نورة الكيال

نهانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن قهر الرجال بسبب ظروف الحياة ومشاقها.. وكان مما استعاذ منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعلم المسلمين التعوذ منه: قهر الرجال، وقهر الرجال ليس حالة مرضية تستدعي تدخلا علاجيا لشفائها، ولكنه ضيق في الصدر وكدر يعتري الإنسان بسبب ظروف الحياة ومشاقها، والمقصود بقهر الرجال، أن يصل المرء إلى حالةٍ يعجز فيها عن جلب المنفعة والخير لنفسه، أو قدرته على دفع الضر عن نفسه وأهله، وقد يلحق به بسبب ذلك مجافاة الأقارب وقهر الزوجات لأزواجهن وكذلك قهر البنات لإخوتهن الرجال.. مما يولد الهم الذي يضيق الصدر به وتفقد به النفس طيب العيش.

وقد أورد العلماء تفسيرا آخر قريبا مما سبق، أن قهر الرجال قد قُرن بغلبة الدين، وغلبة الدين كثرة الدين التي تجعل الإنسان يشعر بالضعف والذل أمام دائنيه، ويكون قهر الرجال بتسلطهم وتجبرهم بالمدين بحقٍ أو بغير حقٍ، فإذا وقع المسلم في شيءٍ من هذا الهم والغم فعليه أن يُسارع إلى الدعاء والتوجه إلى الله تعالى، بأن يكشف ما أهمه ويصرف عن قلبه الشغل والهم، حتى ينفس الله تعالى كربه ويكشف ما أهمه.

وأما كيفية التخلص من قهر الرجال فأول ما يكون بالإقبال على الله سبحانه، واللجوء إليه بدفع البلاء وتيسير طيب العيش، وحُسن التوكل على الله -سبحانه-، وإدراك أن كل ما يواجه المسلم في حياته هو بإرادة الله -تعالى- وحكمته، فمن أدرك وجود حكمةٍ لله سبحانه في أمره هان عليه ما يلاقي من امتحانات، وعلى المرء إن أصابته ضراء أن يحتسب أجر هذا المُصاب عند الله تعالى، فبهذا ينال الأجور العظيمة.

- مستشارة أسرية معتمدة