صحيفة تشرين. سوريا

البطالة المقنّعة في بلاد العرب

لعل البطالة من المشكلات التي تعانيها مختلف دول العالم بشكل عام والدول النامية بشكل خاص حيث ترتفع معدلات البطالة بأنواعها. ومن اهم انواع البطالة،البطالة المقنعة التي تعني وجود عدد فائض من العمال والموظفين في نشاط اقتصادي معين بحيث انه اذا استغنينا عن هذا الفائض لايؤثر ذلك في الناتج الكلي... وقد بينت الدراسات الاحصائية ان عدد الاشخاص الذين يعانون البطالة المقنعة يزيد على 840 مليون شخص . أما في سورية فتقدر نسبة هذا النوع من البطالة بحوالي30% من اجمالي العاملين في الدولة. واكثر مانجد البطالة المقنعة في القطاع الزراعي للبلدان النامية والقطاع الخدمي الحكومي وحتى الخاص وذلك نتيجة لأسباب عديدة منها عدم تطبيق المبادىء العلمية في التخطيط الاقتصادي مما يؤدي الى سوء تقدير حجم العمالة اللازمة و كذلك نجد في البلدان النامية ذات التوجهات الاشتراكية ان الحكومة ملتزمة بتعيين خريجي بعض الجامعات والمعاهد وذلك بغض النظر عن الحاجة اليهم بحجة تأمين الموارد المالية اللازمة لحياة كريمة لهم، وهي بذلك وبالرغم من انها تعالج مشكلات عديدة اقتصادية منها واجتماعية إلا انها تؤدي الى مشكلات كثيرة مثل عرقلة العمل الوظيفي وتشتت المسؤولية وانتشار الخمول والكسل والاتكال على الآخرين وزيادة الاعباء المالية على الدولة وانخفاض الروح المعنوية لدى العمال مما ينجم عنه قتل روح الابداع والمبادرة والاختراع والتطوير لديهم، يضاف الى ذلك عدم القدرة على تطبيق المبادىء الحديثة في الادارة والانتاج مما ينجم عنه الخسائر في اقتصاديات الدولة التي تعاني هذه الظاهرة...