سعد الشهراني، مبارك البليف - الرياض

استضافة المملكة للقمة الخليجية يعطيها زخما كبيرا ويسهم في نجاحها

» أبرز الملفات

أكد فريد أحمد حسن -كاتب صحفي بحريني- أن انعقاد القمة الخليجية في موعدها في المملكة العربية السعودية بعد اعتذار سلطنة عمان أمر في غاية الأهمية، وانعقادها هذه المرة بحضور جميع قادة دول المجلس أمر سيكون له ما بعده لجهة تعزيز العلاقات الخليجية، فبإمكان القادة لو حضروا جميعا أن يتوصلوا إلى الصيغة التي تمكنهم من وضع النقطة في نهاية سطر الفقرة الطارئة التي تسببت في جرح مسيرة المجلس. وقال: إن ترؤس خادم الحرمين الشريفين للقمة يعطيها زخما ويوفر الأجواء التي تعين على اتخاذ قرارات إيجابية تؤدي إلى استقرار منطقة الخليج العربي، كما ننتظر أن تعمل القمة الخليجية على إبرام اتفاق على صيغة تجنب دول مجلس التعاون اتخاذ مواقف متناقضة من الذي تمر به المنطقة ومن كل تطور وحدث متوقع أو مفاجئ. فيما تظل دول الخليج في حالة تيقظ لمجابهة الخطر الإيراني، والغالب أن مواقف دول التعاون منها ستظل متطابقة فيما فعلته إيران في السنوات الأخيرة وخصوصا التغلغل في شؤون كثير من الدول العربية. وأضاف: إن النتائج المتوقعة اقتصاديا، مساعدة البحرين على تجاوز مرحلة الصعوبات الاقتصادية، والدفع قدما في مشروع نيوم وترجمته إلى واقع تستفيد منه كل دول المنطقة، اتخاذ قرارات بتقليل نسبة العمالة الأجنبية في دول المجلس وزيادة مساحة الاعتماد على العمالة الوطنية، وإعادة النظر في المعطيات المتوفرة في الساحة وخصوصا الجديدة منها وهو ما يستدعي التفكير بعيدا عن العواطف والحساسيات ولكن من دون تغيير الأولويات أو التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني.

» مفاتيح الاستقرار

وأشار الكاتب البحريني إلى أن الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة كبير بل كبير جدا، وليس مبالغة القول إن مفاتيح الأمن والاستقرار والتنمية كلها موجودة في يدها، فالسعودية هي العمود الفقري لكل المنطقة، وهي الدولة الأقوى، وهي السند، وهي بما تمتلك من قدرات ورؤى قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار وعلى الدفع بقوة في تنمية المنطقة.

وقال: لولا الرغبة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والسعي إلى تنميتها لما اتخذت قرارها التاريخي لإنقاذ اليمن وما تعرضت له الشرعية فيها من أذى الحوثيين ومن يقف من ورائهم. والأسباب نفسها دفعتها إلى أن يكون لها نشاط موجب في العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الدول، وهي نفسها تدفعها اليوم لتحديد أطر جديدة للتعامل مع تركيا التي سعت لاستغلال بعض التطورات والقصص بغية سلب السعودية حقها في قيادة المنطقة وتوفير الاستقرار المطلوب والمعين على تحقيق التنمية.

» تأثير القرار

وبين الكاتب الكويتي محمد الشمري، أن القمة الخليجية لدول مجلس التعاون تعد منعطفا سنويا هاما للكثير من القضايا الخليجية والعربية، لافتا إلى أن على طاولة قادة الدول الخليجية العديد من الملفات الهامة والحساسة والمفصلية، التي يترقب نتائجها الكثير من دول العالم؛ كون القرار الخليجي مؤثرا وله قيمة في العالم. ونوه إلى أن القمة الخليجية دائما ما تحظى باهتمام كبير من قبل رؤساء وزعماء دول الخليج، ولعل حرصهم على المشاركة والحضور دليل على نجاح القمة، وتحقيق نتائجها التي من أجلها أطلقت هذه الاجتماعات الدورية منذ عقود ماضية، فالخليج باجتماعاته المستمرة يجسد معنى القلب الواحد والمصير المشترك.

