أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في شهر مارس عن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، بعد أن تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على آخر جيب للتنظيم في قرية «الباغوز» شرق سوريا.
ومع هزيمة التنظيم عسكريا، طرح التساؤل حول مرحلة ما بعد داعش، وإن كانت الهزيمة العسكرية ستضع حدا لنهاية هذا التنظيم الإرهابي، واحتمال خطر إرهابه حول العالم لا يزال قائما؟ «اليوم» طرحت هذه التساؤلات على عدد من الخبراء السياسيين، الذين رأوا أن الهزيمة عسكرية فقط، وأن «داعش» كفكر ربما لن ينتهي إلا بجهود وإرادة دولية، كي لا نعود إلى الماضي ويتكرر ما حصل مع «القاعدة» التي ولد من رحمها داعش.
وبالإضافة لذلك فمن المحتمل أن تولد من رحم داعش جماعات إرهابية أشرس، مع ملاحظة أن الجماعات الإرهابية ستبقى، طالما هناك أطماع لدول في دول أخرى، مع وجود ظلم واقع على الشعوب في ظل ممارسات طائفية، مع إرادة دولية لإنهاء الإرهاب.
» زرع الفوضى
وقال المحلل السياسي السعودي خالد المطرفي: طالما أن هناك عداء بين الدول ومصالح على حساب الآخر، سيكون هناك إرهاب، واختراع لمنظمات تحدث الفوضى.
وأضاف: إن المستفيدين من هذه الفوضى هم من يبحثون عن السيطرة على العالم، مثل ميليشيات إيران، التي تسعى من ورائها لبسط سيطرتها على مناطق النفوذ بالعالم، كـ«حزب الله» وميليشيات الحوثي.
وأكد المطرفي أن هناك مخابرات إقليمية ودولية تنشط بتأسيس مثل هذه الأذرع التي تخدم مصالحها، سواء على المستوى القصير أو البعيد، مضيفا: إن هناك دولا تجوع شعبها مقابل أن تسيطر على العالم، وتصدر ثوراتها للعالم، مثلما تزعم إيران بأنها تسعى لتصدير الثورة إلى كل دول العالم، مضيفا: اكتشفنا مؤخرا وجود عناصر من داعش تتبع للحرس الثوري الإيراني.
» مسببات الإرهاب
من جانبه شدد رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا على أن داعش لم ينته، ولم يزل خطره، رغم أنه تلاشى كتنظيم على الأرض، ولكنه بالأصل فكر، موضحا أن داعش ليس وحده من يمثل الإرهاب في المنطقة، فهناك الميليشيات الطائفية التي أرسلتها إيران إلى سوريا والعراق، وكذلك وجود «حزب الله» في لبنان.
وأبان صبرا أن ما يغذي الجماعات الإرهابية هو انتهاك حقوق الشعوب والتطرف الذي تثيره السياسات الإيرانية بتشكيلها للمنظمات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وبقية الدول العربية، مبينا أن إيران تعتبر المنشأ الحقيقي وأكبر حاضنة للإرهاب، إذ إنها تعمل على تصدير الثورة وهذا معادل لتصدير الإرهاب.
» تنظيم جديد
وفي السياق توقع الكاتب والباحث السياسي الكويتي د. عايد المناع، خروج تنظيم أكثر شراسة من داعش في الأيام المقبلة، موضحا أن داعش فكرة ومبدأ، وهو لم يولد من فراغ، ولا نستغرب أن نراه مرة أخرى بمسمى جديد، مثلما كان داعش جزءا من «القاعدة» الذي اختفى الآن، ولكنه سيعود إلى حاضنته الاجتماعية.
وأشار المناع إلى أن داعش كان هدفه الرئيسي السعودية؛ لكنه ورط نفسه بالدخول إلى العراق ومن ثم في سوريا وإقامة دولته الإرهابية، منوها بأنه لولا القصف الجوي المكثف، لما انتهى داعش، بل لتمدد أكثر واحتل سوريا والعراق ولربما وصل إلى الخليج.
