ليس هناك إنسان عاقل في هذه الدنيا ينكر الموت . فالموت ربما يكون هو الحقيقة الوحيدة التي لا يختلف على حدوثها أحد.لا فرق إن كان مريضا أو في كامل عافيته ، طفلا صغيرا أو شابا يافعا أو شيخا طاعنا في السن ، رجلا كان أم إمرأة ، غنيا أو فقيرا ، سعيدا أم تعيسا ، أبيض البشرة أم أسمرا . جميعهم وبعيدا عن كل تلك المتناقضات ، مدركون بأن للحياة نهاية وأن الموت هو تلك النهاية . حقيقة لا جدال فيها حتى من أولئك الملحدين والمشككين والعياذ بالله . ومع تلك الحقيقة ، هناك حقيقة ثانية نؤمن بها كمسلمين ، وهي إيماننا بوجود حياة أبدية تعقب هذه الحياة الدنيا . حيث السؤال والحساب ، وما بعد الحساب من ثواب وعقاب،وجنة ونار،وعدل بيد الواحد الجبار.
ولكن ..ورغم ذلك الإيمان المطلق ، لا يزال بعضنا يمارس ظلمه على الآخرين ، يتسبب في قطع أرزاقهم ، ينهب حقوقهم ، يغشهم ، يتعدى على حياتهم . يسرق من هنا ويرتشي من هناك ، يعنف أهل بيته ويتنكر لوالديه ، يتعالى على الفقراء والضعفاء والمساكين . يضع إيمانه على الرف وكأنه تحفة يتغنى بها كلما احتاج لها لتحسين صورته أمام مجتمعه .
ما بين الإيمان بالموت ، وبيوم القيامة ، وبالقواعد الرئيسة التي تحكم حياة وسلوك وآداب الإنسان المسلم والتي وردت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما بين ما نعيشه من تجاوزات وظلم وقهر وجرائم عنف بحق القريب قبل البعيد ، كالفرق ما بين الحق والباطل .
الدين الإسلامي ، دين عظيم ، يحث على الخير ، يدافع عن العدل ، يرفض الظلم ويحذر منه . دين يجعل من السلام طريقا للتعايش مع الآخرين ، ينكر العنف ويحث على اللين كما قال لرسوله الكريم أدعو إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن . دين كله رحمة ومحبة وعدل وتآلف وسلام . فأيننا من جوهر هذا الدين العظيم !! . لكم تحياتي