وقال: بكل تأكيد عندما تعقد القمة الخليجية تتذكر الآباء والأجداد وكل من عاش وبذل وتفانى وغرس في هذا الخليج المعطاء طوال السنوات الماضية، فالقمة تحكي ماضي الأجداد وحاضر الشباب ومستقبل الأبناء، كلنا في الخليج نمضي تحت قيادة زعماء قدموا الغالي والنفيس خدمة لهذا الكيان الكبير والعريق والعظيم، رغم ما شهده هذا المجلس من تحديات كبيرة خلال الفترات الماضية، إلا أنه ما زال الأمن والأمان والاقتصاد المتنامي والمتطور والإنجازات المميزة التي تحققها شعوب المنطقة في كافة المجالات رياضيا واقتصاديا وعلميا.

» منصة سياسية

وأشار الشمري إلى أن القمة الخليجية في المملكة العربية السعودية تشكل أمرا مهما؛ لكونها أصبحت منصة القرار السياسي في الخليج، ستكون مختلفة عن سابقاتها؛ لأنها تأتي في وقت غاية في الدقة والحساسية لما تشهده المنطقة من ظروف سياسية واقتصادية مختلفة عما كانت عليه سابقا، لذلك كل آمال الشعوب في المنطقة تتطلع إلى أن تخرج هذه القمة بقرارات ونتائج تخدم مصالح أبناء هذه الرقعة المباركة، وتصب في مصلحة الشعوب والدول بصورة مباشرة، وهذا المتوقع من قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين لم يألوا جهدا في تقديم ما هو أفضل ومميز لشعوبهم.

وأضاف: الخليج يسير في مركب واحد، ومصيره مشترك، وكل ما يحدث من نجاح في أي دولة يجير لدول الخليج الأخرى، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية القمة التي تحاكي كل المعطيات الخليجية سواء اقتصاديا أو سياسيا أو ثقافيا، وقد شاهدنا التطور الكبير في حجم التجارة بين دول المجلس في مختلف مجالاتها وأنواعها، إضافة إلى إقامة المؤتمرات والندوات والمعارض بين دول المجلس بصورة مستمرة ومتواصلة تشمل جميع المدن الخليجية، وهذه الفعاليات تزيد من مستوى حجم الترابط الخليجي ومن اللحمة التي تميز الخليج عن باقي دول العالم.

» المصير المشترك

وأكد الكاتب الإماراتي أحمد إبراهيم، أن انعقاد القمة الخليجية في المملكة مؤشر على توجه إيجابي إقليمي جغرافي لوجستي إستراتيجي بحكم المصير المشترك للمنطقة، مشيرا إلى أن مجرد التوجه إلى التفكير دليل على اللحمة الخليجية والدعوة إلى توحيد الصف من ناحية المصير المشترك مهما اختلفت نقاط وجهات النظر، فالمصير الموحد إقليميا يأتي من بوابة خليجنا واحد، وهذا ما سار عليه زعماء الخليج منذ الأزل، وما زلنا نسير عليه وسنواصل المسير في هذا الجانب.

وقال: منذ اتُفِق على «درع الجزيرة» في بداية الثمانينات وأواخر السبعينات فكلمة الدرع كانت تشير إلى وجود حصانة للواجهة التي نخشى عليها من الخفايا على المصير المشترك، فتكرار القمة الخليجية منذ عقود كان دليلا قاطعا على وجود الرؤية الثاقبة للقيادة العليا بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وكان التوجه الصائب الذي سيحميك من الدخيل، فأهمية اللحمة الخليجية لا تراجع عنها، ومن يتراجع عنها فإنه يتغاضى ويتجاهل لأن اللحمة الخليجية خير لا بد منه.

