حسين السنونة - الدمام

عم التفاؤل والحماس وسط المثقفين والأدباء بعد أن أطلقت وزارة الثقافة مبادراتها في حفل تدشين إستراتيجيتها التي أقيمت مؤخرا بالرياض، حيث ينتظر الجميع مستقبلا جميلا يقفز بالساحة الثقافية السعودية في مختلف المجالات الإبداعية والإنسانية. وتفاعل الأدباء والمهتمون بمبادرة «المهرجانات الثقافية» والتي يرون أنها تعتبر رافدا مهما من روافد المعرفة في المجتمع، لا سيما حينما تظهر بنحو منظم وبمادة متجددة مع عصر الحضارة الإنسانية وبجودة عالية متفهمة لمتطلبات المجتمع.

» الرؤية الجديدة

في البداية، أكد الكاتب والقاص د. أحمد الهلالي أن المهرجانات الثقافية موجودة قبل أمر استحداث وزارة الثقافة، مشيرا إلى أن المهم في هذه المبادرة هو الرؤية الجديدة للوزارة حيال المهرجانات.

وقال: نحن بحاجة إلى مهرجانات مدروسة الغاية والأثر، تقوم على (التخطيط والتنفيذ والقياس والتطوير) فمعظم النسخ المتوالية من المهرجانات إما أنها مكررة أو أنها تتذبذب بين السطحية وبعض العمق، وذلك حسب اللجان التي تسند إليها هذه المهرجانات، ناهيك عن جوانب التنظيم المختلفة والمحسوبيات وغيرها من الآفات.

وأضاف: من الضروري أن تكون المهرجانات ذات مادة ثقافية حقيقية، وليس مجرد مهرجانات ترفيهية خاوية، فالترفيه جزء من الثقافة لكن طغيانه يفسد الأجزاء الأخرى ويقلل من أثرها، وهذه المعادلة يجب أن تتنبه إليها وزارة الثقافة وتعمل على توازنها بغية الوصول إلى الأثر المنشود.

» تطلعات جديدة

ويتطلع الشاعر مسفر العدواني لإقامة المزيد من المهرجانات في جوانب الحياة المختلفة، لتلامس شرائح المجتمع المتنوعة وتحقق رؤية المملكة، كمهرجانات خاصة بالشباب تشمل الغناء والموسيقى والسينما والأفلام القصيرة والوثائقية ومهرجانات خاصة بالنساء. وأشار إلى أن المهرجانات ليست بجديدة على المجتمع السعودي، حيث عرفها من خلال العديد منها كمهرجان الجنادرية ومعارض الكتاب وسوق عكاظ، وغيرها من المهرجانات التي أقامتها الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة، إضافة للمهرجانات الموسمية المختلفة.

» رافد معرفي

وأضاف القاص والروائي عبدالله النصر: المهرجانات الثقافية تعتبر رافدا هاما من روافد المعرفة في المجتمع، لا سيما حينما تظهر بنحو منظم وذات مادة عالية الجودة ومتفهمة لمتطلبات المجتمع ومتقدمة ومتجددة في معطياتها مع عصر الحضارة الإنسانية، تحترم عقلية المتلقي وتسعى حقيقة إلى إخراجه من ضنك الجهل إلى عالم المعرفة، بل تسعى جاهدة في استعراض وعرض ما يقتنيه وينتجه ويبدعه المثقف والمفكر والكاتب الوطني تحديدا بشتى أجناسه الثقافية، سواء منها الأدبية، أو الفنية، وعدم الاحتكار على فئة معينة أو الانزياح إلى جنس دون جنس أو التورط في الشللية والمجاملات والمداراة، هذا فيما لو ركزنا على هذا الجانب عدا الجوانب الاقتصادية التي تدعم البلد ومواطنيه وتعزز الجاذبية العظمى للسياحة والسياح وتكون رافدا هاما في دعم التراث الثقافي المحلي وتعريفه على ما يستجد في ساحته الثرية التي تغيبها الظروف والأحوال والأنظمة التعسفية.

» دعم الفنانين

من جانبه، قال التشكيلي أحمد عبدرب النبي: لا شك أن المهرجانات ستساهم في تعزيز الحركة الثقافية في وطننا الحبيب، بما تشمله من مجالات رحبة كالتمثيل والفنون التشكيلية والخط العربي، والنحت، والأفلام السينمائية وغير ذلك من الأنشطة. وأضاف: وبكل تأكيد ستقوم اللجان المختصة من قبل الوزارة بدعم الفنانين في كافة مجالاتهم، وذلك بعد أن كنا نشكو لفترات طويلة من محسوبيات بعض المهرجانات التي قد لا تمتلك إحاطة وافية بجميع أسماء الفنانين بالمملكة ما تجعلهم يكررون نفس الأسماء عاما بعد عام.