، كانت الخطط والأهداف توضع في غرف العمليات القدساوية، بحثا عن عودة الهيبة لفرقة أبناء الخبر، بقيادة الرئيس الشاب مساعد الزامل.

ويبدو أن أحد أصعب الملفات كان ذلك المتعلق بتجهيز الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، والذي خضع لعمليات جراحية عاجلة في العامين الماضيين، في سبيل ضمان البقاء في الدوري السعودي للمحترفين.

البداية كانت من خلال التعاقد مع الصربي الكسندر ستانوجيفيتش، المدرب الشاب الذي صنع له اسما مميزا في عالم التدريب الصربي، وحاز على جائزة أفضل مدرب في بلاده في العام (2011)م.

قام الصربي بعمل دراسة مستفيضة للفريق القدساوي، ليجتمع بالإدارة القدساوية فور وصوله للخبر، واضعا الخطط العريضة، التي تساهم في عودة بنوقادس للواجهة.

وبالفعل بدأ المدرب الصربي العمل المكثف، فيما سعت إدارة القادسية لتوفير كافة سبل النجاح له، تحقيقا للوعد الذي أطلقته لجماهيرها، بصناعة الفريق الذي يرضيهم على مستوى النتائج والمستويات.

المنطقية في التصريحات، وعدم المبالغة في الطموحات، أزالت الضغوطات عن كافة الأطراف (الإدارة – الجهاز الفني – الجهاز الإداري – اللاعبين)، ليتفرغ الجميع للعمل الجاد، في إطار هدف موحد، حمل عنوان عودة القادسية.

الإبقاء على الرباعي الأجنبي

في ظل ارتفاع عدد اللاعبين المحترفين إلى (8) لكل فريق بالدوري السعودي للمحترفين، كان قرار الإبقاء على المحترفين السابقين للفريق، يبعث على الحيرة، لكن الجهازين الفني والإداري للفريق، قررا الإبقاء على (4) لاعبين، وإعارة الآخرين أو الاستغناء عنهم.

ولم ينل قرار الإبقاء على الثلاثي البرازيلي التون جوزيه وبيسمارك وجورجنيو، بالإضافة للإيفواري هيرفي، على إعجاب الكثيرين من عشاق القادسية، خاصة وأن البعض منهم يرى أن التون الحالي لم يعد اللاعب الذي يصنع الفارق، كما كان في بداية حضوره للدوري السعودي، فيما يرى آخرون أن بيسمارك لاعب مزاجي من الطراز الرفيع، يمكن أن يقود الفريق للتألق في بعض المباريات، ويساهم في إخفاقه خلال بعض اللقاءات الأخرى.

الإدارة القدساوية كانت مقتنعة تماما بهذا القرار، فتعاملت باحترافية مع الاختلاف في الرأي، فلم تصادر آراء عشاق الفريق، واتخذت ما تراه في مصلحة الفريق.

ومع نهاية الجولة الثانية من منافسات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، اكتشف الجميع صحة القرار الذي اتخذته الإدارة القدساوية، فالمدرب الصربي نجح في توظيف اللاعبين بالشكل المطلوب، وأوصل لهم أفكاره بكل وضوح، ليتألق الرباعي القديم بتواجده الجديد بعطاءاته، ويساهم في تواجد الفريق بالقرب من المراكز التنافسية بالمقدمة.

استراليان وبرازيلي وكاميروني ينضمون للكتيبة الحمراء

الإبقاء على الرباعي الأجنبي لم يكن كافيا، فـ (4) مقاعد أخرى بانتظار أن تشغل، لكن التأني كان ديدن القدساويين في اختيار الأسماء الجديدة، فتم استقطاب الحارس الأسترالي جاك دونكان وابن بلده المدافع ريس وليم، بالإضافة للاعب الوسط البرازيلي ياقو سانتوس، والمهاجم الدولي الكاميرون أبوبكر اوماروا.

ولم يستغرق هذا الرباعي الكثير من الوقت للانسجام مع زملائهم في الفريق، فبدأت عطاءاتهم في الظهور بشكل جلي، واكتملت بتواجدهم قوة الفريق القدساوي.