» مساعدة ضعيفة
وشدد الباحث السياسي الكويتي على أن الغرب لم يساعد العالم على اختفاء هذه الجماعات الإرهابية، إذ دأب على دعم إسرائيل، وهذا ما يحفز الحركات المتطرفة بأن تدعي الجهاد والقتال، لذلك فالمطلوب إلى جانب ما تقوم به الدول العربية وبالذات السعودية من محاصرة للفكر المتطرف، أن تمارس أمريكا والغرب العدالة في تعاملها مع قضايا العرب والمسلمين، وأن لا تعطي بعض القوى مثل إسرائيل ميزة لا تستحقها في هذه المنطقة.
واستطرد المناع: تركيا تستفيد من الجماعات المتطرفة لإزعاج النظام في سوريا، وللتحرك ضد أي دولة تجد أنها تختلف معها، وقال: «أخشى أن تكون تركيا هي إيران القادمة للمنطقة».
» حكومات طائفية
وعلى ذات الصعيد أوضح المستشار الإستراتيجي الأسبق بوزارة الدفاع العراقية، معن الجبوري أن الحكومات الطائفية التي همشت العديد من شرائح المجتمع، تسببت بذلك في تمكين داعش على الأرض، وطالما بقيت هذه الحكومات، فسيبقى داعش، حيث إن هذا التنظيم يجد في هذه البيئات حاضنة خصبة للبقاء. ولفت الجبوري إلى أن خلافة الدولة التي أعلنت من الموصل إلى نينوى انتهت، لكنها لم تنته كفكر وممارسات، فداعش تحول إلى خلايا نائمة وذئاب منفردة، ومجاميع مسلحة متحركة تضرب كيفما تشاء ووقتما تشاء، ضاربا أمثلة من العراق، حيث لا يمر يوم إلا وهناك عمليات إجرامية وممارسات لداعش في العديد من المناطق والبلاد. وذكر الجبوري أنه وعلى هذا الأساس ففكر هذا التنظيم ما زال موجودا، وداعش ما زال يعمل بالطريقة التي بدأ بها، وبالتالي فإن التعاطي معه لم يتم بالشكل الصحيح، فالظروف التي ساعدت على وجود وولادة داعش، وتمكينه على الأرض لا تزال موجودة، خصوصا في الشرق الأوسط وتحديدا في العراق، وعلى هذا الأساس برزت مخاوف كثيرة، وهناك مقومات تعيد تنظيم داعش وتمكنه ليمارس أعماله في العراق حيث وقوع الكثير من الخسائر من جديد.
ومع هزيمة التنظيم عسكريا، طرح التساؤل حول مرحلة ما بعد داعش، وإن كانت الهزيمة العسكرية ستضع حدا لنهاية هذا التنظيم الإرهابي، واحتمال خطر إرهابه حول العالم لا يزال قائما؟ «اليوم» طرحت هذه التساؤلات على عدد من الخبراء السياسيين، الذين رأوا أن الهزيمة عسكرية فقط، وأن «داعش» كفكر ربما لن ينتهي إلا بجهود وإرادة دولية، كي لا نعود إلى الماضي ويتكرر ما حصل مع «القاعدة» التي ولد من رحمها داعش.
وبالإضافة لذلك فمن المحتمل أن تولد من رحم داعش جماعات إرهابية أشرس، مع ملاحظة أن الجماعات الإرهابية ستبقى، طالما هناك أطماع لدول في دول أخرى، مع وجود ظلم واقع على الشعوب في ظل ممارسات طائفية، مع إرادة دولية لإنهاء الإرهاب.
» زرع الفوضى
وقال المحلل السياسي السعودي خالد المطرفي: طالما أن هناك عداء بين الدول ومصالح على حساب الآخر، سيكون هناك إرهاب، واختراع لمنظمات تحدث الفوضى.
وأضاف: إن المستفيدين من هذه الفوضى هم من يبحثون عن السيطرة على العالم، مثل ميليشيات إيران، التي تسعى من ورائها لبسط سيطرتها على مناطق النفوذ بالعالم، كـ«حزب الله» وميليشيات الحوثي.
وأكد المطرفي أن هناك مخابرات إقليمية ودولية تنشط بتأسيس مثل هذه الأذرع التي تخدم مصالحها، سواء على المستوى القصير أو البعيد، مضيفا: إن هناك دولا تجوع شعبها مقابل أن تسيطر على العالم، وتصدر ثوراتها للعالم، مثلما تزعم إيران بأنها تسعى لتصدير الثورة إلى كل دول العالم، مضيفا: اكتشفنا مؤخرا وجود عناصر من داعش تتبع للحرس الثوري الإيراني.
