فهد السلمان

الاعتراف بالمشكلة هو نصف الطريق إلى الحل، هكذا أعتقد.

حتى هذه اللحظة لم أرَ ما يشي فعلا بأن التعليم أصبح هو رهاننا الإستراتيجي، كل ما في الأمر أننا نتحدث كثيرا عن هذا الشأن دون أن نخطو خطوة عملية واحدة باتجاهه، ولن تفلح أمة.. أي أمة في رهانٍ ما، ما لم تستطع أن تحوله إلى ميدان عشق ومساق منافسة، لذلك أنا أكيد من أننا لو أجرينا استفتاء في أوساط التلاميذ عن أكثر الأماكن التي يكرهونها لتصدرتْ المدرسة القائمة بلا منازع، هذه حقيقة، وعلينا ألا ندفن رؤوسنا عنها، إن كنا نفكر «فقط نفكر» في جعل التعليم يوما ما واحدا من رهاناتنا الإستراتيجية. تعالوا نسجل بعض «أقول: بعض» دوافع هذه الكراهية التي رأينا كيف دفعتْ الكثير من التلاميذ لتمزيق كراريسهم مع آخر يوم اختبار، وكأنهم يريدون أن يتخلصوا من أي أثر يذكرهم بما يكرهون، ولنبدأ ببيئة المدرسة الجافة، وعبوس بعض المعلمين الذين لم نثمن رسالتهم كما ينبغي، والحقائب المدرسية المنتفخة التي تشبه «الخرج»، وتنوء بحملها ظهور الصغار، والواجبات المنزلية التي تجعل من كل ساعات الصحو مذاكرة ودراسة، واكتظاظ المناهج بالحشو، وتكاليف الحفظ، وإثقال اليوم المدرسي بما يسمى حملات التوعية من قضايا المرور إلى الشجرة إلى غير ذلك، وعمليات تطوير المناهج المتتالية، والتي تأتي غالبا كإضافة إلى ما هو موجود دون أن تنال مما هو قائم وبما يزيد أحمال المنهج حتى اضطرت الوزارة إلى زيادة الوقت الدراسي، واضطر أولياء الأمور لاختيار الحجم العائلي من الحقائب المدرسية لأبنائهم، والقائمة تطول، فكيف بالله عليكم والحال هكذا، كيف سنجعل أبناءنا يحبون المدرسة وقد حولناها إلى معقل تعذيب، يذهب إليه التلميذ صباحا وهو يجرجر خطاه وأثقال كتبه، ويخرج منها منهكا لينحني على واجباته المنزلية التي كلفه بها كل معلم دون أن يعلم عما كُلّف به من قبل زملائه؟، ليمضي في ذلك ما تبقى من سحابة نهاره إلى أن يغلبه النوم. الآن قررنا إدخال مبادئ الفلسفة والقانون، وقررنا إعادة الخط والإملاء إلى منهجنا ، لكن ماذا خففنا مقابل ذلك؟، لا شيء بالتأكيد، لذلك أظن أننا سنحتاج إلى إضافة المزيد من الوقت ، حتى أننا لم نفكر في التخفيف من أوزان الحقائب بجهاز لوحي على الأقل.

سأنتهي إلى أننا زدنا المناهج، وزدنا الوقت لاستيعابها، وبالتالي لن نزيد شيئا سوى المزيد من العبء والضررالنفسي.