محمد البكر

لا تربطني علاقة شخصية مع المذيع اللبناني طوني خليفه، لكنني أعرفه منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما عندما كنت مرتبطا بعقد للتعليق مع قناة LBC اللبنانية، والذي كان هو الآخر يعمل فيها. من وجهة نظري وحسب معرفتي «العابرة» به هو من المذيعين المثقفين المتزنين. ولهذا فقد استغربت أن يدخل في قضية تافهة لا قيمة لها، (حينما عمل من الحبة قبة) كما يقال، تعليقا على كلام قاله مواطن سعودي في حسابه الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي، من أن الشعب اللبناني هو شعب حرامي ونصاب ولا يفهم إلا في الطبخ. طوني خليفة طالب سفير المملكة في لبنان بالاعتذار، كما طالب السفير اللبناني بالتحرك واتخاذ موقف من المملكة.

لم يسبق لا في الدول العربية كلها ولا في العالم أن خرج مذيع على إحدى القنوات ليطالب سفير بلاده بالرد على مواطن كتب رأيه على حسابه الشخصي. ولكن ربما يكون مرد ذلك أن هذا المذيع يعمل في قناة لها أجندة سياسية وذات مواقف سلبية مع المملكة.

العلاقة بين البلدين أقوى بكثير من هذه الترهات ولن تتأثر بهذه العنتريات الفارغة من أي معنى. فاللبنانيون أنفسهم حتى من لا يحبون المملكة يعرفون مواقفها من بلدهم. ومن عمل منهم في المملكة يعلم علم اليقين بأن اللبناني يعيش بكل كرامة واحترام، وأن الغالبية العظمى من الشعب السعودي لهم علاقات طيبة مع لبنان وأهله منذ عقود طويلة. فلا معنى ولا مكان هنا للمزايدة على الدور الذي يقوم به اللبنانيون من أعمال لدينا، كما لا مكان أيضا للانتقاص من تلك الأعمال التي يقومون بها.

الهاشتاقات التي انتشرت بتغذية من أطراف تريد الإساءة للشعبين من خلال تمرير تغريدات بأسماء سعودية تنال من لبنان وشعبه، وتغريدات أخرى بمعرفات لبنانية للإساءة للمملكة وشعبها، ومن ثم إثارتها إعلاميا، يجب ألا تدخلنا في هذه اللعبة العبثية.. ولكم تحياتي