الجدل إحدى خطوات الاقتراب من الفهم.. الأشخاص الذين يحسنون الجدل لغرض الاقتراب من الفهم أو الحقيقة هم عادة أشخاص لديهم تأنٍ في قبول المزاعم في أي الأمور.. كما أن فئة واعية منهم ذات الطابع الرفيع من الفكر والعلم والخلق، تتأنى كثيرا في إصدار الأحكام على الآخر، سواء في السلوك أو الأفكار أو المعتقدات. يقابل النموذج السابق من الجدل والأشخاص، نموذج الجدليون السذج، الذين يحترفون الجدل لأجل الجدل والنقض.. هم يطرحون التساؤلات باستمرار، ليس لأجل الفهم أو الاقتراب من الحقيقة، بل لزيادة اللبس، فهم لا يملكون العمق للوقوف على الإجابات وتأملها، وليس لديهم وقت وهدف لذلك، جهدهم منصب على إثارة التساؤلات والشكوك..
صحيح أن قبول المزاعم أو حتى المسلمات والوقائع على أنها حقائق منتهية بدون طرح التساؤلات الجدلية حولها هو سذاجة فكرية، لكنه لا يقل عن أزمة محترفي الجدل السذج، الذين يحترفون طرح الأسئلة ولا يملكون أبسط أدوات الفهم والتحليل، ومشكلتهم الأبعد اعتقادهم بذكاء مهارتهم..
هناك فرق بين العقل الذي لا يقبل المعطيات والنظريات كحقائق منتهية التسليم، ويحاول أن يجادلها أولا مع ذاته، وبين العقل الذي يحترف الشك والنقض المطلق.. الأول: يحاول أن يقترب من فهم الحقيقة، وهو في سبيله لها يشق لنا طرق بحث وتساؤلات تولد معرفة، بينما الثاني: يغلق منافذ التفكير بأسئلة تشككية يقينية لا تحتمل التفسير.. أعتقد أن الأشخاص الذين يحترفون الأسئلة العقيمة والنقض الجاهز والمجادلة الفارغة يعانون أزمة داخلية مملوءة بالنقص.. هم يقولون ها نحن هنا بطريقة ما، نحن متمردون كالأذكياء الذين لا يقبلون الجاهز والمألوف من الإجابات لمجرد أنها شائعة حتى لو لم تتفق مع منطق الدلائل.. هم يحاولون تقليد المفكرين والعلماء ولكن بطريقة معتلة مفخخة بالغباء.. وفي مناسبة الحديث عن المعرفة والجدل أود أن أذكر هنا أن الجدل والتساؤل الذي يحمل الشك اليقيني مثل المعرفة التي تدعي الحقيقة واليقين.. كلاهما جهل.. قوانين العلم برمتها ليست حقيقة نهائية ومطلقة إنما هي طريقة للفهم والاقتراب من المعرفة والحقيقة.. يقول برتراند راسل: «إن العلم الدقيق تسيطر عليه فكرة النسبية، وإذا أخبرك أحد من الناس أنه يعرف الحقيقة عن أي شيء فثق بأنه غير دقيق، ولا يوجد إنسان علمي في روحه يؤكد أن ما يعتقده الآن هو الحق تماما، بل يؤكد أنه مرحلة في الطريق إلى الحق».
أخيرا، حتى تقترب من المعرفة أو الفهم في أمر ما، اطرح الأسئلة المتسقة والملائمة له، وتأمل بعمق كل الإجابات المطروحة بتجرد.
صحيح أن قبول المزاعم أو حتى المسلمات والوقائع على أنها حقائق منتهية بدون طرح التساؤلات الجدلية حولها هو سذاجة فكرية، لكنه لا يقل عن أزمة محترفي الجدل السذج، الذين يحترفون طرح الأسئلة ولا يملكون أبسط أدوات الفهم والتحليل، ومشكلتهم الأبعد اعتقادهم بذكاء مهارتهم..
هناك فرق بين العقل الذي لا يقبل المعطيات والنظريات كحقائق منتهية التسليم، ويحاول أن يجادلها أولا مع ذاته، وبين العقل الذي يحترف الشك والنقض المطلق.. الأول: يحاول أن يقترب من فهم الحقيقة، وهو في سبيله لها يشق لنا طرق بحث وتساؤلات تولد معرفة، بينما الثاني: يغلق منافذ التفكير بأسئلة تشككية يقينية لا تحتمل التفسير.. أعتقد أن الأشخاص الذين يحترفون الأسئلة العقيمة والنقض الجاهز والمجادلة الفارغة يعانون أزمة داخلية مملوءة بالنقص.. هم يقولون ها نحن هنا بطريقة ما، نحن متمردون كالأذكياء الذين لا يقبلون الجاهز والمألوف من الإجابات لمجرد أنها شائعة حتى لو لم تتفق مع منطق الدلائل.. هم يحاولون تقليد المفكرين والعلماء ولكن بطريقة معتلة مفخخة بالغباء.. وفي مناسبة الحديث عن المعرفة والجدل أود أن أذكر هنا أن الجدل والتساؤل الذي يحمل الشك اليقيني مثل المعرفة التي تدعي الحقيقة واليقين.. كلاهما جهل.. قوانين العلم برمتها ليست حقيقة نهائية ومطلقة إنما هي طريقة للفهم والاقتراب من المعرفة والحقيقة.. يقول برتراند راسل: «إن العلم الدقيق تسيطر عليه فكرة النسبية، وإذا أخبرك أحد من الناس أنه يعرف الحقيقة عن أي شيء فثق بأنه غير دقيق، ولا يوجد إنسان علمي في روحه يؤكد أن ما يعتقده الآن هو الحق تماما، بل يؤكد أنه مرحلة في الطريق إلى الحق».
أخيرا، حتى تقترب من المعرفة أو الفهم في أمر ما، اطرح الأسئلة المتسقة والملائمة له، وتأمل بعمق كل الإجابات المطروحة بتجرد.