د. شلاش الضبعان

كمواطن سعودي أكتب أننا نشأنا منذ الصغر في بيوتنا ومدارسنا ومجالسنا ومساجدنا، على أن اليمن هو امتدادنا، فهم لنا ونحن لهم شقيق لشقيقه، المصير واحد والهدف واحد، واعتقدنا دينا أن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وفوق ذلك فإن رقة الفؤاد وجمال الأسلوب يماني بشهادة رسول البشرية صلى الله عليه وآله وسلم.

ومنذ أن نشأنا أيضا وجدنا أبواب وطننا مفتوحة لإخواننا اليمنيين جيرانا وتجارا، بل تكاد لا تعرف السعودي من اليمني على أرض المملكة العربية السعودية، نفخر بجيرتهم ونضرب الأمثلة بالشقيق اليمني في الجدية والحماس والتميز في عمله.

وكل ما مرت به المنطقة من فتن وتقلبات كانت لا تبعدنا عن بعضنا بل تقربنا أكثر وأكثر، وتوحدنا أكثر وأكثر.

ويوم أن جاء نداء الشرعية لإعادة اليمن المختطفة من قبل عصابة لا يحق لها أن تحكم اليمن السعيد استشعرت قيادتنا الخطر، فبادرت وأعلنت عاصفة الحزم على عدوهم وعدونا، ثم بدأت إعادة الأمل، فما نأتي لإخواننا إلا بالأمل، وضرب أبناؤنا الأبطال على حدنا الجنوبي أروع الأمثلة في الشجاعة والوقفة مع الشقيق، فقدموا أرواحهم من أجل اليمن واليمنيين، والجود بالروح أقصى غاية الجود.

إذن، ما الذي يجعل اليمن يؤذينا فيستهدف قبلة المسلمين ومطاراتنا وأمننا، وبلادنا تضم بين جنباتها أهل اليمن، وكل استهداف لنا هو استهداف لهم؟

لست محللا سياسيا ولا عالما بالسياسة، ولكن حتى غير المتخصص يعلم أنه ليس اليمن من يستهدفنا، بل هي عصابة اختُطفت عقولها فاختطفت اليمن وسلمته للعدو، لتؤذي به اليمني الشريف، وكل من يقف معه من أشقائه ومحبيه، فما عُهد عن أشراف اليمن من أذى.

ويعلم أيضا من قرأ التاريخ وعرف السعودي واليمني، اللذين تجمعهما جزيرة العرب التي هي أصل قيم العرب النبيلة، أن طبيعة العلاقة بين السعودية واليمن أكبر من أن يعبث بها خائن أو مسترزق.

مع الألم الذي نشعر به مع كل استهداف لوطننا، إلا أننا على ثقة أن الظلام الذي يلف اليمن السعيد لن يطول، وسيبدده رجال اليمن بمعاونة أشقائهم - بحول الله - فلا بد بعد الليل من فجر وضياء، وما أقربه.