صحيفة اليوم

مشوار وتجربة

المدينة المنورة عند عبدالكريم عبدالعزيز الخريجي هي النقاء والطهر والقيمة والرمز وذكريات الطفولة واحلام الصبا والارض الطيبة التي يسافر حبها في دمه ويسكن عقله ووجدانه.تعلم عبدالكريم الخريجي خارج الوطن وجاب اركان العالم, وعاش في بلاد كثيرة الا انه ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يودع فيه عناء التجارة ومتاعب العمل وعذابات الرحلة ويعود الى البلد الطيب الذي ولد فيه وبدأ منه رحلة النجاح والتحدي في المدينة المنورة ولد عبدالكريم الخريجي. وعلى ارضها الطاهرة نشأ وترعرع, تلقى قدرا يسيرا من تعليمه الابتدائي ثم ابتعثه ابوه الى السودان ليواصل دراسته ويكمل تعليمه.في السودان التي اختارها ابوه لوحدة العادات والتقاليد واللغة والمناهج وطبيعة الجو, اكمل تعليمه الابتدائي, وحين بلغ السادسة عشرة من عمره سافر الى بريطانيا وعاش بها خمس سنوات كاملة يدرس الاقتصاد وادارة الاعمال, ثم عاد الى المملكة ليرفض الوظيفة التي لايجد في نفسه ميلا اليها ويعمل بالتجارة التي وجد نفسه مفطورا على حبها.كان من الطبيعي ان يعمل عبدالكريم الخريجي في التجارة فابوه سبق ان اختار نفس الطريق, حين ترك حقول القصيم ومزارعها ليعيش بعد وفاة والده في كنف اخت له في المدينة المنورة, ويقيم تجارته بها كما ان مؤسسة الخريجي راسخة وعريقة ولها فروع كثيرة.بلا تردد اختار عبدالكريم الخريجي المنطقة الشرقية ميدانا لعمله ونشاطه وبداية لحياته في دنيا المال وعالم التجارة, فقد رأى ببعد نظره انها مقبلة على عصر كبير من الازدهار.حين دخل عبدالكريم الخريجي الى السوق لم يكن يعمل من خبراته شيئا ولكنه استفاد من خبرات ابيه وتعلم من تجاربه وفي ظل الرواج الكبير الذي شهدته المنطقة الشرقية كان لابد ان يؤكد لنفسه قبل الآخرين انه يستطيع ان يتحمل تبعات اختياره مجال التجارة ورفضه العمل الوظيفي فأخذت المؤسسة تتجه الى آفاق جديدة من التطور وتوسعت في التجارة العامة وتجارة المواد الغذائية, ثم اعقب ذلك انشاء شركات مقاولات وتنفيذ اعمال ضخمة في مجال المقاولات الكهربائية وبناء مركز طبي وتمثيل كبرى شركات التأمين في الخليج العربي وتوكيلات لشركات الالكترونيات الكبرى ودخول عالم الصناعة عن طريق المساهمة في المشاريع الكبرى مثل مشاريع سابك والاسمنت, فضلا عن مساهمات في بعض البنوك الوطنية.في هذه المرحلة الرائعة بدأت سنوات الطفرة, وازداد النمو, وتوافرت المشاريع, وكان لابد على رجل الاعمال ان يكون على مستوى المرحلة ويلبي احتياجات الدولة وينفذ خططها ويضع طموحاتها في البناء والتحديث موضع التطبيق. وبهذا الفهم توسعت اعمال المؤسسة وانشأت اكبر فندق في مدينة الرياض في ذلك الوقت وهو فندق (الخريجي) وظل معلما من معالمها الى ان بدأت الشركات العملاقة بناء الفنادق الكبرى بالعاصمة وشغل عبدالكريم الخريجي منصب الرئيس الثاني لمجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية دورتين وعضو المجلس مرة واحدة ثم افسح المجال للاجيال الجديدة.ويرى ان الغرفة التجارية تؤدي دورها على الوجه الاكمل نحو التجار والصناع ورجال الاعمال ويتطلع الى زيادة الاهتمام بالبعد الثقافي بدعوة رجال الاعمال واساتذة الجامعات واهل الخبرة وكبار الموظفين في وزارات التجارة والصناعة والكهرباء والمالية والعمل لالقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات وادارة حوار متصل بين القطاعين الحكومي والخاص وان تتبنى مناقشة قضايا اقتصادية كثيرة مثل الاندماج والتسويق وقطاع المقاولات والتستر.وعن مرحلة الطفرة يقول كان الجميع في سباق مع الزمن واستفادوا من الدعم الحكومي الكبير, وحققوا الكثير من النجاحات, وتعلموا كيف يكون رجل الاعمال مرنا متواكبا مع طبيعة اللحظة سلبا او ايجابا, وحققوا نموا ضخما في زمن قياسي ثم عادت الامور الى حركتها الطبيعية فخرج من الميدان الذين تسللوا الى السوق في الزحام ولم يملكوا مقومات التجارة او اصولها.ويرى ان قطاع المقاولات في حاجة الى ان تتجمع شركاته الصغيرة في شركات كبيرة لتلبي احتياجات السوق, وتقدر على تنفيذ المشروعات الكبيرة, وتنافس الشركات الاجنبية.ويرى ان بعض الشركات التي لا تحقق ارباحا يجب ان تعيد النظر في تكاليف الانتاج والنفقات الادارية واساليب التسويق حتى تزيد القدرات التنافسية لمنتجاتها.ويرى ان القطاع الخاص مطالب باداء دور اكبر في دعم مسيرة الاقتصاد الوطني بعد ان توافرت له كل المناخات المواتية للابداع والتطوير.