كنت أعتقد أن الحرباء فقط من تتلون لتتماهى مع الوسط المحيط بها، بحيث يصعب تمييزها، ولكني وجدت فئة من البشر من هم كذلك أيضا، يتفننون في التخفي والتمويه الذي قد يجعلهم يقومون بمهام الحقد أو الحسد الكامن في دواخلهم على أكمل وجه، تبدو الندب السوداء واضحة في نواياهم ولكنها قد تُخفى على من لا يعرف في حياته وتعاملاته سوى البياض فيظن أن البقية مثله، وأن الشر لا يأتي إلا من الذين أظهروا براثن العدوانية والخصومة فتجده محاطا بالكثير منهم دون أن يشعر.
نحتاج إلى الكثير من الخبرة لمعرفتهم وتمييزهم عن الأصدقاء الحقيقيين، فقد نراهم بيننا يشاركوننا حواراتنا وتفاصيل حياتنا، يسيل من أفواههم شهد الكلمات، وتشع الابتسامة من وجوههم لك دائما، يدعون لك بالتوفيق وهم ينتظرون فشلك، يتمنون لك دوام الصحة والعافية وفي قرارة نفسهم يدعون بزوالك، يحاربونك بنواياهم الخبيثة ومسالكهم السرية الدنيئة، تلك التي تفوح منها رائحة المكر والخديعة، فتجدك معتقدا أنهم الأقرب إليك والأوفى لك والأصدق معك.
مجالات عدة في حياتنا تجعلنا نتعثر بهم، ولا نفرق بينهم وبين الصديق الحقيقي الذي قد لا نعيره اهتماما كما أعرناهم، لأنه يتصرف بعفويته أما هم فتصرفاتهم يعتريها المبالغة في كل شيء في الحب وفي الاهتمام وفي التواجد، وذلك ليخفوا تلك الرائحة النتنة التي تخرج من نواياهم، فهم يتربصون لك وينتظرون الفرصة الحاسمة التي تنحني فيها لينقضوا عليك بلا هوادة.
هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يحملون أصدقاء في ملفات حياتهم، إما لما يملكونه من حذر شديد حيال ذلك، أو لأنهم قد تجرعوا مرارة الغدر ذات مرة، وفي كلتا الحالتين نتذكر القول الشهير «احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة»، لقد تحدث الكثير عن هذه المقولة بأنها مدعاة للشك الدائم بالمقربين والأصدقاء، وهنا أعقب على هذا القول بأنه لم يكن صديقا يوما، بل متلون انطفأت كل ألوانه المزيفة عند الحاجة إليه أو عندما حصل على مأربه فلم يبق منه سوى لون الظلام، ذلك السواد الذي لم يكن في قلبه فقط بل في جميع أمور حياته.
يبقى أن نعرف أين يختبئ هؤلاء الأعدقاء؟ وأي لون هم عليه الآن؟ وكيف نسعى لتصفية قائمة علاقاتنا حتى لا يبقى منهم إلا أهل ثقة! لأننا ومع تنوع وسائل التواصل بتنا أصدقاء للكل ومنفتحين على الآخر بالشكل الذي يجعل البعض منا كتابا مفتوحا قد ينتزع أوراقه «عديق له» أو يطمس ما فيها في حين غفلة.. فيندهش!
نحتاج إلى الكثير من الخبرة لمعرفتهم وتمييزهم عن الأصدقاء الحقيقيين، فقد نراهم بيننا يشاركوننا حواراتنا وتفاصيل حياتنا، يسيل من أفواههم شهد الكلمات، وتشع الابتسامة من وجوههم لك دائما، يدعون لك بالتوفيق وهم ينتظرون فشلك، يتمنون لك دوام الصحة والعافية وفي قرارة نفسهم يدعون بزوالك، يحاربونك بنواياهم الخبيثة ومسالكهم السرية الدنيئة، تلك التي تفوح منها رائحة المكر والخديعة، فتجدك معتقدا أنهم الأقرب إليك والأوفى لك والأصدق معك.
مجالات عدة في حياتنا تجعلنا نتعثر بهم، ولا نفرق بينهم وبين الصديق الحقيقي الذي قد لا نعيره اهتماما كما أعرناهم، لأنه يتصرف بعفويته أما هم فتصرفاتهم يعتريها المبالغة في كل شيء في الحب وفي الاهتمام وفي التواجد، وذلك ليخفوا تلك الرائحة النتنة التي تخرج من نواياهم، فهم يتربصون لك وينتظرون الفرصة الحاسمة التي تنحني فيها لينقضوا عليك بلا هوادة.
هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يحملون أصدقاء في ملفات حياتهم، إما لما يملكونه من حذر شديد حيال ذلك، أو لأنهم قد تجرعوا مرارة الغدر ذات مرة، وفي كلتا الحالتين نتذكر القول الشهير «احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة»، لقد تحدث الكثير عن هذه المقولة بأنها مدعاة للشك الدائم بالمقربين والأصدقاء، وهنا أعقب على هذا القول بأنه لم يكن صديقا يوما، بل متلون انطفأت كل ألوانه المزيفة عند الحاجة إليه أو عندما حصل على مأربه فلم يبق منه سوى لون الظلام، ذلك السواد الذي لم يكن في قلبه فقط بل في جميع أمور حياته.
يبقى أن نعرف أين يختبئ هؤلاء الأعدقاء؟ وأي لون هم عليه الآن؟ وكيف نسعى لتصفية قائمة علاقاتنا حتى لا يبقى منهم إلا أهل ثقة! لأننا ومع تنوع وسائل التواصل بتنا أصدقاء للكل ومنفتحين على الآخر بالشكل الذي يجعل البعض منا كتابا مفتوحا قد ينتزع أوراقه «عديق له» أو يطمس ما فيها في حين غفلة.. فيندهش!