محمد البكر

قدر النساء في المنطقة الشرقية أنهن الأكثر عرضة للإصابة بمرض سرطان الثدي. فقد أكدت الإحصاءات أن الشرقية تتصدر المناطق من حيث عدد النساء المصابات. فهناك 41 إصابة لكل 100 ألف سيدة. أما على المستوى الوطني فإن المملكة ورغم أنها الأفضل عربيًا، إلا أن معدلات الإصابة فيها أكبر من المعدل العالمي. حيث يشكل سرطان الثدي 19.9% من حالات السرطان ككل، و 22% من مجمل السرطانات التي تصيب النساء السعوديات. ومع أنني لا أحبذ الاسترسال في تلك الإحصاءات كي لا يتحول المقال لكابوس لهن، إلا أن من المهم معرفتهن لتلك الحقائق مهما كانت مؤلمة. فمواجهة المرض هي الخطوة الأولى نحو النجاة منه والانتصار عليه بإذن الله.

في المنطقة الشرقية التي تتصدر هذا المشهد المؤلم، هناك تسابق وتنافس كبير و«محمود» بين الجهات الخيرية والصحية على تنظيم حملات التثقيف والكشف المبكر في الجامعات والمستشفيات وأماكن الترفيه والواجهات البحرية والمراكز التجارية. وإذا كانت فكرة «حملتنا وردية» التي انطلقت منذ سنوات وولدت من رحم تلك الإحصائيات المرعبة، هي صاحبة الريادة، إلا أنها ايضا كانت سببًا لتشجيع جهات أخرى على تنظيم حملات مشابهة مثل جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ومستشفى الملك فهد التخصصي والمستشفيات الحكومية والمراكز الصحية. ورغم تنوع تلك الحملات وتعدد الجهات التي تشرف عليها، إلا أنها تشترك في هدف واحد وهو الوصول لأكبر عدد من السيدات لتشجيعهن على ضرورة الكشف المبكر عن هذا المرض الخطير.

لا تترددي يا أختي ويا ابنتي ويا جارتي في زيارة تلك الفعاليات والاستفادة من فرص الكشف المبكر الذي لن يكلفك ريالًا واحدًا ولن يضيع من وقتك إلا دقائق معدودة. فلربما كانت تلك الزيارة سببًا في حياة سعيدة لك ولأطفالك بجانب أسرتك وأحبابك. خاصة وأن نسبة من «شفين» منه بعد تشخيصه مبكرًا بلغت 95 %، وهي نسبة لا تتحقق حتى في العمليات البسيطة. ولكم تحياتي