فكر الصربي غيّر الصورة

دائما ما كان الجميع يشير إلى أن القادسية هو فريق اللاعب الواحد منذ انتقال التون لصفوفه، فالتأكيدات كانت كبيرة جدا بأن القادسية يحضر متى ما حضر التون، ويغيب متى ما غاب، لكن الصربي الكسندر ستانوجيفيتش، أنهى هذه الصورة بصرامته وفكره التدريبي الذي يعتمد على الجماعية في الأداء، وعدم اعتماد الخطط بناء على الأسماء، فقد أشار في عدة مناسبات إلى أنه سيعتمد على اللاعب الذي يخدم خططه، ويقدم الإضافة للفريق، حتى ولو كان لاعبا في الفئات السنية، مؤكدا أن أي لاعب محترف يقدم عطاءات أقل من عطاءات اللاعب المحلي، سيجد نفسه على مقاعد البدلاء.

وكان المدرب الصربي منطقيا في مطالبته لجماهير القادسية بعدم الحكم عليه وعلى الفريق منذ اللقاء الأول، فالفريق بحاجة إلى (3) مباريات رسمية للظهور بالشكل المتأمل منه، لكن أبناء الخبر لم ينتظروا لذلك الوقت، فقد كشفوا عن امكانياتهم الكبيرة في الجولة الثانية فقط، متجاوزين عميد الأندية السعودية على أرضه وبين جماهيره بثلاثية نظيفة، عقب أداء مميز اتسم بالثقة والجماعية والرغبة في تحقيق الانتصار.

عدم المبالغة مطلب

وعلى الرغم من الفوز الكبير الذي تحقق على الاتحاد، فإن الفرحة القدساوية لم تتجاوز غرفة الملابس في ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، حيث تعاهد الجميع على نسيان هذا الانتصار، والعمل بكل قوة خلال المرحلة المقبلة، للمواصلة على نفس النهج، والبقاء بالمقربة من فرق المقدمة، مستذكرين أهدافهم خلال الموسم الحالي، ومؤكدين على عدم المبالغة في الطموحات، لكي لا يعرضوا أنفسهم للضغوطات، وهو ما قد يتسبب في تراجع الفريق، وعودته لدوامة الصراع على الهروب من خطر الهبوط لدوري الدرجة الأولى.

بدء الاستعداد لـ النصر

منح مدرب الفريق القدساوي لاعبيه راحة لمدة يوم واحد فقط عقب الانتصار الكبير على الاتحاد، حيث يعاود بنوقادس تدريباتهم مساء اليوم استعدادا للمواجهة المرتقبة التي تجمعهم بالنصر مساء الأربعاء القادم، على استاد مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية بالراكة.

ويسعى أبناء الخبر لتحقيق الانتصار الثاني على التوالي والتقدم مرتبة على أقل تقدير في سلم الترتيب العام، حيث يحتل القادسية المركز الرابع برصيد (4) نقاط.

الكسندر سيركز على تصحيح الأخطاء، ودراسة نقاط القوة والضعف في الفريق النصراوي، حيث يتميز بحرصه على تفعيل الجانب النظري برفقة الجانب العملي، وهو ما ساعد لاعبيه على الانسجام مع فكره في وقت قصير جدا.

الزامل: طوينا صفحة الانتصار الكبير

وكان مساعد الزامل رئيس نادي القادسية قد عبر عن سعادته بالنتيجة التي حققها الفريق القدساوي في ختام مباريات الجولة الثانية لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، مؤكدا أن الانتصار على فريق كبير كالاتحاد وفي عقر داره بثلاثية، لا يمكن له أن يأتي بضربة حظ، بل نتاج عمل مثمر خلال المرحلة الماضية.

الزامل قدم شكره للجميع، لكنه شدد على أن صفحة الاتحاد يجب أن تطوى مع خروج الفريق من ملعب المباراة، لتفتح صفحة جديدة من أجل الاستعداد بشكل مثالي للمواجهة المقبلة، التي ستجمعهم بالنصر، موضحا أن هذا اللقاء سيكون أكثر صعوبة، لا سيما أن الفريق النصراوي يسعى لمواصلة انطلاقته الجيدة، في الوقت الذي نسعى فيه أيضا لمواصلة سلسلة الانتصارات وإسعاد جماهير القادسية الوفية.