» مسببات الإرهاب
من جانبه شدد رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا على أن داعش لم ينته، ولم يزل خطره، رغم أنه تلاشى كتنظيم على الأرض، ولكنه بالأصل فكر، موضحا أن داعش ليس وحده من يمثل الإرهاب في المنطقة، فهناك الميليشيات الطائفية التي أرسلتها إيران إلى سوريا والعراق، وكذلك وجود «حزب الله» في لبنان.
وأبان صبرا أن ما يغذي الجماعات الإرهابية هو انتهاك حقوق الشعوب والتطرف الذي تثيره السياسات الإيرانية بتشكيلها للمنظمات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وبقية الدول العربية، مبينا أن إيران تعتبر المنشأ الحقيقي وأكبر حاضنة للإرهاب، إذ إنها تعمل على تصدير الثورة وهذا معادل لتصدير الإرهاب.
» تنظيم جديد
وفي السياق توقع الكاتب والباحث السياسي الكويتي د. عايد المناع، خروج تنظيم أكثر شراسة من داعش في الأيام المقبلة، موضحا أن داعش فكرة ومبدأ، وهو لم يولد من فراغ، ولا نستغرب أن نراه مرة أخرى بمسمى جديد، مثلما كان داعش جزءا من «القاعدة» الذي اختفى الآن، ولكنه سيعود إلى حاضنته الاجتماعية.
وأشار المناع إلى أن داعش كان هدفه الرئيسي السعودية؛ لكنه ورط نفسه بالدخول إلى العراق ومن ثم في سوريا وإقامة دولته الإرهابية، منوها بأنه لولا القصف الجوي المكثف، لما انتهى داعش، بل لتمدد أكثر واحتل سوريا والعراق ولربما وصل إلى الخليج.
» مساعدة ضعيفة
وشدد الباحث السياسي الكويتي على أن الغرب لم يساعد العالم على اختفاء هذه الجماعات الإرهابية، إذ دأب على دعم إسرائيل، وهذا ما يحفز الحركات المتطرفة بأن تدعي الجهاد والقتال، لذلك فالمطلوب إلى جانب ما تقوم به الدول العربية وبالذات السعودية من محاصرة للفكر المتطرف، أن تمارس أمريكا والغرب العدالة في تعاملها مع قضايا العرب والمسلمين، وأن لا تعطي بعض القوى مثل إسرائيل ميزة لا تستحقها في هذه المنطقة.
واستطرد المناع: تركيا تستفيد من الجماعات المتطرفة لإزعاج النظام في سوريا، وللتحرك ضد أي دولة تجد أنها تختلف معها، وقال: «أخشى أن تكون تركيا هي إيران القادمة للمنطقة».
» حكومات طائفية
وعلى ذات الصعيد أوضح المستشار الإستراتيجي الأسبق بوزارة الدفاع العراقية، معن الجبوري أن الحكومات الطائفية التي همشت العديد من شرائح المجتمع، تسببت بذلك في تمكين داعش على الأرض، وطالما بقيت هذه الحكومات، فسيبقى داعش، حيث إن هذا التنظيم يجد في هذه البيئات حاضنة خصبة للبقاء. ولفت الجبوري إلى أن خلافة الدولة التي أعلنت من الموصل إلى نينوى انتهت، لكنها لم تنته كفكر وممارسات، فداعش تحول إلى خلايا نائمة وذئاب منفردة، ومجاميع مسلحة متحركة تضرب كيفما تشاء ووقتما تشاء، ضاربا أمثلة من العراق، حيث لا يمر يوم إلا وهناك عمليات إجرامية وممارسات لداعش في العديد من المناطق والبلاد. وذكر الجبوري أنه وعلى هذا الأساس ففكر هذا التنظيم ما زال موجودا، وداعش ما زال يعمل بالطريقة التي بدأ بها، وبالتالي فإن التعاطي معه لم يتم بالشكل الصحيح، فالظروف التي ساعدت على وجود وولادة داعش، وتمكينه على الأرض لا تزال موجودة، خصوصا في الشرق الأوسط وتحديدا في العراق، وعلى هذا الأساس برزت مخاوف كثيرة، وهناك مقومات تعيد تنظيم داعش وتمكنه ليمارس أعماله في العراق حيث وقوع الكثير من الخسائر من جديد.