حوار – فيصل الفريان

يهود ومسيحيون على موائد الإفطار في أمريكا

هناك اختلاف في شعور قضاء شهر رمضان المبارك بأنحاء العالم كافة وذلك يعتمد على تركيبة المجتمع الذي انت فيه وثقافاتهم الدينية والاجتماعية والولايات المتحدة الامريكية فيها من الانواع الدينية والمذاهب الفكرية الا ان قضاء وصيام شهر رمضان فيها له طعمه الخاص وذلك حسب قول ضيفنا الدكتور محمد عرفات وهو رئيس مؤسسة تبادل وتعاون الحضارات بأمريكا والذي قدم للمملكة بدعوة من السفارة الامريكية بالرياض وذلك من خلال التعاون والتبادل الثقافي في البلدين.وضيفنا ولد ونشأ في العاصمة السورية الا انه ذهب لأمريكا لإكمال دراسته ويعمل الآن في منصب رئيس مجلس الشؤون الاسلامية لولاية ميريلاند ويدرس مادة الدرسات الاسلامية في عدة جامعات بأمريكا والآن هو يدرس في كلية نوتردام في بالتيمور منذ عام 2005م. في البداية حدثنا عن زيارتكم الى المملكة حاليا وما تهدف اليه؟ـ هذه الزيارة الثانية لي للمملكة والزيارة الاولى كانت في رمضان الماضي وهي دعوة من الملحق الثقافي في السفارة الامريكية والزيارتان باعتقادي مهمتان كثيرا لأن هناك الكثير من التغيرات اليوم في أمريكا او بالعالم العربي ومن المهم ان يكون هناك مجال تواصل بين الطرفين وخاصة ان الاحداث بعد 11 سبتمبر مهمة كثيرا مع التغيرات الجذرية والهدف الاول والاخير للزيارة هو فتح مجالات للحوار بين المجتمعين السعودي والامريكي ومن هذا المنطلق انا انظر الى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الدعوة للحوار انها جدا مهمة ولها تأثيرات ايجابية في المستقبل القريب على المسلمين في الغرب ولأنني امتلك مؤسسة حوار الحضارات في امريكا واعمل على برامج على المستوى الاكاديمي والشعبي وبرأيي ان الحوار الذي تم في مدريد يجب ان يتبع في خطوات سواء المجتمع الغربي او العربي وشعرت حاليا وانا ازور المملكة بالتغير بأسلوب التواصل مع المجتمع الاوروبي والامريكي وان هناك تأكيدا على مبدأ الحوار.واتوقع ان المملكة نجحت بأن تبادر بالحوار وان ترمى بثقلها فيه وتجعل الكرة الآن في الملعب الغربي لننتظر ردود افعالهم وهذه هي البداية ونحن مسؤولون بأن توجد برامج تتبع هذا المؤتمر اما لتسهيل الحوار بين المجتمع الاسلامي والمجتمع الغربي او لقاءات اكاديمية لزيادة التعرف والتثقيف بالإسلام ويجب التصدي الى الحملات المغرضة التي يشنها بعض الجهات بامريكا على الاسلام بعمل واقعي على الارض. برأيك ما الخطوات المثالية لكي ينجح المجتمعان السعودي والامريكي في تخطي أي حساسية كانت في الماضي؟ـ اهم الصعوبات التي يواجهها البلدان ايجاد العدد الكافي من المهيئين علميا وأكاديميا وثقافيا ودينيا للتواصل مع الشعبين وبعقلية المعقول وهذا يجب ان يحصل الآن لأن الدعم السياسي للحوار قد توافر لكن نحن بحاجة الى دعاة لهم مدارك عقلية واسعة وانا ادعو هناك بإنشاء معاهد خاصة لتخريج أئمة معنيين بالحوار وهذه مهمة المجتمع في السعودية او الجاليات المسلمة في امريكا والمستقبل هو للحوار فقط وهذا ماسيساعد البلدين والشعبين لتجاوز أي خلل في الماضي. ما تصورك لاستكمال مؤتمر حوار الاديان الذي انعقد في مدريد؟ـ انا بتصوري يجب ان ينعقد مؤتمر للحوار كل عام وذلك في اماكن متعددة من العالم لتفعيل حوار الاديان واعطائه دفعة كبيرة للأمام. كيف تحدثنا عن قضاء شهر رمضان المبارك في الولايات المتحدة الامريكية وموائد الافطار للصائمين؟ـ رمضان اليوم سنة عن سنة يكون شهر تواصل مع المسلمين وغير المسلمين وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا فمن ناحية الجو الرمضاني الجميل والممتع الذي تلقاه بين المسلمين بأمريكا وخاصة اجواء المساجد من خلال الصلوات وخاصة صلاة التراويح والتهجد تجدها دائما قائمة ولله الحمد في المساجد والمراكز الاسلامية لكن هناك تواصلا كبيرا يكون من خلال موائد الافطار ويدعى عليها المسيحيون واليهود وهي في زيادة يومية كبيرة وهناك من يأتون بأصدقائهم لهذه الموائد ويبدأ من هنا التعريف بسماحة ووسطية الدين الاسلامي الحنيف والتحام المسلمين على هذه الموائد ومن غير المسلمين من يصوم ليجرب ماهو الصيام ويفطر معنا ومنهم من يدخل الاسلام بعد ذلك. من خلال شهر رمضان الكريم كيف ترى تبادل الثقافات مع المجتمع الامريكي؟ـ طبعا بقدوم رمضان هناك ابواب تفتح مع الاعلام الامريكي ورأينا خلال السنوات الاخيرة ان هناك صحفا ووسائل اعلام امريكية تسلط الضوء على رمضان وخصوصيته وكيفية تعامل المسلمين فيه وقد كتب الكثير عن الطلبة المسلمين وكيفية صومهم والموظفين كذلك فهذه هي تبادل الثقافات والحديث عن الصيام ومعاني الصيام الكبيرة فيه. كيف ترى قضاء شهر رمضان المبارك بداخل المملكة وخارجها؟ـ بطبيعة الحال السعودية بلد اسلامي ويلتزم بالنواحي الشرعية في طيلة شهر رمضان المبارك وما يهمني في الزيارات للمملكة حاليا هو معاني الحوار وقضاء الشهر الكريم في المملكة وبين الاهل والاقارب او في المشاعر المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة له شعور مختلف تماما.