محمد حمد الصويغ

تدشين الاحتفالية الوطنية بالذكرى 88 لقيام الكيان السعودي الشامخ تذكّرنا بما أقدم عليه المؤسّس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - يرحمه الله - من بطولات خارقة تمكّن معها من إنشاء دولة عصرية وضع لها الأسس القويمة التي أكمل أشباله القيام بعملية الاستمرار في البناء إلى أن وصلت المملكة اليوم لأوضاعها الحالية من التقدم والبناء والرخاء، تحت ظل قيادات رشيدة ترسّمت خطوات المؤسس، وترجمت طموحاته البنّاءة التي قامت صروح المملكة على قواعدها الثابتة والراسخة، والاحتفالية الكبرى بيوم توحيد الوطن تذكّر الأجيال الحاضرة بما قام به المؤسس من بطولات فذة أدت إلى توحيد البلاد على الكتاب والسُّنة وعلى راية التوحيد ونهج الإسلام القويم.

لقد تأسست المملكة وفقًا لأحداث تاريخية عظيمة ثمّنها تقديم التضحيات الكبرى للوصول بالكيان السعودي الشامخ إلى مراحله الحالية، فهي تضحيات جسيمة تخلّدها هذه الذكرى السنوية العزيزة على قلب كل مواطن، فهي مناسبة عزيزة تُعدّ من الأيام الخالدة التي يعتز ويفخر بها الشعب السعودي بكل أطيافه وفئاته، فقد استطاع المؤسّس بما غرسه المولى القدير في قلبه من حكمة وسداد أن يوحّد المملكة ويقودها في مرحلة صعبة ودقيقة، فله الفضل بعد فضل الله، بتوحيد هذه البلاد وتغيير ملامحها من قبائل متنقلة ومتخاصمة يغزو بعضها البعض إلى شعب واحد توحّد تحت راية التوحيد، فتمكّن المؤسّس من جمع الشتات وتوحيد الأجزاء في دولة أصبح لها وزنها وثقلها بين دول العالم.

ولا شك في أن هذه المناسبة الخالدة تعتبر من أيام التاريخ التي لابد أن تُذكر تفاصيلها وجزئياتها للأجيال الحاضرة حتى يقفوا على أسرار توحيد كيانهم الكبير الذي يُمثل تاريخ المملكة، فالمعايير والمقاييس التي نشأت المملكة عليها، بفضل الله، ثم بهمّة المؤسس وذكائه وفطنته، تُعدّ من أهم الأسس التي قامت عليها الدولة، فقد سجّل التاريخ بأحرف من نور هذا اليوم المجيد، يوم توحيد المملكة، ليمثل إطارًا حيويًا تجسّدت فيه ملاحم بطولية فذة مارسها المؤسّس على مدى اثنين وثلاثين عامًا؛ لتحقيق حلمه الكبير بقيام الكيان السعودي الشامخ، فجمع الشتات ووحّد الأجزاء في دولة كبرى لها صوتها ووزنها وثقلها بين سائر دول المعمورة.

وتعود هذه الذكرى اليوم؛ ليتذكر كل مواطن على أرض هذه البلاد الآمنة المستقرة ذلك الجهد الكبير الذي بذله المؤسّس بإنجازاته الباهرة والمتميّزة؛ ليقوم هذا الكيان الشامخ على قواعد صلبة مستقاة من مبادئ العقيدة الإسلامية السمحة، ومن سيرة خاتم الأنبياء والرسل، عليه أفضل الصلوات والتسليمات، فتلك الذكرى تمثل محطة هامة يستلهم من خلالها كل مواطن مستقبله، وكيفية تحقيق طموحاته في وطن معطاء أسّسه الملك عبدالعزيز على مبادئ قويمة تضمن للمواطن كرامته، وتضمن للوطن استقراره وأمنه وسيادته، وتضمن تحقيق البناء والرخاء لهذه البلاد المقدّسة بخطوات ثابتة وواثقة.

تعود هذه الذكرى الخالدة لإحياء تلك الذكريات العطرة لتأسيس دولة قوية ومتطورة تمكّنت، بفضل الله، ثم بفضل مؤسّسها من الاحتفاظ بوتيرة متسارعة من البناء والعطاء في مختلف مجالات التقدم وميادينه، فالفضل بعد الله يعود للملك المؤسّس الذي تمكّن ببطولاته الخارقة من استعادة مُلك آبائه وأجداده، وتمكّن في الوقت ذاته من إعلان قيام دولة عصرية تأخذ بأسباب البناء والتقدم والنهضة مع التمسّك بالنواجذ بمبادئ العقيدة الإسلامية السمحة التي تحكمها في كل أمر وشأن، منذ عهد التأسيس وحتى العهد الزاهر الحاضر.