منذ استتباب أمرها وظهورها على شكلها المطبوع المعتاد أوائل القرن الثامن عشر، أدت الصحافة أدوارا مؤثرة في الأخذ بيد المجتمعات وتنويرها ووضعها عند آخر مستجدات الحياة من حولها، ففي وقت كان الخبر فيه يحتاج لأيام وأيام حتى يصل، كانت الصحافة بكل أريحية وإبهار تستجمع أمرها وترصد وتحلل وتنفرد وتقدم للناس كل هذا في شكل مطبوع آسر وتقسيمات يومية اعتاد الناس عليها وتتبعوا أثرها، وبناء عليها وتقديرا لدورها ازدهرت الصحف واشتهر الصحفيون واحتلوا واجهات المجتمع مدافعين عنه وعن تقاليده ومعبرين عن الأوطان في أفضل ما يكون.
الحياة تمضي إلى الأمام، لا شيء يبقى على حاله، ومع الثورة التكنولوجية الحديثة خفت ضوء الصحافة بجوار أدوات النشر الحديثة، فالإعلام المرئي والمسموع فضلا عن الإنترنت بكل ما يحمله من تنوع وطاقات جذب الناس أكثر وتحلقوا حوله يبحثون عن معلومة تنقصهم أو متعة يبحثون عنها، لم تمت الصحافة ولن تموت لكن شاركتها على طاولة أكثر اتساعا اسمها الإعلام أدوات نشر أخرى وأشكال مستجدة من الوسائل عرفت طريقها للناس بشكل أسرع وأكثر اختصارا ومباشرة.
حين نأتي لتحليل الأمر بشكل أكثر قربا، فإننا بشكل بديهي ننظر إلى المشكلة التي تواجهها الصحافة في المملكة والدول العربية عموما، والتي أدت إلى انصراف الناس عنها فنجد أن أحد أهم مسبباتها هو عدم ارتفاعها إلى مستوى العصر وما يحمله من مستجدات، فبنظرة خاطفة على الصحافة العالمية نجد أن جميعها أخذ على عاتقه التحديث والتطوير والتناغم مع العصر، بل واستغلال أدواته الحديثة في الاقتراب من الناس، وهذا ما أهل صحفا عالمية كثيرة للتربع على عرش التأثير العالمي ومضاعفة قيمتها السوقية والوجودية.
لكننا هنا ما زلنا نتناقش حول جدوى الصحافة بل ويحدثنا البعض من أرباب المهنة بل وبعض رموزها عن ضرورة إغلاق تخصص الإعلام كون الصحافة أصبحت دون جدوى وغير جاذبة، وهو قول يحمل من التناقض الكثير، فالإعلام ليس كله صحافة بل الصحافة جزء من مكوناته المتعددة، وهذا يدحض القول السابق هذا أولا.
أما ثانيا فمن الضيم والظلم تحميل التخصص الإعلامي في الجامعات مسؤولية إخفاق المؤسسات الصحفية في البلاد، ذلك التخصص الذي ساهم وما زال في رفعة الوطن والذود عنه في كل المحافل، فتأخر الصحافة لم ينشأ إلا بسبب النخبوية والبرج العاجي الذي يعيش فيه عرابوها المفترضون، إذ بالنظر إليها وإلى القائمين على أمرها نجد أنهم لم يستفيدوا من التجارب العالمية في هذا الإطار، وظلوا وظلت الصحافة معهم منحصرة في أوراق وأساليب قديمة يبكون طللها، دائرين في فلك كيف كنا وكيف أصبحنا!
لقد بات مفهوم الاتصال مع الناس وتزويدهم بالأخبار ونشر الآراء فضلا عن التفاعل الثقافي أمرا أكثر اتساعا من مجرد الصحافة، لا نقلل من الصحافة والصحفيين ونحن الآن جزء منهم، بل على العكس الصحافة يجب أن تقود قطار الإعلام، لكن حين تتخلص من تعلقها بالماضي وتعي خطورة المرحلة ومدى احتياج الوطن لها ولصوتها الحداثي الذي ينير ولا يطفئ، وحين يعتقد أربابها ومن يقومون عليها فيها حق الاعتقاد دون تقليل أو مطالبات جوفاء للشطب عليها أو على ما يجاورها التخصص من مفردات الإعلام الأخرى
حين نأتي لتحليل الأمر بشكل أكثر قربا، فإننا بشكل بديهي ننظر إلى المشكلة التي تواجهها الصحافة في المملكة والدول العربية عموما، والتي أدت إلى انصراف الناس عنها فنجد أن أحد أهم مسبباتها هو عدم ارتفاعها إلى مستوى العصر وما يحمله من مستجدات، فبنظرة خاطفة على الصحافة العالمية نجد أن جميعها أخذ على عاتقه التحديث والتطوير والتناغم مع العصر، بل واستغلال أدواته الحديثة في الاقتراب من الناس، وهذا ما أهل صحفا عالمية كثيرة للتربع على عرش التأثير العالمي ومضاعفة قيمتها السوقية والوجودية.
لكننا هنا ما زلنا نتناقش حول جدوى الصحافة بل ويحدثنا البعض من أرباب المهنة بل وبعض رموزها عن ضرورة إغلاق تخصص الإعلام كون الصحافة أصبحت دون جدوى وغير جاذبة، وهو قول يحمل من التناقض الكثير، فالإعلام ليس كله صحافة بل الصحافة جزء من مكوناته المتعددة، وهذا يدحض القول السابق هذا أولا.
أما ثانيا فمن الضيم والظلم تحميل التخصص الإعلامي في الجامعات مسؤولية إخفاق المؤسسات الصحفية في البلاد، ذلك التخصص الذي ساهم وما زال في رفعة الوطن والذود عنه في كل المحافل، فتأخر الصحافة لم ينشأ إلا بسبب النخبوية والبرج العاجي الذي يعيش فيه عرابوها المفترضون، إذ بالنظر إليها وإلى القائمين على أمرها نجد أنهم لم يستفيدوا من التجارب العالمية في هذا الإطار، وظلوا وظلت الصحافة معهم منحصرة في أوراق وأساليب قديمة يبكون طللها، دائرين في فلك كيف كنا وكيف أصبحنا!
لقد بات مفهوم الاتصال مع الناس وتزويدهم بالأخبار ونشر الآراء فضلا عن التفاعل الثقافي أمرا أكثر اتساعا من مجرد الصحافة، لا نقلل من الصحافة والصحفيين ونحن الآن جزء منهم، بل على العكس الصحافة يجب أن تقود قطار الإعلام، لكن حين تتخلص من تعلقها بالماضي وتعي خطورة المرحلة ومدى احتياج الوطن لها ولصوتها الحداثي الذي ينير ولا يطفئ، وحين يعتقد أربابها ومن يقومون عليها فيها حق الاعتقاد دون تقليل أو مطالبات جوفاء للشطب عليها أو على ما يجاورها التخصص من مفردات الإعلام الأخرى