د. فيصل العزام

الدين الإسلامي جعل ثقافة الاحترام جزءا أساسيا من العبادات، لذلك قرن الله عبادته بالاحترام، وأحد القيم الإنسانية الحميدة يتميز بها الإنسان دون غيره من المخلوقات، ولقد حث الإسلام هذا الدين الحنيف الصالح لكل زمان ومكان على بر الوالدين، حيث قال رب العزة والجلال: «ووصينا الإنسان بوالديه حسنا»، وقد أكد الله تعالى وربط عبادته وتعظيمه بالوالدين، وجعل للوالدين منزلة عظيمة تجعل برهما فرضا عظيما وجعل الله برهما سببا من أسباب دخول الجنة وانتشارا للألفة والمحبة، وإن احترام الوالدين وطاعتهما بمثابة شكر لهما بوجودك في هذه الدنيا، وحذر الله تحذيرا شديدا من عقوق الوالدين فإن طاعة الوالدين من طاعة الله تعالى.

ولبناء الشخصية للإنسان ومنذ الطفولة وهو جنين في بطن أمه أن الطفل بحاجة إلى يكون أن محبوبا ومحل احترام وتقدير، ويعد ذلك من الأسباب الرئيسية للنمو الصحيح ومهم لبناء الشخصية.

ولمعرفة مستوى التحضر والتخلف لدى المجتمعات يجب قياس مستوى ثقافة الاحترام لدى المجتمع، ومنها احترام الوقت واحترام المكان واحترام الإنسان أيا كان جنسه أو جنسيته، وهذه إحدى أهم الصفات والقيم التى ميز الله بها الإنسان كمخلوق دون غيره من المخلوقات، أيضا تندرج ثقافة الاحترام كحق من حقوق الإنسان فهو حق مستحق لأي إنسان ولكل شخص لكونه إنسانا بغض النظر عن وجاهته الاجتماعية أو منصبه أو وظيفته أو ماله أو نسبه أو لونه أو معتقده، وهذه الحقوق تتكفل بها القوانين والأنظمة في معظم دول العالم. فإن ثقافة الاحترام هي أساس الأخلاق واحترام الوقت والمكان والإنسان فالمجتمعات التى لا تحترم الوقت ولا تحترم المكان بكل مكوناته ولا الإنسان لإنسانيته تعد من الشعوب غير المتحضرة.

ودائما الرأي لا يستحق الاحترام ما لم يقم على منطق سليم، هناك من الآراء التي لا تحترم

لأنها آراء خارجة عن المنطق السليم والفكر، ومن القرآن مثال لذلك الرأي عندما قال الله تعالى لإبليس «ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين» جاء الرد الإلهي قاطعا دون جدل أو نقاش لكشف مغالطة إبليس للدخول في جدل معه فقال الله تعالى «فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين».

لذلك لو كان كل رأي يستحق أن يسمع أو أن يحترم فيجب أن يكون في مستوى حكمة العاقل مع الجاهل.

يجب على كل شخص النظر إلى نفسه والتزامه بهذه المعايير لكى يحترمك الآخرون.

احترم لتحترم.