هدى الغامدي

تتجه أنظار العالم بأسره للمملكة العربية السعودية وتحديدا لمنطقة مكة المكرمة في هذا الشهر المبارك، وتحديدا في الخامس والعشرين والسادس والعشرين الموافقين الثلاثين والواحد والثلاثين من شهر مايو الحالي، وذلك تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.

هذه القمم الطارئة التي دعا إليها قائدنا الحكيم الرؤساء والقادة والملوك الخليجيين والعرب، تجاوبوا مع هذه الدعوة الهامة التي ستناقش توحيد الرؤى والصف إزاء ما تشهده المنطقة من توترات وتصاعد الأحداث وخاصة في ضوء التصعيد الأمريكي ضد إيران.

المملكة العربية السعودية دولة إقليمية كبرى ولها دور كبير ومحوري وعضو في تكتلات سياسية واقتصادية دولية، فلديها أكبر احتياطات النفط في العالم، ومن المعلوم أن النفط يلعب دورا هاما في الاقتصاد العالمي، وبالتالي تعتبر المملكة دولة مؤثرة في السياسة الدولية والقرار الدولي وذلك لما عرف عنها من سياسة حكيمة وعقلانية، إضافة إلى أن المملكة هي إحدى الدول العشرين الأقوى اقتصاديا على المستوى العالمي، فمملكتنا تمارس دورها الطبيعي في بناء سياج الدفاع عن مصالحها ومصالح الأمتين العربية والإسلامية، ومن هذا المنطلق دعت المملكة لعقد القمة الطارئة والتي تتزامن مع القمة السنوية لمنظمة التعاون الإسلامي.

الكثير من القضايا ستكون مطروحة على مائدة الحوار، فهذا التجمع الخليجي والعربي والإسلامي الكبير ستكون له قراراته الحاسمة الجلية لإدانة أي تدخلات خارجية في الشأن الخارجي لأية دولة خليجية كانت أو عربية، وخاصة تدخلات واعتداءات إيران في شؤون دولة اليمن عن طريق تمويل ميليشيات الحوثي الإرهابية، واستخدام أراضي اليمن كمنصة تصوب من خلالها الأسلحة الباليستية نحو الأراضي السعودية، في اعتداء صارخ على حرمة هذا البلد الآمن وذلك رغبة منها في الانتقام بسبب موقف قيادتنا الحكيمة والتحالف العربي لمنع تقسيم اليمن الشقيق واستعادة الشرعية فيها، (هذه التهديدات من إيران ليست جديدة وغريبة على منطقتنا الخليجية والعربية، فلقد ذكرت ذلك في مقالي السابق بأنها وراء كل حرب وسفك دماء) وأيضا الملف الفلسطيني سيكون حاضرا وسيبحث القادة آخر المستجدات في القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى إعلان موقف موحد إزاء التطورات الأخيرة في عدد من الدول الإسلامية، فضلا عن اتخاذ مواقف واضحة من الأحداث الأخيرة الخاصة بالأقليات المسلمة، وما يتعلق منها بتنامي خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة وما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وضرورة التصدي للإرهاب والتطرف العنيف وغيرها من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تعنى بها المنطقة.

هذه القمم هي فرصة للحوار بين الأشقاء والزعماء العرب حول كل القضايا التي تهم الخليج والعالم العربي، ووضع الحلول لمواجهة الأزمات والتحديات وتحديد النقاط المشتركة التي تؤهل الدول العربية والخليجية والإسلامية للحفاظ على استقرار المنطقة وحماية مقدراتها، ومواجهة أي محاولة للانتقاص من حقوقها ومصالحها أو التدخل في شؤونها الخاصة، ولم الشملين الخليجي والعربي ورص الصفوف للتعامل مع الأخطار التي تهدد المنطقة، خاصة من العدو النظام الإيراني الذي لا ينفك يهدد المنطقة صبح مساء، في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة القلاقل والاضطرابات لتحقيق أطماعه في منطقة الخليج، فالمملكة العربية السعودية لن تسمح لأحد بالتطاول على سيادتها وسيادة منطقة الخليج والمنطقة العربية بأسرها، فالحمد لله أنها صاحبة القرار المؤثر عربيا وإسلاميا ودوليا لما تملكه من مكانة وحكمة قيادتها ومكانتها الدينية والعالمية على جميع الأصعدة.