عبدالعزيز العمري - المدينة المنورة

حملت مدفع رمضان في عهد الملك فيصل حتى منتصف التسعينيات

بُنيت قلعة قباء التاريخية منذ أكثر من 100 عام على تلة صغيرة جنوب المدينة المنورة بين عامي 1915-1918م، للدفاع عن المدينة المنورة وحراستها في حالة وجود غزو خارجي أو أية اعتداءات، لتصبح القلعة بعد ذلك واحدة من أبرز المعالم الأثرية الموجودة على أرض المدينة المنورة في حي الدويمة بقباء، حيث أعيد ترميمها مؤخراً دون أن تفقد هويتها القديمة، وتعتبر من القلاع التي انتشرت في ضواحي المدينة والمخصصة لحراستها ومراقبة ما يدور خارجها.

وتقع القلعة في موقع مميز بين رموز إسلامية مقدسة كالمسجد النبوي من الشمال ومسجد قباء من الجنوب، إضافة إلى وجود عدد كبير من مزارع النخيل بموقع البناء مما جعله مكاناً ممتازاً للتسلل والاختباء بالمدينة المنورة.

وفي حديث خاص لـ«اليوم»، قال الباحث والمهتم بتاريخ المدينة المنورة فؤاد المغامسي إن المعالم التاريخية في المدينة المنورة عديدة ومختلفة ومنها القلاع والحصون، التي لها بعد تاريخي، مشيرا إلى المدينة منذ بداية تاريخها اشتهرت بوجود الآطام والحصون والصياصي والآجام والقلاع، وجميع هذه المسميات هي دلالات على نمط معماري للسكن وأيضاً للحماية، حيث تعددت وسائل الحماية والدفاع عنها من خلال عدة وسائل ومنها بناء القلاع العسكرية.

واستشهد المغماسي بقعلة قباء، التي تعد إحدى القلاع الحصينة ذات الشكل المربع، وبنيت على تلة في حرة بني بياضة شمال مسجد قباء وتبعد عنه مسافة 1500م، مشيرا إلى أن الباحثين اختلفوا فيمن بنى هذه القلعة.

وأضاف: تبلغ مساحة قلعة قباء 218م2 وتتألف من ثلاثة أدوار مبنية من حجارة المدينة المنورة السوداء، ومطلية بالجص الأبيض، ولها باب رئيس واحد، ويحتوي جميع أدوارها الثلاثة على فتحات تشرف على جميع الجهات الأربع، تستخدم للرصد والحماية والرماية.

ولفت إلى أن المصادر التاريخية تشير إلى أن المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- قد جعلها مقر حراسة أمنية، فيما وضع الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في عهده مدفع رمضان واستمر إلى منتصف التسعينيات الميلادية.

فيما تهتم هيئة السياحة والتراث الوطني بشكل كبير على صيانة وترميم وتأهيل القلعة من الداخل والخارج لتكون وجهة ومعلما يتم استثماره سياحياً.