كلمة اليوم
في ضوء الحشود العسكرية الأمريكية في المنطقة حيث ارسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات اضافيتين إلى الخليج وتلقت فرقة المشاة الرابعة في الجيش الامريكي اوامر بالتوجه الى المنطقة, وفي ضوء تشديد واشنطن لضغوطها الواضحة على بغداد واحتواء الانقسامات الدولية حول الخيار العسكري, في ضوء هذا وذاك فان القول بان الحرب ضد العراق قد لاتندلع هو أمر مشكوك فيه, وبالتالي فلاخيار غير الحرب الا اذا تمكنت المشاورات الاقليمية المكثفة التي تجرى حاليا للبحث عن سبل مأمونة لتجنيب العراق الكارثة ان تفعل شيئا حاسما, والا اذا تمكنت بعض الدول الكبرى مثل روسيا وفرنسا والمانيا من تحريك آلياتها السياسية والدبلوماسية لمنع وقوع الحرب وعدم الاكتفاء بشعار المعارضة فحسب, فالوقت يضيق أمام بغداد, وليس هناك فيما يبدو متسع من الوقت لصرفه في الاخذ والرد دون شروع حقيقي في تطبيق ما قد يكون بديلا عن الحرب, ودراسة البديل تبدو متاحة في ظل التحرك الحالي, وفي ظل دعوة مجلس الأمن لمناقشة الازمة العراقية لاسيما بعد الخلافات العلنية بين الولايات المتحدة وفرنسا حولها, وقد تبدو الاجواء متاحة في هذا الوقت لاقتناص الفرص لبحث الازمة بطريقة جدية ربما تؤدي الى تجنيب العراق مغبة أي عمل عسكري, وهو بحث لن تستفيد منه بغداد وحدها وانما ستعود فائدته على دول المنطقة والعالم بأسرة وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تقود حملة كبرى لشن حرب ثالثة في الخليج, وليس من سبيل لانهاء الازمة إلا امتثال العراق للقرارات الاممية الملزمة لاسيما القرار الاخير بنزع اسلحة الدمار الشامل, اما اللجوء الى تغيير النظام بالقوة فهو تدخل في شؤون العراق لايتواءم مع منطوق الشرعية الدولية, فالشعب العراقي وحده هو الذي يملك حق التغيير من عدمه, ولابد ان يحدث التغيير من الداخل لا الخارج اذا كانت فيه مصلحة حقيقية للعراق.