محمد البكر

قد لا يشعر معظم الميسورين أو المشهورين وهم يصورون حفلاتهم أو مناسباتهم السعيدة أو رحلاتهم السياحية مع عائلاتهم ذات التكاليف العالية ثم ينشرونها في وسائل التواصل الاجتماعي، ليتباهوا فيها أمام الناس، بأنهم «يؤلمون» غيرهم من البسطاء والفقراء، ممن لا يملكون القدرة على اصطحاب عائلاتهم حتى لأحد المطاعم أو المتنزهات. ناهيك عما يتركه ذلك من إحباط في نفوس الأطفال الذين لا يفهمون لماذا لا يسافرون أو يستمتعون مثل أقرانهم. الله يوزع الرزق كيف يشاء، ومن حق كل إنسان الاستمتاع بما رزقه الله - سبحانه وتعالى - من خير ونعمة. ولا أحد له الحق في انتقاد أو «لوم» الآخرين إن هم سافروا واستمتعوا أو أقاموا حفلاتهم في أرقى الأماكن وأغلاها، أو إن هم قدموا لأطفالهم هدايا بمئات الآلاف من الريالات. لكن من حق المجتمع عليهم ألا يكسروا بخواطر غيرهم أو إحراج كبارهم أمام أطفالهم البسطاء بنشر تفاصيل تلك المناسبات.

ممثلة «ليست سعودية» مشهورة بجمالها ودلعها وأنوثتها لا بثقافتها أو بمهنيتها، نجحت في تحقيق ثروة خيالية، اصطحبت طفلها لتقدم له هدية تصل قيمتها لمليون ريال وليس في ذلك خطأ، فهذا مالها ولا لأحد حق الاعتراض عليها. لكن المشكلة أنها وثقت كل تلك اللحظات بالصوت والصورة لتبثها على وسائل التواصل الاجتماعي دون مراعاة لظروف الأطفال الآخرين ممن لا يستطيعون ركوب حتى دراجة هوائية مستعملة.

سافروا كيف شئتم، طالما أن الله قد رزقكم من نعمه وخيراته، واستمتعوا أينما ذهبتم فهذا من حقكم. وقدموا لأطفالكم أغلى الهدايا وأنفسها فهذا مالكم. لكن لا داعي للتباهي أو إيلام الأطفال الآخرين فهم الأكثر حساسية والأقل نضجا. تجنبوا إحراج أهلهم وقدروا ظروفهم. فإن أنعم الله عليكم من خيره ورزقه، فسبحانه وتعالى يحب أن يرى أثر تلك النعم عليكم في الملبس والمظهر، لكن بعيدا عن التباهي والغلو والإسراف والتبذير. فلا تكونوا كتلك المذيعة الخاوية.. ولكم تحياتي