منيس الشيحي - حفرالباطن

السوق وجهة خليجية ومطالب بتطويره مستقبلا

مع انقضاء مربعانية الشتاء بدأت بوصلة رواد الصحاري ومحبي التقاط نبات الكمأ بالاتجاه إلى عاصمة الربيع «حفرالباطن» من أجل جني الكمأ أو ما يعرف بـ «الفقع»؛ نظرا لأن حفرالباطن تشتهر بوجود كميات كبيرة لاسيما أنها مقبلة على موسم ربيعي مميز يختلف عن الأعوام السابقة، وقد ظهرت بوادر تواجد الكمأ مبكرا لهذا العام وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتواجدت كميات ما بين المتوسطة والكبيرة في سوق الكمأ الذي استقطب المتسوقين من مختلف محافظات ومناطق المملكة، وكذلك من مواطني دول الخليج؛ نظرا لأن المحافظة تشتهر بوجود عدد كبير من منابت الفقع، وتشتهر محافظة حفرالباطن بأنواع الفقع المعروفة وهي الخلاسي والزبيدي.

ولم يستطع الفقع المستورد من دول عربية عدة كدولة المغرب الذي يأتي من دولة الكويت أن يسحب البساط من الفقع المحلي؛ نظرا لمعرفة أبناء المحافظة والمتسوقين لنوعية الفقع من خلال الشكل أو حتى الرائحة. «اليوم» تجولت في سوق الفقع بمحافظة حفرالباطن والتقت مع عدد من رواده وكذلك باعة الفقع.

» موسم مميز

بداية، يقول لافي الشمري «أحد الباعة»: اعتقد أننا سنكون مع موسم ربيعي مميز لهذا العام ولله الحمد؛ نظرا لبوادر ظهور الفقع مبكرا وبكميات مناسبة كبداية لموسم الربيع. وقال: إنه منذ ظهور الفقع حجز عدد من الباعة مواقع لهم بالسوق تهيئة لعرض الفقع أمام المتسوقين، مشيرا إلى أنهم يقومون بشراء الفقع من الجلابة الذين يقومون بجلب كميات كبيرة ثم يتم توزيعه على كراتين متنوعة ويتم تحديد أسعاره التي تختلف حسب الحجم ورغبة الزبون بنوع الفقع سواء أكان الزبيدي أو الخلاسي، موضحا أن أسعار الفقع الحالية متفاوتة، ففي الأيام العادية يكون بأسعار أقل من إجازة نهاية الأسبوع وذلك لوجود زبائن قادمين من خارج المحافظة، والأسعار الحالية تقريبا ما بين 250 إلى نحو 2000 ريال حسب النوع والكمية.

» وجهة خليجية

وأشار محسن الظفيري «متسوق» إلى أن جميع من يدخل السوق يعتبر مستفيدا سواء أكان بائعا «صاحب موقع» أو دلالا أو حتى الشباب الذين يقومون بجلب الفقع وبيعه بشكل مباشر للزبائن، وأضاف الظفيري: إن سوق الفقع المحلي لم يتأثر بتقلبات الأجواء الباردة بل إنه يشهد إقبالا متزايدا منذ فجر كل يوم وخاصة في نهاية الأسبوع ترد كميات كبيرة من الفقع وعلى فترتين صباحية ومسائية، كما شاهدنا خلال الأيام الماضية متسوقين من خارج المحافظة من المواطنين وكذلك من دول الخليج كالكويت والإمارات والذين يقومون بشراء كميات كبيرة ساهمت في زيادة حركة السوق الذي يتوقع أنه خلال الأيام القادمة سيشهد حراكا كبيرا.

أما ساكت الظفيري «أحد رواد السوق» فقال: إن سوق الفقع أصبح وجهة للجميع سواء من أهالي حفرالباطن وحتى من خارجها، بل إننا أصبحنا نرى أشقاءنا الخليجيين، كما استقطب عددا كبيرا من المتسوقين يقابله عدد كبير من المستثمرين من أبناء المحافظة، وهذا الحراك الاقتصادي يعتبر إيجابيا كونه يدر مبالغ كبيرة للباعة لكون أسعار الفقع ما بين المتوسطة والمرتفعة، وتفتح باب رزق لكثير من الشباب، لذا نتمنى أن يتم تطوير السوق بشكل كبير في المستقبل.

» مغامرة واستثمار

ويعتبر البحث عن الفقع ليس بالأمر السهل رغم استمتاع الكثيرين بالبحث عنه، فهم يذهبون منذ ساعات الصباح الأولى متجهين إلى مناطق تم الإفصاح عن وجود الكمأ بها، وقد يتطلب ذلك التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو ما ينقله الآخرون عن عثورهم على كميات منه، فيتجه البعض إلى ذلك المكان لعله يجد الكميات التي يبحث عنها وعادة ما تكون هذه الأماكن عبارة عن صحاري متاحة للجميع، أما البعض فإنه يلجأ إلى الأماكن المسيجة أو المحظورة كالحدود البرية وغيرها، وهذه عبارة عن مغامرة قد يقع الباحث في مخالفة للأنظمة والقوانين حيث يقضي البحث عن الفقع ساعات طويلة مترجلا ساعات النهار لعله يعثر على كمية مناسبة من الكمأ والبعض الآخر يضطر للمبيت في الصحراء لعدة أيام.

» وقوع في المحظور

من جانب آخر، هناك تحذيرات مشددة من قبل الجهات المعنية ولعل في مقدمتها المديرية العامة لحرس الحدود التي أشارت عبر المتحدث الرسمي لحرس الحدود العقيد البحري ركن ساهر الحربي في تصريح إعلامي سابق، إلى أنه تم تحذير المواطنين بعدم الاقتراب من الحدود في المناطق البرية التي يكثر فيها نبات الكمأة (الفقع)، وحرصت المديرية العامة لحرس الحدود على ضرورة التزام جميع المتنزهين ومرتادي المناطق البرية سواء من المواطنين أو المقيمين بالأنظمة والتعليمات التي تمنع الاقتراب من المناطق الحدودية البرية، من خلال إرسال رسائل توعوية نصية (sms)، إضافة للتوعية عبر وسائل الإعلام، وكذلك عبر الحساب الرسمي لحرس الحدود في مدونة «تويتر»، كما توجد لوحات إرشادية وسواتر ترابية في منطقة الحدود تحذر من الاقتراب منها؛ تجنبا للعقوبات.

يذكر أن عدد الأشخاص الذين تم ضبطهم في المناطق القريبة من الحدود من أجل البحث عن ثمرة الكمأة (الفقع) بلغ نحو 276 شخصا، وقبضت عليهم مديريات حرس الحدود في مختلف مناطق المملكة،، وذلك منذ بداية العام 1439هـ وحتى تاريخ 13 /‏4/‏ 1440هـ.