» اللحمة الداخلية

وأضاف إبراهيم: التعامل الخليجي للأزمات يكون برؤية بعد النظر للقرون القادمة، حيث كان مصيرنا وتوجهاتنا سابقا بيئية أكثر مما هي سياسية وسياسية أكثر مما هي اقتصادية، بيئة يعني أن دول الخليج تدخل في حدود التلوث والبحر والصيد البحري فهذه من الروابط الطبيعية بين دول الخليج فهذا يضيف أن هناك مناخا موحدا للبيئة المشتركة واليوم البيئة انتقلت إلى الفضاء، فهذا التوجه القادم ضروري أن يؤخذ بعين الاعتبار ونحذر مما يحيق بنا من أعدائنا وأكثرهم يعيش في الخفاء، فبالتالي اللحمة الداخلية هي التي تحميك والأزمات التي تأتي لابد أن نتصدى لها بالواجهات الأمنية. وبين أن الثقل الخليجي هو بوابة العالم الإسلامي من مكة والمدينة الموجودتين في الإقليم، وهذا ما يعطي القوة بوجود مناخ استثماري مشترك ومناخ عقائدي له ثقل عالمي، فاليوم يوجد ملياران من العالم الإسلامي واجهات القبلتين التي تدعو دائما بوجود أمن واستقرار بالمنطقة، فنحن نأخذ بالاعتبار دائما في كل النقاشات التي طرحت في جيلنا أن المملكة العربية السعودية خط أحمر للإقليم وللعالم الإسلامي، فأمان المملكة والخليج له تأثير إيجابي عالمي بحكم ما تحمله من خيرات الله ومن بوابات النفط والغاز والبعد الاقتصادي من ناحية الاستثمارات حتى لا أستبعد التفاؤل الذي يقول أن نرى المنطقة بريقها يعلو عواصم عالمية من عدة نواح كثيرة وأهمها النواحي الأمنية في دول الخليج.

» حكمة وحنكة

وشددت الكاتبة البحرينية د. أنيسة فخر، على أهمية انعقاد القمة الخليجية في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، مؤكدة أن مجرد انعقاد القمة في السعودية يعني أن أولى علامات النجاح قد تحققت؛ نظرا لما تتميز به المملكة من مكانة مرموقة عالميا وإقليميا، فضلا عن حنكة وحكمة القيادة الرشيدة. وقالت: إن الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية كفيل بتحقيق استقرار المنطقة وتفرغها للإعمار والبناء، وتوقعت طرح حزم من الموضوعات المهمة وعلى رأسها الملف اليمني وتدخل إيران في شؤون الخليج العربي.

أكد عدد من الكتاب الخليجيين أن عقد القمة الخليجية بالمملكة العربية السعودية يعطيها زخما كبيرا؛ نظرا لما تتميز به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، من حكمة وحنكة سياسية تمكنها من قيادة منطقة الخليج إلى مرافئ الأمن والاستقرار والرخاء وإبعادها من دائرة الاستهداف من قبل الأعداء. وقالوا في إفادات لـ«اليوم»: إن عقد القمة في السعودية يمنحها زخما كبيرا ويرفدها بأسباب النجاح المنشود الذي يجعل توصياتها موضع التنفيذ، وأشاروا إلى أنهم يتوقعون أن تناقش القمة العديد من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية بما يحقق مصلحة الدول الأعضاء، وفي مقدمة القضايا ملف اليمن والسعي الجاد لإنقاذه من قبضة الحوثيين، إضافة لمناقشة التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج العربي والعمل على زعزعة الاستقرار فيها. وشددوا على أن حكمة خادم الحرمين الشريفين كفيلة بإخراج المنطقة من دائرة الاستهداف الخارجي، في ظل وجود كثير من الدوائر المعادية التي تسعى جاهدة للنيل من مكتسباتها التي تحققت عبر العقود الماضية، معربين عن تفاؤلهم بأن تشهد دول الخليج نوعا من الاستقرار والتنمية الشاملة خلال الفترة المقبلة.

إعادة شرعية اليمن والتدخل الإيراني في المنطقة على طاولة القادة

مفاتيح الأمن والاستقرار والتنمية لدى الرياض وهي الأجدر بالحلول

الخليج باجتماعاته المستمرة يجسد معنى القلب الواحد والمصير المشترك

القمة منعطف سنوي هام للكثير من قضايا المنطقتين الخليجية والعربية